صورة أمريكا في أدنى درجة في تاريخها
أكدت دراسة أمريكية أن صورة ونفوذ الولايات المتحدة يتراجعان لأنها صدرت المزيد من الخوف والغضب أكثر مما صدرت من القيم التقليدية لجهة الأمل والتفاؤل، واعترفت كارين هيوز المسؤولة عن تحسين صورة واشنطن، التي استقالت من منصبها الاسبوع الماضي، ان بلادها ستحتاج الى عقود طويلة للتغلب على “العداء الشديد” ضدها في العالم.
وأوضح التقرير الذي اعده “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” وهو معهد دراسات امريكي مستقل ان “سمعة الولايات المتحدة وصورتها ونفوذها وصلت الى ادنى درجة لها في تاريخها وهي قد تتراجع أيضاً”.
وأضاف “منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول، صدرت الولايات المتحدة المزيد من الخوف والغضب اكثر مما صدرت من القيم التقليدية لناحية الأمل والتفاؤل “مشيراً الى أن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين أنفسهم يطرحون اسئلة حول السياسة الأمريكية”.
وأشار التقرير الى ان “لب المشكلة” يكمن في كون الولايات المتحدة “شنت الحرب على الأرهاب العنصر الرئيسي لالتزاماتها في العالم”.
وأعرب التقرير عن أمله في ان ينتهج الرئيس الأمريكي الجديد سياسة خارجية “أكثر ذكاء”. ويوصي أيضاً بمواصلة استعمال الجزرة والعصا على السواء من أجل جذب الرأي العام العالمي الى جانب أمريكا ولكن من دون اللجوء الى وسائل الاكراه والقوة.
من جهة أخرى أقرت كارين هيوز مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الدبلوماسية العامة، المستقيلة ان واشنطن تمر بالمرحلة الأولى من نضال طويل لتحسين صورتها. ووصفت خلال زيارتها الحالية الى بريطانيا مهمة تبييض صورة بلادها بأنها “مستحيلة”. واعترفت في سلسلة أحاديث منفصلة إلى الصحف البريطانية نشرتها أمس أنها فشلت في تحقيق أي تقدم لجهة تغيير الصورة السلبية للغاية عن الولايات المتحدة خاصة بعد الحرب على “الإرهاب” والتطرف الاسلامي.
وقالت لصحيفة “اندبندنت” المناهضة للحرب في العراق “ليس من المتوقع ان تزيد شعبية أمريكا خلال فترة الحروب” لكنها رفضت اعتبار الرئيس جورج بوش “شخصاً خطيراً” على الأمن العالمي مثله وأسامة بن لادن زعيم القاعدة، ووصفت هذا الاتهام بأنها “مقزز”، لأنها تعرف بوش منذ وقت طويل. وأوضحت ان بوش كان يتعين عليه اتخاذ قرارات صعبة لا تحظى بموافقة كثيرين حول العالم، لكنه كان مضطراً لاتخاذها من أجل حماية الشعب الأمريكي ومصالح الولايات المتحدة حول العالم. وأشارت إلى أن حروب بوش كانت موضع شكوى ومعارضة الأشخاص الذين قابلتهم في 40 دولة زارتها، واعترفت ان وجود قوات اجنبية في دولة اسلامية أمر يثير المعارضة. وقالت ان جهودها في منصبها الذي تركته تركزت على تغيير الصورة النمطية عن الحياة في الولايات المتحدة، ونفي المزاعم التي تفيد بأن الحرب على الارهاب تستهدف الاسلام. لكنها اقرت انه من الصعب نقل الرسالة الصحيحة خلال فترة الحروب، واعتبرت ان امريكا لا تزال “منارة للفخر” في مجال حقوق الانسان رغم الصور السلبية المترتبة على فضيحتي سجن أبو غريب في العراق، ومعتقلا جوانتانامو” والسجون السرية والطائرة. وقالت ان بوش يريد اغلاق معتقل جوانتانامو وإعادة الأسرى فيه الى بلادهم، لكن هذه الدول الأصلية التي ينتمي اليها المقاتلون غير الشرعيين ترفض تسلمهم.
وقالت هيوز آخر من قفزت من سفينة بوش لصحيفة “فاينانشال تايمز” ان مرجل الكراهية ضد امريكا كان يغلي منذ اعوام قبل احداث 11 سبتمبر/أيلول ،2001 وأشارت الى ان ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون ارتكبت خطأ فادحاً بتقليص مستوى الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية بعد انتهاء الحرب الباردة في مطلع عقد تسعينات القرن الماضي.
عمر حنين
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد