عن "المعارضة المعتدلة" التي يحاربها الجيش العربي السوري
لم يكد يبدأ الجيش العربي السوري عملياته العسكرية الواسعة تحت غطاء جوي روسي حتى ثار الغرب تحت ذرائع أن الطيران الروسي يقصف مواقع لـ "معتدلين"، في وقت تصر فيه روسيا على أن جميع المواقع التي تقصفها تابعة لـ "داعش"، بغض النظر عن التسميات المتداولة لهذه الفصائل.
"لا يوجد دواعش في ريف إدلب"، يقول تقرير نشرته إحدى القنوات التابعة للمعارضة تهكمت من خلاله من بيان وزارة الدفاع الروسية حول قصف مقرات لـ "داعش" في ريف إدلب، كذلك ثارت أمريكا في وجه روسيا سياسيا "من تقصفون، لايوجد إرهابيون، هؤلاء معتدلون"، تقول مصادر دبلوماسية وفق تسريبات صحفية، فما هي الحقيقة.
تسجيل لا تتجاوز مدته الدقيقة و خمس واربعون ثانية يكشف النظرية التي تتبناها موسكو، وهي ذات النظرية التي تبناها الجيش العربي السوري منذ بداية حربه "لافرق بين المسلحين، جميعهم إرهابيون".
التسجيل الذي نشره القيادي في "جيش الفتح" السعودي عبد الله المحيسني والذي جاء تحت اسم "رسالة إلى روسيا" يمكن أن يوصف حقيقة هذه الفصائل. فالقائد الفعلي لـ "جيش الفتح" الذي يقاتل في ريف إدلب وريف حماه وتنضوي فيه الفصائل المقاتلة في ريف حلب، على سبيل المثال، هو السعودي "المحيسني".
إلى جانب "المحيسني" يظهر مجموعة من المقاتلين الذين يوجهون رسالة لـ "روسيا"، هؤلاء "الجهاديون" وفق التسجيل ذاته ينتمون لقوميات وعروق مختلفة، تبدأ من شرق آسيا وصولا إلى الجزائر، الأمر الذي يعطي الصورة الحقيقي عن طبيعة هذه "المعارضة" و "اعتدالها".
وعلى الرغم من حداثة الفيديو فإنه لايمثل مرحلة جديدة في تاريخ "المعارضة"، فهذا المشهد ظهر في سوريا مع بداية الأحداث, الصورة الشهيرة لمطار منغ العسكري الذي سيطر عليه المسلحون كان شبيها بهذه الرسالة، ظهر في الصورة حينها القائد "الشيشاني" وإلى حانبه مقاتلون من جنسيات مختلفة.
فإذا كانت "داعش" تمثل "الإرهاب" الوحيد في نظر الغرب، أو ما يسوق له، تبقى الوقائع الميدانية خير دليل عن تطابق ايديولوجيا الفصائل التي تقاتل الجيش السوري مع "داعش" تحت مسميات ومصالح مختلفة، فالجميع "يذبح" والجميع "يسعى لإقامة دولة إسلامية"، والجميع يضم مقاتلين من جنسيات مختلفة، فهل يمكن اعتبار "المحيسني" وأعوانه "معتدلون"؟، بغض النظر عن كونهم ليسو سوريين .
وكالات
إضافة تعليق جديد