غارات جوية «غامضة» على طرابلس .. يتبناها اللواء حفتر
قتل ستة أشخاص على الأقل أمس، بعدما قصفت طائرات حربية تابعة للواء المنشق خليفة حفتر مواقع لميليشيات إسلامية في العاصمة الليبية طرابلس، وذلك للمرة الاولى منذ بدء المعارك في المدينة بين «كتائب الزنتان» الموالية لحفتر، والتي تعتبر الجناح العسكري لليبراليين في البلاد، و«كتائب مصراتة» الإسلامية المتشددة.
وكانت الحكومة الليبية وصفت في بيان لها في بادئ الأمر الطائرات الحربية التي نفذت الغارات بانها «مجهولة الهوية»، مشيرة إلى أن «طائرتَين مجهولتَي الهوية قامتا بالإغارة على أهداف مسلحة تابعة للأطراف المتناحرة في ضواحي مدينة طرابلس»، وانها «لا تملك في الوقت الحاضر أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء عملية القصف الجوي على طرابلس»، مضيفة انها «قامت بالاتصال بعدد من الدول الصديقة للتحقق من الموضوع».
ولاحقاً، قال قائد الدفاع الجوي لقوات حفتر، صقر الجروشي في تصريح صحافي إن قوات «عملية الكرامة هي المسؤولة عن الضربات الجوية في طرابلس». وأوضح أن «عملية الكرامة (وهي الحملة العسكرية التي يشنها حفتر ضد الإسلاميين) تؤكد أنها نفذت ضربات جوية على بعض مواقع ميليشيات مصراتة».
وبرغم تبني قوات حفتر عملية القصف الجوي على أهداف لميليشيات مصراتة في طرابلس، أبدى قسم من سلاح الطيران الليبي غير الملتحق بحفتر شكوكاً حيال الأمر، مشيراً إلى أن «طائرات أجنبية هي التي شنت الغارات، لا طائرات ليبية».
وأكد مسؤول في سلاح الجوي الليبي أنه «ليس باستطاعة المقاتلات الليبية شن غارات ليلية، كما انها تفتقر إلى آليات التزود بالوقود جواً، خصوصاً إذا كانت آتية من قواعد بعيدة، مثل تلك الخاضعة لسيطرة اللواء حفتر».
وكان المتحدث باسم حفتر، محمد الحجازي امتنع عن التعليق في بادئ الأمر على ما إذا كانت طائرات اللواء المنشق هي التي هاجمت أهدافاً في طرابلس. وقال: «ليس لدينا أي تعليق في الوقت الراهن». لكن المتحدث باسم قوات «درع ليبيا» (المقربة من الإسلاميين) أحمد هدية أكد في تصريح صحافي أن «الطائرات انطلقت من قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا، واستهدفت مركزاً كانت قواته سيطرت عليه مؤخراً».
إلى ذلك، أعلنت قناة «النبأ» الليبية «مقتل خمسة أشخاص نتيجة القصف الجوي على مواقع تابعة لما يعرف بعملية فجر ليبيا في طرابلس»، فيما تحدثت وكالة «أسوشييتد برس» عن مقتل ستة أشخاص.
ونفت فرنسا ما أسمته «شائعات تحدثت عن غارات ايطالية وفرنسية في ليبيا». كما نفى السفير الايطالي في ليبيا قيام أي من الطائرات الايطالية بقصف طرابلس، مؤكداً أن بلاده «تقف على المسافة ذاتها من جميع الأطراف».
وفيما أكد مسؤول أميركي أنه «لا توجد طائرات مقاتلة تحت قيادة حلف شمال الأطلسي فوق ليبيا»، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا طارق متري إن الأمم المتحدة «أجرت اتصالات بكل من إيطاليا وفرنسا فور سماع أنباء عن القصف الجوي، ونفت الدولتان مشاركتهما في هذا القصف»، مجدداً التأكيد أن الأمم المتحدة «ليست لديها أي نية للتدخل العسكري في ليبيا، وأنها تدين كل أشكال التصعيد العسكري في البلاد».
وكالات
إضافة تعليق جديد