طرابلس تنتفض: لا لمسلحي مصراتة والفوضى الليبية تحصد أكثر من 300 ضحية

16-11-2013

طرابلس تنتفض: لا لمسلحي مصراتة والفوضى الليبية تحصد أكثر من 300 ضحية

تحولت تظاهرة سلمية تطالب بحل الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس إلى مواجهات مسلحة، بعدما عمدت «ميليشيا مصراتة» إلى فتح النار على المتظاهرين ضدها، لتدخل العاصمة في حرب شوارع «ميليشياوية» أسفرت حتى مساء امس عن مقتل 31 شخصاً، وجرح حوالي 285 آخرين.
ويبرز ثالث اشتباكات تدور في الشوارع خلال عشرة أيام الصعوبات التي تواجهها ليبيا لاحتواء الميليشيات المحلية. وجاءت تظاهرة الأمس نتيجة معاناة الليبيين من صراع الشوارع بين الميليشيات، ومن بينها «ميليشيا مصراتة» صاحبة الوجود القوي في العاصمة. وقد خاضت الأخيرة اشتباكات متكررة مع فصائل أخرى، كان آخرها مع مجموعة مسلحة من العاصمة، أشعلها مقتل أحد قيادييها. ليبيون يساعدون أحد المصابين بعدما فتح عناصر «ميليشيا مصراتة» النار على المحتجين السلميين في جنوب العاصمة طرابلس أمس (أ ف ب)
ومن الممكن القول إن تحرك أمس، والذي جمع مئات المحتجين، كان أكبر احتجاج على وجود الميليشيات منذ عدة أشهر. ويذكر أنه منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، لم تتخل الميليشيات المسلحة التي حاربت ضده عن سلاحها. وتنوعت مع مرور الوقت لتخلق جواً من الفوضى في البلاد، خصوصاً أنها دخلت في معارك داخلية في ما بينها بحثاً عن السلطة وأماكن السيطرة.
وقد مشى المحتجون أمس من مسجد وسط المدينة باتجاه مقر «ميليشيا مصراتة» في حي قرقور. وحمل المتظاهرون الأعلام الليبية والأعلام البيضاء، وهتفوا «نريد الجيش.. نريد الشرطة»، في إشارة إلى ضرورة استلام مؤسسات الدولة للأمن في البلاد. وحين اقتربوا من المبنى أكثر، خرج رجال الميليشيا بالزي المدني والعسكري، وفتحوا النار عليهم، بالرشاشات والأسلحة الثقيلة، ومن بينها القذائف المضادة للطائرات. وفر المحتجون في بداية الأمر، ولكنهم عادوا مدججين بالسلاح، واقتحموا المجمع الذي اختبأ فيه رجال «ميليشيا مصراتة».
ويبدو أن ميليشيات أخرى استغلت الوضع، وعمدت إلى التدخل عبر الرد على «ميليشيا مصراتة» بالسلاح. وقال شاهد عيان أنه «دخل مسلحون من اهالي حي قرقور. واحرقوا كل الفيلات التي كانوا يحتلونها (افراد ميليشيا مصراتة) لمنعهم من العودة اليها. وقد تحصن غالبية افراد الميليشيا في فيلا واحدة». وأضاف أنه في وقت لاحق تم أيضاً اخلاء الفيلا الاخيرة بعد فرار معظمهم، وتم «توقيف» البعض.
وبدوره، أعلن رئيس الحكومة علي زيدان عن محصلة الاشتباكات، حيث كان قد وصل عدد الضحايا إلى 27 قتيلاً و235 جريحاً. وهو الذي كان طالب، في وقت سابق رداً على الفوضى التي اجتاحت العاصمة، بمغادرة الميليشيات كافة العاصمة طرابلس من دون استثناء، على اعتبار أن «وجود السلاح خارج إطار الجيش والشرطة أمر خطير».
وفي حديث مع إذاعة «ليبيا الأحرار»، كان قائد «ميليشيا مصراتة» الطاهر باشا آغا تعهد بأنه لن يترك سوى الجثث. واتهم المتظاهرين بفتح النار أولاً، على اعتبار أن هناك أيدياً خفية «تستخدم المدنيين كجسر للوصول إلى السلطة». وأضاف أن «طرابلس لم ترَ حرباً حتى الآن، وستراها قريباً».
ووصلت عشرات الشاحنات التابعة للجيش في وقت لاحق للفصل بين الحشود ورجال الميليشيا في المجمع، وأغلقت بعض الطرق للحيلولة دون وصول المزيد من المسلحين إلى موقع الاشتباكات. وحلقت طائرات تابعة للقوات الجوية فوق المكان لمراقبة الطرق الرئيسية في طرابلس.
ونقلت وكالة الأنباء عن المتحدث باسم رئيس الأركان علي الشيخي أن الأوامر صدرت بالفصل بين المتظاهرين والميليشيا، فضلاً عن إطلاق النار على أي أحد يبدو عليه أنه عدائي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...