ضابط إسرائيلي: إسرائيل ستزول وأنا أبحث عن قارب نجاة

لم تتوقّف التساؤلات الإسرائيلية عن قضية عالِم النفس، الرائد الاحتياطي في سلاح الطب التابع للجيش الإسرائيلي، دافيد شامير، الذي اتهم بعرض «خدماته» للإيرانيين ولحزب الله.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في تقرير أعدّته عن حياة الطبيب النفسي، أن الأخير أبلغ محاميه أنّ دافعه الأساسي «لم يكن مادياً»، بل نبع من شعوره بأن «إسرائيل ستزول عن الوجود، وأنا أبحث عن قارب نجاة».وفي نهاية الأسبوع الماضي، أُزيل حظر النشر الإسرائيلي عن قضية شامير، التي وصفتها الأجهزة الأمنية بأنّها «خطيرة للغاية»، إذ قدّمت النيابة العامة لائحة اتهام ضده تضمّنت «بنوداً خطيرة»، منها «محاولة التجسّس والاتصال بعميل أجنبي، وعرقلة عمل المحكمة».
ويواجه الإسرائيليون صعوبة في هذه المرحلة في التعاطي مع هذه القضية، وتكثر التساؤلات عن دوافعه، وخصوصاً أنّه لم يكن «ذا سلوكيات غريبة»؛ فهو يعمل في عيادة تابعة لوزارة الدفاع تساعد المدمنين في الإقلاع عن المخدرات.
ويقول بعض أصدقائه، بحسب الصحيفة، إنه يفضل البقاء وحده بعيداً عن المجموعات «وقبل عامين، انفصل عن زوجته. لكنّ أحداً منهم لم يلاحظ سلوكيات غريبة، بينما يقول آخرون إنه غرق في كآبة عميقة، وكان يتناول أدوية».
وادّعت النيابة الإسرائيلية العامة بأن شامير «قرّر في المنتصف الأول لعام 2007»، نقل معلومات أمنية سرية إلى «جهاتٍ معادية لإسرائيل»، مضيفة إنه بموجب رتبته العسكرية، كان قد كشف سابقاً عن «موادّ سرية»، منها خطط طوارئ لسلاح الطب، وكيفية تزويد الجبهة الداخلية بعلاج نفسي خلال الحرب، وكيفية إخلاء المواطنين عند تعرض الجبهة الداخلية للصواريخ، إضافة إلى استعدادات عسكرية أخرى.
ويُتّهم شامير بأنه بعث برسالة إلكترونية إلى وزارة الخارجية الإيرانية في طهران، وفاكس إلى القنصلية الإيرانية في لندن وتركيا، وحاول الاتصال بجامعة الأزهر في غزة، «وحتى بالاستخبارات الروسية».
وجاء في لائحة الاتهام أيضاً أن الطبيب النفسي أراد بيع المعلومات في مقابل مبلغ مادي. إلّا أن الصحيفة تلقي الضوء من خلال تقريرها على «دافع آخر»، وهو ما أفصح عنه شامير لمحاميه أمنون شألتيال ومحققيه في الغرف المغلقة. وقال المحامي إن شامير «تألم كثيراً من أوضاع إسرائيل، واعتقد بأنها ستزول عن الوجود. فأراد أن يؤمّن لنفسه وعائلته قارب نجاة، وانقاذ أعزائه من الدولة الغارقة».

المصدر: الأخبار