فادي إبراهيم: الدراما اللبنانية غائبة لأن السياسيين أخذوا كل الأدوار

11-06-2008

فادي إبراهيم: الدراما اللبنانية غائبة لأن السياسيين أخذوا كل الأدوار

يأمل الفنان اللبناني المعروف فادي إبراهيم أن يستعيد لبنان مكانته القديمة على صعيد الفن العربي وفي حوار سريع معه على هامش تصوير دوره في مسلسل «أسمهان» قال: الفن يعيد الإنسان لإنسانيته فهو بالفعل رسالة. 
 ويدعو إبراهيم إلى إيلاء الفن عموماً والدراما التلفزيونية على وجه الخصوص أهمية أكبر لأن «التلفزيون أصبح من أخطر وسائل التأثير على النفوس والعقول وخاصة في المجتمعات العربية ويجب أن نعرف كيف نستخدم هذه الوسيلة بطريقة صحيحة، هناك أشياء كثيرة ومهمة يجب أن نوصلها للناس».
ويدعو أيضاً المحطات العربية الكبرى إلى «إعطاء الدراما مساحات بثّ أكبر وعلى حساب برامج الـ«توك شو» لأن هذه البرامج لا تضيف للمجتمعات العربية شيئاً جديداً فالمهاترات السياسية لا تهم المشاهد العربي لأن نصف ما يُحكى بالسياسة «مش مضبوط» إذا أردت استخدام تعبير مهذب»، ويُحسب للدراما التلفزيونية السورية إنها عرّفت الجمهور السوري والعربي على عدد من المواهب اللبنانية المتميزة في مجال التمثيل ومنهم أنطوان كرباج ورفيق علي أحمد وورد الخال وفادي إبراهيم، وقد اشترك هؤلاء في أهم الأعمال السورية التاريخية، والفنان فادي إبراهيم شارك في عدة أعمال للمخرج نجدة أنزور منها «البحث عن صلاح الدين» وأدى باقتدار دور ريتشارد قلب الأسد، كما شارك في مسلسل الموت القادم إلى الشرق، ويشارك في هذا الموسم في مسلسل «أسمهان» ويلعب دور الملحن اللبناني فريد غصن الذي اكتشف عذوبة صوتها وقدمها لعمالقة الفن في مصر في ثلاثينيات القرن الماضي.
ولا يرى فادي إبراهيم أن الدراما السورية تمر بظروف صعبة ويؤكد أنها مازالت محافظة على المكانة التي حققها طوال سنوات في قلوب المشاهدين العرب، ولكنه دعا للسعي نحو الأفضل دائماً.
ويؤكد فادي إبراهيم أيضاً أن الدراما العربية أصبحت قادرة على الدخول إلى الأسواق العالمية مثلما فعلت الدراما المكسيكية والتركية ويدعو المحطات إلى مساعدة المنتجين في هذا الإطار من خلال شراء الأعمال العربية بأسعار تساعد على تقديم أعمال متميزة، لا تعاني فقراً إنتاجياً ولكي يستطيع الممثل العربي العيش بمستوى يحفظ له كرامته.
وتساءل عن الهدف الذي تريده المحطات العربية من خلال التأثير درامياً على المشاهدين العرب بمسلسلات أجنبية لا تمسّ حياتهم اليومية بشيء، وتعبر عن مجتمعات بعيدة عنا في تقاليدها واهتماماتها، ويرى أن المشاهدين العرب يتابعون الدراما التركية لأن المحطات تعرض هذه الدراما وليس لأسباب أخرى، وينفي إبراهيم أن يكون الدراميون العرب قد فشلوا وبالتالي فسحوا المجال أمام الأعمال التركية وألقى اللوم على المحطات التي لا تساعد في إنتاج أعمال ذات مستوى متميز بينما تصرف بسخاء على برامج الـ«توك شو».

ويرى أننا كعرب نفتقد لوجود سياسة إعلامية واضحة.
وعن أسباب غياب الدراما اللبنانية والدراميين قال بحدة: نعم نحن غائبون لأننا نعيش الدراما بحياتنا اليومية والسياسيون أخذوا كل الأدوار ولم يتركوا لأحد دوراً والفرق بيننا كفنانين وبينهم كسياسيين حرف جر «فنحن نمثل للناس وهم يمثلون على الناس».
وعن أسباب انقطاع احبال التواصل بينه وبين المخرج نجدة أنزور اكتفى بالقول: اسأل نجدة أنزور وكرر فادي إبراهيم ما قاله في مناسبات عدة عن المخرج أنزور وقال: العين التي يملكها هذا المخرج، قليلون هم الذين يمتلكونها وهو قائد عمل ومخرج مبدع، وأنا هنا أتحدث من خلال تجربتي معه وكانت تربطني به صداقة، ويبدو أنه يعطي أذنه لبعض الناس أحياناً.
ويفاجئني إبراهيم عندما أكد أنه لا يتفرج على التلفزيون ولا يحبه ويضيف: لا أشاهد الأعمال الدرامية العربية وحتى الأعمال التي أشترك فيها قد لا أراها فقلت له: كيف تطلب من المشاهد العربي أن يتابع عملاً وأنت المشترك فيه لا تشاهده فقال: ليس لدي وقت لمتابعة مسلسل والطبيب لا يتكلم بالطب خارج العيادة، ولكني متابع جيد للمهرجانات ولدي مسرح ولدي «مشغل» للنحت والرسم وهذه أشياء كلها أقدمها في النهاية للناس.
ولم يجد إبراهيم تفسيراً لابتعاد بعض المخرجين السوريين المهمين عنه.
ويصف علاقته بالفنان الكبير رفيق علي أحمد «الجيدة جداً».
ويعود فادي إبراهيم للحديث عن لبنان والسياسة التي «تلقي بظلالها ليس على الفن فحسب بل على المجتمعات وتأثيرها سيئ» ويضيف: الأمل ذبحنا في وقت من الأوقات في لبنان وسجننا بحدود ضيقة.
ويتحدث عن رحلته إلى فرنسا مع رفيق علي أحمد وتيسير ادريس وأدهم مرشد لتقديم عروض مسرحية ويقول: استطعنا تخطي حاجز اللغة مع الجمهور الفرنسي وفي ختام العرض كان التصفيق لا يتوقف.
يتوقف إبراهيم عن الكلام بعض الوقت ثم يتابع: بعد أن قدمنا هذه العروض وعلى مدى سنتين ونصف السنة في باريس وصلني إلى بيتي في بيروت مكتوب من الدولة الفرنسية فيه «كرت» ضمان اجتماعي في فرنسا وأنا في بلدي غير مضمون، وهذا شيء مؤلم «كررها مرتين» ويردف: تُعرض على مسارح دولة أجنبية فتحظى بالتقدير والاحترام وتُعامل كإنسان وأنت في بلدك غير محمي وليس لك أي ضمان.
وبعد هذا الذي سمعت من فادي إبراهيم شعرت أن الأسئلة لم يعد لها أي قيمة فانتهى الحوار.

محمد أمين

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...