غـزة تقـدم 5 شـهداء و30 جـريحـاً
بلغت حصيلة التصعيد الاسرائيلي ضد قطاع غزة هذا الأسبوع 5 شهداء وأكثر من 30 مصاباً، بينهم عدد من الأطفال، فيما بدت الفصائل المقاومة الكبرى في القطاع عازفة عن إسقاط التهدئة التي ترعاها مصر، ومتحفظة في الردّ الصاروخي الذي اقتصر على حوالى 12 قذيفة أطلقتها تنظيمات ثانوية ووصلت إلى بئر السبع وأسدود، في سعي على ما يبدو لإسقاط معادلة الاستقواء الاسرائيلية من دون إنهاء التهدئة.
وشن طيران الاحتلال الاسرائيلي غارة جديدة فجر أمس، استهدفت بحسب زعمه معسكر تدريب لـ«حماس» في مدينة غزة، ما أسفر عن تدمير منزل استشهد فيه صاحبه بهجت رمضان الزعلان وأحد أولاده وأصيبت زوجته ووالدته ومعهما 6 من أطفاله، إثنان منهم في حالة خطيرة. كما تضررت منازل مجاورة، وأصيب في محيط المكان أكثر من 25 شخصاً. وردّ نشطاء فلسطينيون على غارة الأمس بإطلاق وابل من الصواريخ التي سقط بعضها بالقرب من مدينة بئر السبع على بعد 35 كيلومتراً من غزة. ولم تقع إصابات لكن صافرات الانذار جعلت سكان جنوب إسرائيل يفرون إلى الملاجئ.
وأعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين» الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في فلسطين عن إطلاق حملة «النازفات الصاروخية» من غزة تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أنها قصفت موقع إسناد صوفا العسكري الإسرائيلي الواقع جنوبي قطاع غزة بثلاث قذائف هاون، ومنطقة كرم أبو سالم بـ4 قذائف أخرى. وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» إن القبة الحديدية الإسرائيلية اعترضت صاروخ غراد أطلق من غزة من قبل المقاومة الفلسطينية ما احدث دوياً هائلا سمع فى غزة. وتبنت كتائب شهداء الاقصى اطلاق صاروخ على النقب مساء أول أمس، ثم اطلاق صاروخين آخرين على «منطقة اشكول كردّ اولي على جريمة الاغتيال الصهيونية»، متوعدة في بيان «بردّ مزلزل على الجريمة». وأعلنت كتائب شهداء الاقصى ان احدى مجموعاتها «تمكنت من قصف مدينة عسقلان بصاروخ من نوع أقصى 3».
وقال رئيس حكومة «حماس» في غزة إسماعيل هنية للصحافيين ان هذا «التصعيد الصهيوني يدل على نوايا اسرائيلية مبيتة ضد الشعب الفلسطيني وضد قطاع غزة خصوصا، معتقدين ان شعبنا سيرضخ لارادة هذا المحتل من خلال هذا القتل العشوائي، بما فيه المجزرة التي راح ضحيتها عائلة بأكملها الليلة الماضية». وتابع في تصريحات للصحافين عقب أداء صلاة الجمعة «نحن نؤكد ان هذا العدوان سيفشل على صخرة صمود هذا الشعب وعلى قدرة المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني». كما اكد ان حكومته «تجري اتصالات مكثفة مع العديد من الاطراف العربية والدولية بل ونؤكد انه ينبغي ان يتوقف هذا العدوان فورا على شعبنا الفلسطيني».
ودخلت مصر مجدداً على خط التصعيد لتعلن عبر سفيرها لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أن القيادة المصرية تبذل جهودها لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للتهدئة المتوافق عليها فلسطينياً. وقال عثمان إن مصر تسعى لتثبيت التهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، مشدداً على أن خطوات مصر في هذا السياق مدعومة من قبل القيادة الفلسطينية والفصائل. من ناحيته أرجع عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» محمود الزهار العدوان الإسرائيلي على غزة إلى المشاكل الداخلية التي تعيشها إسرائيل وهي عادة درجت عليها كلما شعرت بالمأزق الداخلي، كما قال. وقال الزهار إن إسرائيل تعاني أزمة داخلية وتريد أن تصدرها لغزة، و«أن أمنهم ووجودهم في خطر في ظل الربيع العربي المستمر والتغيرات الجارية في الدول العربية المحيطة بها».
من جهته اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات أن إسرائيل تسعى من وراء تصعيدها بغزة لضرب التهدئة وجهود المصالحة الفلسطينية داعياً الفصائل إلى التنبه لمخططات الاحتلال.
وفي ظل استبعاد مبادرة إسرائيل إلى عمل واسع يدفع مصر حالياً إلى تغيير مواقفها أو إلى التحول إلى عدو، يبدو أن إسرائيل أرادت من خلال مبادرتها قياس مدى قدرة «حماس» المسيطرة على القطاع على ضبط الوضع ومنع التصعيد. وإسرائيل تلمس ميلاً متزايداً لدى «حماس» إلى انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في مصر بعد الانتخابات ما يخلق انطباعا بأن بوسع إسرائيل تعزيز قدرتها الردعية بشكل مدروس في هذا الوقت. وفيما لم تكتف ردة الفعل الفلسطينية بإطلاق صواريخ نحو المستوطنات المحاذية للقطاع بل أوصلتها إلى بئر السبع وأسدود، في إشارة إلى أن أحداً لن يمنع التصعيد إذا أرادت إسرائيل ذلك، بقيت الفصائل الكبرى المقاومة خارج معادلة الرد، ما يعني أن رغبة إسرائيل في تعزيز القدرة الردعية لا تجد من يقبل بها في القطاع، ولا تجد أيضا من يفتح لها المجال في إسقاط التهدئة وتقويض مسار المصالحة الفلسطينية.
كما يرتبط العدوان الأخير على غزة بقلق اسرائيلي متصاعد ازاء الحدود مع سيناء. ويكتب المعلق العسكري لـ«يديعوت احرونوت» اليكس فيشمان تحت عنوان «مخاطرة مدروسة» أن الضربة في غزة نجمت أساساً عن عجز إسرائيلي على التصدي للأعمال المنطلقة من سيناء «ولما كانت لا تستطيع ان تضرب الحمار، فإنها تضرب البردعة – وغزة تتلقى الضرب». وأوضح أن إسرائيل تحاول إثبات علاقة بين كتائب شهداء الأقصى التابعين لحركة «فتح» وعملية يمكن أن ترتكب في النقب انطلاقاً من سيناء. ولكنه لا ينسى الإشارة إلى أن «حماس» تحتفل هذه الأيام بالذكرى الرابعة والعشرين لانطلاقتها، مما يوحي بهدف معنوي من وراء الاغتيال في قلب مدينة غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قال شهود ومصادر طبية ان اصابة خطيرة لحقت بفلسطيني حينما اطلقت القوات الاسرائيلية قنبلة للغاز المسيل للدموع أصابت وجهه وأفقدته عينه على الأرجح. وقال المسؤولون الطبيون ان مصطفى عبد الرازق التميمي، 28 عاماً، كان يشارك في احتجاج ضد جدار الضفة الغربية في منطقة النبي صالح على مسافة عشرة كيلومترات شمال غربي رام الله حينما اصابته عبوة الغاز المسيل للدموع.
إلى ذلك، عقد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مباحثات في الدوحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وذكرت وكالة الأنباء القطرية «قنا» انه جرى خلال البحث في العلاقات الثنائية، كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وملف المصالحة الوطنية وكذلك التطورات في الشرق الاوسط .
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد