ضغوط سعودية مصرية وراء غياب اليمن عن قمة الدوحة
سادت الشارع اليمني حالة من الاستياء وخيبة الأمل عقب اعتذار اليمن عن المشاركة في القمة الطارئة بالدوحة، واعتبر ذلك الموقف "مخزيا ومستغربا" خاصة أن اليمن كان من أوائل الدول العربية التي دعت لعقد قمة طارئة إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعبرت أحزاب المعارضة المنضوية في تكتل اللقاء المشترك عن أسفها واستنكارها لقرار الحكومة اليمنية عدم المشاركة في قمة الدوحة، ووصفت القرار بأنه متسرع وغير مسؤول و"لا يعبر عن موقف الشعب اليمني وإنما يعبر عن التخبط الذي تعيشه السلطة في اليمن".
وقالت المعارضة في بلاغ صحفي أنه "كان الأجدر بالموقف اليمني عدم الانصياع للإملاءات والضغوط الإقليمية والدولية التي يتخذها الكيان الصهيوني غطاء لعدوانه على قطاع غزة".
ورأى محللون سياسيون أن اعتذار اليمن عن المشاركة في قمة الدوحة جاء استجابة لضغوط سعودية مصرية مورست على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وأشارت إلى موقف مماثل حين استجاب لضغوط سعودية بعدم المشاركة في قمة دمشق العام الماضي.
وفي هذا السياق رجح المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد أن يكون غياب اليمن عن قمة الدوحة ناتجا عن ضغوط سعودية مصرية مورست على الرئيس عبد الله صالح.
واستغرب ثابت استجابة اليمن لهذه الضغوط رغم أن القمة الطارئة من أجل غزة كانت مطلبا معلنا للقيادة اليمنية، وقال "الغريب أن الرئيس علي عبد الله صالح هو الوحيد الذي دعا لعقد قمة عربية طارئة وبحضور قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، فلما تحقق هذا المطلب تراجع عن حضور القمة".
ورأى ثابت أن "الرئيس اليمني أراد أن يصطف هذه المرة إلى جانب الطرف الذي طالما كان معارضا له في الماضي وربما لاعتبارات داخلية يمنية لها استحقاقات لمستقبل النظام السياسي اليمني الحالي ولتأمين الإقليم المحيط باليمن خاصة السعودية مما يتعلق بترتيبات أوضاع الحكم في صنعاء".
من جانبه قال البرلماني الإصلاحي علي العنسي إن عدم حضور اليمن قمة الدوحة أساء للشعب اليمني أحزابا وجماهير وقبائل ومنظمات مدنية وكل شرائح المجتمع الذين خرجوا في مظاهرات مليونية تطالب بالوقوف إلى جانب المقاومة وأهل غزة ومواجهة العدوان الإسرائيلي ورفض مواقف الخزي والخيانة لبعض الأنظمة العربية.
وأشار العنسي إلى احتمال تعرض النظام اليمني لضغوط إقليمية مما حمله على التراجع عن المشاركة في قمة الدوحة، لكنه اعتبر أنه كان على الموقف الرسمي اليمني أن ينطلق من قناعات الشعب وألا يخضع لأي إملاءات أو ضغوط إقليمية أو دولية.
في المقابل رأى رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان الدكتور عيدروس النقيب أن الأنظمة العربية انعزلت عن شعوبها، وهي اليوم تسير في ركب الأعداء، ولذلك يتوقع أن ثمة معركة قادمة بين هذه الأنظمة المتخاذلة وشعوبها بعد انقشاع غبار الحرب في غزة.
ولفت إلى أن "الشيء الوحيد الذي كنا نفاخر به كيمنيين أن النظام الحاكم يقف بقوة إلى جانب القضية الفلسطينية، وإذا به يتخلى عن كل ذلك ويضرب بمشاعر الشعب عرض الحائط، وهو الذي خرج بالملايين يطالب بمؤازرة ونصرة أهل غزة".
واعتبر النقيب أن مواقف الأنظمة العربية لا تريد أن تغضب أميركا لكنها تغضب شعوبها، وأن على هذه الأنظمة أن تختار بين رضا أميركا وإسرائيل أو الشعوب العربية التي خرجت للتصدي للعدوان الإسرائيلي.
وتحدث عن أن هناك من أوهم بعض الدول العربية بكونها معتدلة فصدقت ذلك، و"الحق أنه لا يوجد اعتدال في الموقف من قتل الأطفال والنساء والمدنيين الذي تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية، والمعتدل إزاء قتل الأطفال والنساء هو متخاذل وخائن ومشارك في القتل".
عبده عايش
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد