عزل بغداد بدأ واتباع الصدر ينفون مغادرته إلى إيران
أقامت قوات أمريكية وعراقية نقاط تفتيش جديدة وكثفت دورياتها المشتركة في بغداد يوم الاربعاء لتُظْهِر للمرة الاولى لسكان العاصمة الذين أرهقتهم الحرب أنه تم الشروع في العملية الموعودة منذ فترة طويلة ضد المسلحين.
وقال الجيش الامريكي ان الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الذي يتزعم ميليشيا جيش المهدي التي تصفها واشنطن بأنها أكبر تهديد لامن العراق غادر البلاد وانه موجود في ايران.
ونفى مساعدون للصدر أن يكون قد فر من البلاد.
كما نأت الولايات المتحدة بنفسها عن تصريحات لمسؤول دفاعي كبير تشير الى تورط الحكومة الايرانية في تسليح المقاتلين العراقيين وأصرت على أنها لا تحاول "الترويج" لادلة على استخدام أسلحة ايرانية في العراق.
وقال رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي أمام حشد في مدينة كربلاء المقدسة انه عازم على استعادة الامن في بغداد التي حولها المسلحون والميليشيات الى أخطر مدن العالم.
وقال المالكي انه لا عذر لاولئك الذين تم تحذيرهم وان الحكومة ستفرض القانون بالقوة على أولئك الذين يريدون مواصلة القتال.
وقال شهود عيان ان دوريات أمريكية عراقية مشتركة عزلت مناطق في ضاحية الاعظمية التي تسكنها أغلبية سنية في بغداد والتي تعد هدفا متكررا للهجمات بقذائف المورتر. وأضافوا أن قوات عراقية قامت بعمليات تفتيش للمنازل.
وفي وسط بغداد حدثت اختناقات في حركة المرور على الجسور والطرق مع انتشار نقاط التفتيش الجديدة وتم تفتيش السيارات ومصادرة الاسلحة بموجب العملية التي أطلق عليها المالكي خطة فرض القانون.
ومع حلول الليل حلقت المقاتلات في سماء العاصمة العراقية.
ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون ان الهجوم الذي ينظر اليه باعتباره محاولة أخيرة لمنع نشوب حرب أهلية شاملة يمضي في مراحله الاولى وسيصل الى ذروته في غضون شهور.
وباءت محاولات سابقة لوقف أعمال القتل في العاصمة العراقية بالفشل ويرى منتقدون للخطة الحالية أنها اقل بكثير مما ينبغي ومتأخرة جدا.
وردا على سؤال بشأن التصريحات المتضاربة بشأن مكان الصدر قال المتحدث العسكري الامريكي الميجر جنرال وليام كولدويل ان "كل الدلائل تشير في الواقع الى أنه في ايران وانه غادر الشهر الماضي."
وأضاف أن القوات الامريكية "تقتفي أثر مقتدى الصدر عن كثب."
ورفض عدد من مساعدي الصدر تلميحات الى أن رجل الدين الشيعي غادر العراق لتجنب الحملة الامنية وقالوا انه مازال في مدينة النجف بالعراق ويتجنب وسائل الاعلام.
ورفض كولدويل التكهن بشأن السبب الذي ربما دعا الصدر للذهاب الى ايران التي تتهمها الولايات المتحدة باذكاء العنف الطائفي في العراق. وتنفي ايران ذلك.
وقاد الصدر ميليشيا جيش المهدي في انتفاضتين ضد القوات الامريكية في عام 2004.
وحثت واشنطن رئيس الوزراء العراقي على نزع سلاح ميليشيا جيش المهدي لكن المالكي يعتمد على التأييد السياسي للصدر.
وقال كولدويل انه في الوقت الذي يوجد فيه ما يدعو للتفاؤل بشأن الخطة الامنية ببغداد الا أنه ينبغي للعراقيين أن يتحلوا بالصبر.
وقال انه لن يكتمل نشر التعزيزات العسكرية الامريكية والعراقية قبل أواخر مايو ايار.
وفي واشنطن قال الرئيس الامريكي جورج بوش انه لا يعرف ما اذا كان زعماء ايران قد أمروا قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني بتزويد ميليشيات في العراق بقنابل تزرع على جوانب الطرق أو عبوات ناسفة.
وأشار محلل عسكري أمريكي بارز خلال افادة محظورة النشر لثلاثة مسؤولين في بغداد يوم الاحد الى أن الحكومة الايرانية متورطة "على أعلى المستويات" في تزويد ميليشيات عراقية بأسلحة استخدمت لقتل جنود أمريكيين.
وقال بوش "ما نعرفه هو ان قوة القدس قامت بدور اساسي في تزويد شبكات داخل العراق بهذه العبوات الناسفة. وما لا نعرفه هو ما اذا كان كبار زعماء ايران قد امروا قوة القدس بان تفعل ما فعلته."
وسئل كولدويل مرارا خلال المؤتمر الصحفي ببغداد عما اذا كان يرغب في نفي التعليقات التي أدلى بها المحلل.
وقال كولدويل "لم نكن نحاول الترويج لذلك. أردنا عرض أدلة مادية ... نعلم أنها تصنع في ايران ويتم نقلها الى العراق." وأضاف أن الهدف كان يتمثل في عرض براهين على أن أسلحة ايرانية يتم تهريبها الى العراق.
ويضع المسؤولون الامريكيون في اعتبارهم الانتقادات التي لازمت بوش بشأن التعامل مع المعلومات التي أدت الى حرب العراق في عام 2003 والتزموا الحذر عند اعداد الملف الذي يدعم المزاعم بأن ايران تتدخل في شؤون العراق.
والتوترات شديدة بالفعل بين ايران والولايات المتحدة بشأن طموحات طهران النووية.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد