ضابط الاستخبارات الذي اختطف الهرموش وسلمه للأمن السوري يروي تفاصيل العملية
أدين الضابط التركي “أوندور سيغرجيك أوغلو” بن عبد المجيد والدته لمياء مواليد أضنة 1966، بجريمة الخطف وحكم عليه بالسجن 20 عاما في تركيا، قضى منها 32 شهرا قبل هروبه من السجن ودخوله سوريا “وطنه الأم” برعاية وتنسيق جهاز “أمن الدولة” السوري، بحسب ما نقل تقرير نشرته وسائل اعلام في تركيا.
واعتبر “أوندور أوغلو” بأنه “فخور بما فعل من أجل الإنسانية وشعبي ومستعد لفعل المزيد من أجل وجداني وانتمائي وإنسانيتي”، إلا أنه اشتكى من عدم ثقة مديري أفرع الأمن به لوجود عائلته في تركيا، طالبا الاستقصاء عن حقيقة قصته.
وقال بأنه مستعد للمساهمة في إدانة “حكومة أردوغان” في محكمة العدل الدولية في “لاهاي” من خلال شهادته بما “يعرف” عن تفاصيل “ممارسات الحكومة التركية التي تنتج الإرهاب ضد سوريا والمنطقة”.
وقال أوغلو أنه وعائلته مهددون من المخابرات التركية وأجهزة أجنبية أخرى إضافة إلى المعارضة السورية، مطالبا بحقه بالمواطنة والأمان له ولأسرته، في سوريا.
وقد عرف اوغلو نفسه، بأنه من أسرة سورية تنحدر من قرية “الدوير” قضاء انطاكيا (المحتل تركيا)، وقال إنهم حافظوا على هويتهم وعاداتهم ولغتهم العربية الأم، وتخرج من جامعة أنقرة كلية الأدب الأمريكية ونال الماجستير 1989.
وقال إنه أدى الخدمة الإلزامية في فرع مخابرات الأركان في قيادة الجيش التركي برتبة ملازم أول مجاز، وكان مسؤولا عن العلاقات مع جميع الملحقيات العسكرية للبعثات الديبولوماسية الأجنبية، إضافة إلى مهمة توثيق جميع محاضر اللقاءات باللغتين التركية والإنكليزية وأنهى خدمته بعد سنة تماما.
وأضاف “أوغلو” أنه تم توجيهه لاستلام ملف اللاجئين السوريين إلى تركيا، مشيرا إلى أنهم أنشؤوا قسما لهذه الغاية وانتقل مع موظفي القسم المحدث إلى أنطاكيا واتخذوا من مؤسسة التبغ في “يايلاداغ” القريبة من “كسب” مقرا لمكاتبهم، ليبدؤوا التحقيق مع اللاجئين.
وكشف أنه تولى بنفسه التحقيق مع العسكريين والجامعيين المنشقين، لافتا إلى أنه شكّل قاعدة معلومات ضخمة لصالح الاستخبارات السورية نتيجة التحقيق مع 4 آلاف سوري.
وأكد أن النظام لم يكن المسبب بهروب اللاجئين من منازلهم، و بأن المال والتضليل دفعا أعداد كبيرة لاصطناع “ظاهرة هروب جماعي” لخداع الرأي العام وتشكيل كتلة لجوء سوري ليتم بناء نواة لمعارضة سورية بجناح مسلح بالتنسيق مع السلطات الفرنسية، حسب ما ورد في التقرير.
وأتى على ذكر بعض رموز المنشقين العسكريين الذين حقق معهم مثل المقدم حسين الهرموش والعقيدين رياض الأسعد، ومالك الكردي وغيرهم.
وقال إن ذلك توازى مع تصعيد إعلامي من خلال “إجراء العديد من الفبركات الإخبارية المصورة” في اسكندرونة والقول إنها داخل الأراضي السورية، ولا سيما الجزيرة “لتهويل وتزوير الحقائق”.
وقال بأنه تم إبراز المقدم الهرموش كبطل للمعارضة استطاع الانتقام من النظام السوري، وذلك باستهداف مقرات الدولة في جسر الشغور وقتل موظفي البريد وتفجير مبنى مفرزة الأمن العسكري والإجهاز على كل عناصرها وسرقة السلاح.
وورد في التقرير قول أوغلو إن شخصا يدعى “محمد نادر زعتر” من “قلعة المضيق” بريف حماه ضالع باغتيال “عماد مغنية”، وادعى أن كمبيوتر “زعتر” الشخصي يضم معلومات خطيرة نسخها أوغلو، مشيرا إلى أن الرجل الذي يعمل بالمباني في طرابلس يرسل تقاريره إلى المخابرات السعودية والأردنية.
وقال الضابط التركي أن أصوله الساحلية التي ظهرت في لهجته دفعت “زعتر” إلى الهروب إلى لبنان.
*اختطاف الهرموش
وروى أوغلو أن الهرموش تعاظم دوره تنظيميا وتكتيكيا، مدعيا أن خلافات نشأت بينه وبين كل من رياض الأسعد ومالك الكردي حول “السرقة والاختلاس”.
وقال إن الهرموش هرب مرتين من المخيم قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه.
وكشف ضابط الاستخبارات التركي أن تعليمات جاءته بالعمل على الإفراج عن الهرموش الذي كان ينوي التمركز في جبل الزاوية.
واسترسل في سرده تفاصيل عملية خطف الهرموش، لافتا إلى أنه جاء إلى سوريا متخفيا عبر البحر، قبل أن ينتقل بطائرة خاصة بترتيب اللواء محمد ناصيف من اللاذقية إلى دمشق ليلتقي اللواء ناصيف ثم علي مملوك، حيث سلم كلا منهما أيضا قائمة بأسماء ضباط كانوا ينوون الانشقاق.
وعندما عرض الهرموش على التلفزيون جن جنون المخابرات التركية التي جاءها أمر من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالتحقيق بالمسألة، فحققوا مع أوغلو وأنكر، لكن الضغوط بدأت تنهال عليه كما يقول.
إضافة تعليق جديد