طهران تزيد غداً نسبة تخصيب اليورانيوم
ينتقل المأزق النووي بين إيران والغرب، غدا الثلاثاء، الى مرحلة أكثر دقة وخطورة، اذ ان أجهزة الطرد المركزي في منشأة نتانز، ستبدأ العمل بوتيرة أسرع، لترفع نسبة تخصيب اليورانيوم، من 5 في المئة، الى 20 في المئة. لكن الإعلان الايراني، ورغم انه يزيد من مستوى تحدي حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد للغرب، الا انه يبقي الباب مفتوحا امام اتفاق «اللحظة الاخيرة».
وقال نجاد مفتتحا معرضا مخصصا لتكنولوجيا الليزر في طهران «قلت دعونا نعطِ شهرا او شهرين (للتوصل الى اتفاق)، وإن لم يوافقوا (الدول الكبرى)، فسنبدأ بأنفسنا» بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب. وأضاف «لكنهم بدأوا يتلاعبون بنا، ولو انهم بدأوا مؤخرا يبعثون رسائل مفادها انهم يريدون التوصل الى حل». وتابع مخاطبا رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي الواقف الى جانبه «الآن، دكتور صالحي، إبدأ بإنتاج اليورانيوم بنسبة 20 في المئة بواسطة أجهزتنا للطرد المركزي».
وفي وقت لاحق، أكد صالحي ان البلاد ستبدأ اعتبارا من يوم غد الثلاثاء، قبل يومين من الاحتفال بالذكرى الـ31 للثورة الاسلامية في 11 شباط الحالي، إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة، موضحا ان ايران ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الاثنين، بخططها لتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى.
ورغم الإعلان عن الاستعداد لبدء التخصيب بنسبة 20 في المئة، قال نجاد ان «باب النقاش لا يزال مفتوحا، لم نغلقه»، مشيرا في الوقت ذاته الى ان أي عملية تبادل للحصول على وقود نووي، يجب ان تكون «غير مشروطة». وأكد ايضا ان طهران باتت تملك «القدرة على تخصيب اليورانيوم الى اي مستوى بفضل تكنولوجيا الليزر»، التي أضيفت الى تكنولوجيا التخصيب بواسطة أجهزة الطرد المركزي المستخدمة حاليا في ايران.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست، ان «قرار رئيس الجمهورية ببدء إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لا يتعارض أبدا مع استعداد ايران لمبادلة الوقود». وأضاف «لقد قلنا سابقا ان هناك طرقا عديدة لتوفير الوقود، هي الشراء، والمبادلة، والإنتاج في الداخل.. ان اختيار اي من هذه الخيارات لا يعني توقف الخيارين الآخرين، وحتى اننا بإمكاننا ان نتابع الخيارات الثلاثة معا»، معلنا من جهة اخرى عن استضافة ايران خلال شهر ايار المقبل لـ«اجتماع دولي حول مكافحة اسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الاسلحة النووية».
وكان وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، قال يوم الجمعة الماضي في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا «انا شخصيا اعتقد اننا وفرنا ارضية مؤاتية لحدوث مثل هذا التبادل في المستقبل غير البعيد جدا»، علما ان رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني اعتبر ان «الغربيين يقولون: عليكم ان تتبعوا النهج الذي حددناه للتزود بالوقود لتشغيل مفاعل طهران وإلا ستعاقبون.. لكنهم يعلمون انها خدعة سياسية، وأنهم يريدون انتزاع اليورانيوم المخصب منا».
وبدا الرئيس الإيراني يوم الثلاثاء الماضي للمرة الأولى وكأنه يسقط شروطا تمسكت بها طهران طويلا لقبول عرض الوقود، عندما قال إن إيران مستعدة لإرسال اليورانيوم المخصب الذي تملكه إلى الخارج في مقابل الحصول على وقود نووي. لكن صحيفة «جمهوري إسلامي»، نشرت امس الاول ثلاثة شروط قالت إن مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي وضعها وألزم بها الحكومة لأي اتفاق. وتنص الشروط على أن يجري التبادل في وقت واحد، وأن يكون داخل إيران، إلى جانب تحديد طهران كمية اليورانيوم الذي تريد مبادلته بالوقود النووي.
ويأتي الإعلان الايراني بعد يوم من افتتاح وزير الدفاع أحمد وحيدي لخطوط الانتاج للصاروخ «قائم» المضاد للمروحيات، وللصاروخ «طوفان - 5» المضاد للمدرعات. كما أعلن منسق سلاح الجو في الجيش الإيراني الطيار عزيز نصير زادة، عن «تحليق ناجح لأول طائرة متطورة لا يكتشفها الرادار».
على الصعيد الدولي، وفيما اعتبرت الحكومة البريطانية أن إعلان نجاد يخرق قرارات مجلس الامن الدولي، سارع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى دعوة المجتمع الدولي من روما الى «تشكيل جبهة موحدة للضغط على الحكومة الايرانية». وأضاف «من الممكن ان ينطوي تركيز الضغوط على حكومة ايران لا على شعبها على فرصة اكبر لتحقيق هذا الهدف... رأينا ما يحدث داخل ايران» في إشارة الى الاحتجاجات ضد الحكومة.
وكان غيتس دعا امس الأول الدول المترددة في معاقبة ايران الى «تعديل نهجها»، قائلا في أنقرة «انه لا يشعر» بأن اتفاقا مع ايران بات وشيكا، بينما رأى مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز ان الأنشطة النووية الايرانية تمثل «اكبر مصدر للقلق بالنسبة الى الامن المشترك»، وأن «سباقا للتسلح النووي في الشرق الاوسط، بات على المحك». كما رأى السيناتور جو ليبرمان ان «العالم يواجه خيارا صعبا، بين فرض عقوبات صارمة على ايران، أو مهاجمتها».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد