طهران تكشف عن مفاوضات غير معلنة
أعلنت طهران امس، ان «وجهة النظر الواقعية» التي بدأت تظلل توجهات الدول الست المعنية بملفها النووي، تأتي بعد شهر من محادثات غير معلنة بين الجانبين، تسبق مهلة نهائية حددتها ايران بنهاية شهر كانون الثاني الحالي للرد على اقتراحها تبادل اليورانيوم على دفعات، في وقت شددت واشنطن على انه يتوجب على طهران الا تعول على «تراخي» التصميم الدولي تجاهها.
ونقلت وكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء عن وزير الخارجية منوشهر متكي، قوله ان «ايران لم ترفض مبدأ التبادل (اليورانيوم مقابل الوقود) الذي كان آخر نقطة تم بحثها». وتابع «إذا لم يحصل هذا، فإن ايران قادرة بنفسها على إنتاج الوقود الذي تحتاجه»، مضيفا، «لقد شاهدنا مؤخرا وجود بعض المؤشرات التي تنم عن وجود نظرة واقعية، حصلت نتيجة محادثات أجريناها على مدى شهر مضى» مع مجموعة الدول الست.
من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان «موقفنا هو الموقف الذي عبرنا عنه في الماضي. نحن مستعدون لتبادل تدريجي للوقود». واضاف «اذا عبر الجانب الآخر عن استعداده، يمكننا مناقشة التفاصيل والقيام بالخطوات المقبلة». وعرضت طهران مهلة تنتهي بنهاية شهر كانون الثاني الحالي لتبادل اليورانيوم على مراحل وعلى أراضيها.
وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان القوى الكبرى «متحدة» بشأن العمل تجاه ممارسة مزيد من الضغط على ايران بشأن برنامجها النووي، في وقت تبدي بكين موقفا رافضا لعقوبات جديدة على طهران. واضافت في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون، «فلتكن الأمور واضحة: لن نتراخى ولن نتراجع.. امام ايران خيار واضح، سواء الاستمرار في عزلتها او احترام واجباتها، وعليها عدم التعويل على تراخي تصميم» القوى الغربية.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال في مقابلة مع مجلة «تايم»، ان ايران تمثل «احد اكثر التحديات الخارجية دقة وحذرا.. اذا لم يقبلوا يدنا الممدودة فعلينا ان نؤكد لهم ان هناك عواقب لخرق القرارات الدولية». واضاف ان «المسألة ستكون صعبة، لكنني اعتقد ان العلاقة التي طورناها مع روسيا ستساعد، كما ان العمل الذي قمنا به مع الصين، كما في حال كوريا الشمالية، سيكون بمثابة عنصر مساعد لنا في التعامل بفعالية اكبر مع ايران». يأتي ذلك في وقت اعلن رئيس الهيئة النووية الروسية المملوكة للدولة سيرغي كيريينكو، إن روسيا ستشغل المفاعل النووي في محطة بوشهر الايرانية هذا العام، موضحا ان «2010 هو عام بوشهر»، في وقت ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية ان الكونغرس الاميركي يخشى احتمال تزويد ايران بصواريخ « س ـ 300 « الروسية للدفاع الجوي عبر بيلاروسيا، وانه بدأ بمناقشة مشروع قانون يلزم وزارة الخارجية الأميركية بإخطاره بشأن الصادرات البيلاروسية من الأسلحة ودور روسيا فيها.
من جهة اخرى، قال مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي، ان «الظلم الاکبر بحق المجتمع العالمي هو سلطة الأقوياء وسيطرة نظام الهيمنة وتقسيم دول العالم الى قوى مهيمنة وأخرى خاضعة للهيمنة»، بينما اتهم رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، واشنطن بتكثيف «حربها النفسية» ضد بلاده، قائلا ان «العدو يحاول توظيف الخلافات الحالية بين مختلف القوى السياسية (في إيران) لتعزيز أجندته الخاصة». وحذر المجموعات السياسية في البلاد من «التجاوب مع الجهود التي تدعمها أميركا».
الى ذلك، نفت طهران تقارير إسرائيلية عن مصافحة بين وزير السياحة الاسرائيلي استاس ميسيجنيكوف ورئيس منظمة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيراني حميد بقائي، على هامش حفل استقبال أقامه ملك اسبانيا خوان كارلوس امس الأول ضمن معرض مدريد للسياحة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد