طهران: تقرير الوكالة الذرية يدعم فرضية سلمية برنامجنا النووي
أعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس الخميس ان آخر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الملف النووي الايراني “ليس جيدا لايران”، مرجحا اجراء مناقشات جديدة بين الدول الست الكبرى على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، لكن ايران رأت العكس واعتبرت التقرير يعضد دفوعها بأن برنامجها النووي سلمي، وحذر الرئيس الايراني الغرب من فرض اي عقوبات جديدة على بلاده، ونفى استعداده للقاء اي مسؤول امريكي على هامش الجمعية العامة في نيويورك، لكنه اعرب عن الاستعداد لمناظرة الامريكيين، وجدد ثقته في زوال “اسرائيل” وطالب قادة الكيان بالرحيل قبل فوات الاوان، في وقت اعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات احادية على شركات ايرانية، واتهم القضاء الامريكي شركات وافراداً بانتهاك العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.
وقال سولانا للصحافيين على هامش اجتماع بين الاتحاد الاوروبي ودول آسيا الوسطى في باريس ان “التقرير ليس جيداً لإيران واعتقد ان الجميع قلق من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. واضاف ان الملف سيكون محور مناقشات بين الدول الست التي تجري مفاوضات مع طهران (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة التي افتتحت هذا الاسبوع في نيويورك.
وفي تقرير رفعته الاثنين اعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الاسف من غياب التقدم في المناقشات مع طهران حول طبيعة برنامجها النووي ودعت ايران مجددا الى تقديم كافة المعلومات الضرورية. وتريد الوكالة من إيران توضيح معلومات لأجهزة مخابرات تشير إلى روابط بين مشروعات إيرانية لمعالجة اليورانيوم واختبار مواد شديدة الانفجار وتعديل الرأس المخروطي للصاروخ شهاب 3 ليناسب رأساً نووياً. ونفت الجمهورية الإسلامية الاتهامات لكن وكالة الطاقة الذرية تقول إن إيران ينبغي أن تعضد موقفها بالسماح بالوصول إلى المواقع والوثائق والمسؤولين المعنيين لاجراء مقابلات معهم.
في المقابل قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان احدث تقرير من الوكالة الدولية بشأن البرنامج النووي الايراني يثبت الطبيعة السلمية للبرنامج. وقال ان ايران تعاملت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “بشفافية كاملة”. اضاف ان التقرير يؤكد المسعى السلمي لإيران بشأن الطاقة النووية. واكد ان “التقرير ليست به نقاط سلبية بشأن البرنامج النووي الايراني ما عدا ما يسمى دراسات التسلح المزعومة التي ليس لها اساس قانوني”.
وقال نجاد في مؤتمر صحافي عقده في طهران ان الغرب سيندم اذا حاول فرض حزمة جديدة من العقوبات على بلاده، لان ايران ستتخذ في المقابل اجراءات مضادة، لم يفصح عنها. ونفى ان يكون برنامج بلاده النووي عسكريا، كما نفى وجود خلايا نائمة ايرانية في دول الخليج العربي في انتظار الاشارة للقيام بأعمال تخريبية، واشار الى ان علاقات طهران بالدول الخليجية جيدة، واعتبر ان كل المسلمين في العالم جنود في جيش القدس، وقال ان أي استهداف لإيران من دول الاستكبار سيجعل المسلمين المناهضين ل “اسرائيل” في صف ايران. ودعا “اسرائيل” الى الرحيل الى اي مكان آخر في العالم وترك الارض المقدسة لأصحابها من الفلسطينيين، واشار الى ان قادة الكيان اعترفوا مؤخرا باستحالة قيام “اسرائيل الكبرى”، واضاف “اقول لهم ليس “اسرائيل” الكبرى فقط، بل مشروع “اسرائيل” الصغرى، وبعد 60 عاما من الاجرام لا يمكن ان يتحقق او يثبت على الارض، فمن الافضل لكم الرحيل قبل فوات الاوان لأن “اسرائيل” الى زوال، ومثلها كل القوى المتغطرسة والمستكبرة”. وجدد التأكيد ان ايران لن تعترف بشيء اسمه “اسرائيل” او “الاسرائيليين”، وستدعم الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا. ونفى ان يكون على جدول اعماله خلال مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة لقاء مع أي مسؤول امريكي، واعرب عن استعداده لمناظرة اي مسؤول امريكي حول القضايا الدولية.
من جهة اخرى اعلنت وزارة الخزانة الامريكية الاربعاء انها فرضت عقوبات على ست شركات ايرانية جديدة تتهمها بمساعدة السلطات الايرانية للحصول على السلاح الذري، فيما اتهم القضاء الامريكي ثمانية اشخاص وثماني شركات بتصديرهم معدات عسكرية لايران والشركات الست هي مجموعة صناعات التسلح، وفرسخت للصناعات، والشركة الصناعية الايرانية لبناء الطائرات، وصناعات الاتصالات الايرانية، والصناعات الالكترونية الايرانية، والصناعات الالكترونية في شيراز. وتشمل العقوبات تجميد اموال هذه الشركات في الولايات المتحدة ومنع اي مواطن امريكي من المتاجرة معها.
واتهمت محكمة فيدرالية امريكية ثمانية اشخاص وثماني شركات بتصدير معدات امريكية الى ايران ذات استعمال عسكري ومن بينها عبوات ناسفة. وقالت وزارة العدل الامريكية في بيان، ان هؤلاء الاشخاص والشركات يلاحقون ب 13 تهمة من بينها التآمر وانتهاك الحظر الامريكي على ايران وتقديم بلاغات كاذبة للوكالات الفيدرالية حول تصدير آلاف المعدات الامريكية الى ايران. وتم شراء المعدات في الولايات المتحدة ثم شحنت عن طريق الترانزيت عبر ماليزيا وبريطانيا والمانيا وسنغافورة.
والشركات الثماني هي مايرو جنرال تريدينغ واتلنكس الكترونيك وميكاتيك جنرال تريدينغ ومادجيكو مايكرو الكترونيكس وندا اندستريال غروب ومقرها ايران وايكو بيوتشم وفاست سوليوشن ومقرها ماليزيا.
ستار ناصر
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد