غزة: إسرائيل تهدد بتوسيع عدوانها
بشوارعها المزينة بالفوانيس، وفي ظل الحصار والحرمان، أمضى الفلسطينيون في قطاع غزة اليومين الأولين من شهر رمضان تحت قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الذي أغار على أهداف متفرقة في القطاع، فيما لا تزال الضفة الغربية المحتلة ترزح تحت وطأة الاعتقالات العشوائية، بعد مضي أسبوعين على فقدان المستوطنين الثلاثة في منطقة الخليل، في ظل تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة العملية العسكرية إلى عدوان جديد.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية 12 غارة جوية على مناطق في قطاع غزة فجر أمس، أسفرت عن استشهاد شخص، وإلحاق أضرار كبيرة في المنازل والمنشآت، بعدما قصفت أراضيَ خالية في شمال بيت حانون، وشرق مخيم البريج، وموقعاً لـ«كتائب القسام» قرب محطة توليد الكهرباء القريبة من مخيم النصيرات في وسط القطاع، قبل أن تطلق ثلاثة صواريخ على موقع تدريب لـ«سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي»، وموقع تدريب آخر لحركة «الأحرار»، في غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وبالإضافة إلى ذلك، قصفت الطائرات الإسرائيلية موقعي تدريب لـ«كتائب القسام» و«سرايا القدس» في رفح في جنوب غزة، ومصنعاً للإسمنت، حيث خلف القصف أضراراً بالغة في المصنع وعدد من المنازل المجاورة، وأسفر عن إصابة رجل يبلغ من العمر 47 عاماً، وفتاة تبلغ من العمر 15 عاماً بجراح متوسطة، بشظايا صاروخية خلال استهداف طائرات الاحتلال لهدف بالقرب من مسجد الفاروق في حي الزيتون في مدينة غزة، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة لوكالة «فرانس برس».
وكانت شرطة الاحتلال أعلنت أمس الأول، أن صاروخاً أطلق من غزة أدى إلى اندلاع حريق في مبنى في المنطقة الصناعية في سديروت. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد لوكالة «فرانس برس» إن الصاروخ «أصاب مبنى يضم مكاتب في المنطقة الصناعية في مدينة سديروت ما تسبب في اندلاع حريق من دون وقوع إصابات».
وفي موازاة استمرار الغارات على قطاع غزة، نشر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) يوم الخميس الماضي، اسمي فلسطينيين يعتبرهما مسؤولين عن خطف الإسرائيليين الثلاثة، وهما مروان قواسمة وعامر أبو عيشة «العضوان في حركة حماس في الخليل واللذان يلاحقهما جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي».
في المقابل، أوضحت المراسلة العسكرية في الإذاعة العامة الإسرائيلية أن «الجيش والاستخبارات يبحثان لخلق رابط بين المشتبهين وحركة حماس في غزة»، من دون أن تستبعد إمكانية أن يؤدي ذلك إلى تنفيذ «عملية كبيرة» للجيش الإسرائيلي في القطاع.
ومنذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية، اعتقلت إسرائيل 585 فلسطينياً غالبيتهم من المحررين في صفقة شاليط التي نفذت بين إسرائيل وحركة حماس قبل ثلاث سنوات، وأفرج بموجبها عن 1027 فلسطينياً بينهم قيادات كبيرة، فيما أفرجت حماس في المقابل عن الجندي جلعاد شاليط الذين اعتقلته المقاومة الفلسطينية في غزة لمدة خمس سنوات.
وبحسب «نادي الأسير الفلسطيني» ارتفع عدد معتقلي محافظة الخليل إلى 215 أسيراً، ويصل عدد معتقلي محافظة نابلس إلى 91 أسيراً، وعدد المعتقلين في بيت لحم إلى 81، وجنين إلى 56 أسيراً. وفي رام الله ارتفع العدد إلى 52 أسيراً، والقدس 38، وطولكرم 24، وقلقيلية 13، بالإضافة إلى سبعة معتقلين في كل من محافظتي طوباس وسلفيت، ومعتقل واحد من أريحا.
من بين هؤلاء المعتقلين، الأسير إبراهيم المصري من رام الله، الذي جلست زوجته وحيدة مع اقتراب ساعات الإفطار تتأمل صورة زوجها، وتردد بعض الأدعية بأن يفرج عنه قريباً، وتؤكد أن الحياة صعبة على امرأة لم تهنأ لتعيش مع زوجها المحرر حديثاً والذي أعيد اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً.
وتقول زوجة المصري لـ«السفير»: «لقد كان محكوماً بمؤبدين وعشرين عاماً قبل أن يفرج عنه في صفقة شاليط حيث قضى من حكمه 17 عاماً. عند إعادة اعتقاله كان الأمر أصعب بكثير من تلقي خبر حكمه قبل سنوات».
وفقد الأسير المصري، وهو من سكان قرية شقبا قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية، أحد أولاده وهو في الأسر قبل أن يتم الإفراج عنه ضمن صفقة شاليط، ويعاد اعتقاله ضمن العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ اختفاء المستوطنين الإسرائيلين الثلاثة.
في السياق ذاته، قال مدير الوحدة القانونية في «نادي الأسير الفلسطيني» المحامي جواد بولس، إن محكمة صلح الاحتلال في القدس مددت اعتقال الأسير سامر العيساوي حتى تاريخ الأول من تموز، مدّعية أن هناك مخالفات تتعلق بتصريحات صحافية للعيساوي تصفها بأنها «تحريضية»، وأنها تشكل مخالفة لشروط قرار الإفراج.
وأضاف بولس أنه «وبالتوازي لهذا القرار تبين أن النيابة العسكرية من طرفها تقدمت وبإجراء آخر بطلب للمحكمة العسكرية في عوفر ادّعت فيه أن العيساوي قد نكث بشروط الإفراج، ولذلك تطالب النيابة بإعادته إلى الأسر ومصادرة تصريح الإفراج الذي ناله في صفقة التبادل».
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل تدرس تصعيد حملتها العسكرية ضد الفلسطينين خلال الأيام المقبلة، وخصوصاً «إمكانية تصعيد عملياتها ضد حماس»، التي اتهمها بخطف المستوطنين الثلاثة.
وطلب نتنياهو من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية «النظر في الإمكانية للإعلان عن الجناح الشمالي للحركة الإسلامية تنظيماً غير قانوني. وسيمنح هذا الإعلان آليات ملموسة للأجهزة الأمنية من أجل مكافحة هذه الحركة» التي ردد متظاهرون قبل أيام هتافات تطالب بخطف مزيد من الجنود الإسرائيليين.
غزة ـ محمد فروانة رام الله ـ أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد