فلسطين: شهداء..وعمليتا دهس وإسرائيل توافق على 891 وحدة استيطانية في القدس
125 شهيداً، ومئات الجرحى بنيران الاحتلال، هي حصيلة شهرين ونصف الشهر من «الهبة الفلسطينية» التي لم تهدأ وتيرتها رغم إجراءات القمع الإسرائيلية اليومية، وذلك بعدما انضم شابان إلى قافلة الشهداء، حين قاوما اقتحاماً اسرائيلياً لمخيم قلنديا في الضفة بعمليتي دهس في يوم جديد من الغضب، كما استشهدت فتاة فلسطينية متأثرة بجراح أصيبت بها على يد الإحتلال الشهر الماضي.
واستشهد شابان فلسطينيان برصاص الاحتلال في مخيم قلنديا في الضفة الغربية، نفذا عمليتي دهس استهدفت جنوداً اسرائيليين اقتحموا المخيم فجراً، في وقت أصيب ثلاثة فلسطينيين شرق محافظة خانيونس في قطاع غزة، بعدما قصفت قوات الاحتلال المنطقة رداً على ما قالت إنه تفجير بعبوة ناسفة استهدف دورية لها على الحدود مع القطاع من دون أن يوقع إصابات.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن «أحد المصابين في حالة خطرة جراء إصابته بالرأس»، فيما وصف حالة المصابين الآخرين بـ«المتوسطة».
وفي الضفة الغربية، قال جيش الاحتلال في بيان إنه «خلال عملية هذا الليل لتوقيف فلسطينيين مطلوبين وضبط أسلحة في مخيم قلنديا للاجئين، جرت محاولتا دهس بالسيارة ضد قوات الامن في موقعين مختلفين من المخيم»، فيما أكدت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ووزارة الصحة الفلسطينية استشهاد منفذي عملية الدهس.
والشهيدان هما احمد جحاجحة (21 عاماً) وحكمت حمدان، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فيما تحدث بيان جيش الاحتلال عن إصابة ثلاثة جنود في العمليتين.
وقال شهود إن عملية الاقتحام التي نفذها الاحتلال ترافقت مع مواجهات عنيفة مع سكان المخيم استمرت ساعات عدة.
وأوضحت مصادر محلية في المخيم أن «مئات من جنود الاحتلال والمستعربين اقتحموا عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل (ليل أمس الأول) المخيم من محاور عدة، وأطلقوا الرصاص الحي باتجاه الشبان الذين تصدوا لهم، ما أدى الى استشهاد شابين»، متحدثين أيضاً عن إصابة أربعة آخرين.
وأضافت المصادر «أن القوات الاسرائيلية اعتقلت الشاب محمود نايف ابو لطيفة (26 عاماً) بعد اقتحام منزله، كما اقتحمت أكثر من 30 منزلاً ومحال تجارية في المخيم ومختبراً طبياً».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد «الفتاة سماح عبد المؤمن، البالغة من العمر 18 عاماً، متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في 23 تشرين ثاني الماضي»، لدى إطلاق جنود الاحتلال النار العشوائي على حاجز حوارة جنوب نابلس إثر محاولة تنفيذ الشاب علاء الحشاش عملية طعن ضدهم، ما كان أدى إلى استشهاده.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، ارتفاع عدد شهداء الهبة الشعبية منذ مطلع تشرين الأول الماضي، إلى 125 شهيداً، بينهم 105 في الضفة و19 في غزة وشهيد في النقب، وبينهم 25 طفلاً، فيما بلغت حصيلة المصابين أكثر من 14 ألف مصاب، بينهم 4695 بالرصاص الحي والمعدني، فيما أصيب الباقون بقنابل الغاز مباشرة، أو نتيجة الاختناق.
- من جهة أخرى وافقت «لجنة التخطيط والبناء» التابعة لبلدية القدس المحتلة، على مخطط استيطاني جديد في مستوطنة «غيلو»، الواقعة خارج الخط الأخضر (فلسطين المحتلة عام 1948)، لبناء 891 وحدة استيطانية، في تحدّ واضح للفلسطينيين وللقرارات الدولية الصادرة بحق الاستيطان.
وذكر موقع «واللا» العبري أن المخطط الاستيطاني الجديد كان مقررا الموافقة عليه الشهر الماضي، ولكن بلدية القدس تلقت «أوامر مختلفة» من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتعليق الموافقة على المخطط خشية أن يؤثر ذلك سلبا في زيارته آنذاك، إلى الولايات المتحدة.
وقال «واللا» إن الوحدات السكنية الجديدة ستبنى على المنحدرات الجنوبية لمستوطنة «غيلو»، أي بين «غيلو» وقرية بيت جالا، إلى الشمال الغربي من مدينة بيت لحم المحتلة.
مع ذلك، أوضح نائب رئيس بلدية القدس التابعة لسلطات الاحتلال، مائير ترجمان، في حديث مع الموقع، أن زيارة نتنياهو لواشنطن لم تتسبب في تأجيل المخطط، «أوضحنا ذلك في زمن الزيارة، ونعاود الإيضاح من جديد، وها نحن اليوم وافقنا على المخطط بالإجماع». وأوضحت مصادر في البلدية أن الموضوع لا يتعلق بمخطط استيطاني جديد، بل إن «الموافقة عليه جرت قبل عامين ونصف عام، ولكنها تأجلت بسبب مشكلات تقنية تتعلق بوجود مسارات أنابيب غاز في المكان، الأمر الذي استدعى حل هذه المشكلة قبل الموافقة النهائية من لجنة التخطيط والبناء».
في السياق، أعرب نائب وزير البناء والاسكان في الحكومة الإسرائيلية، ميكي ليفي، عن «مباركة» القرار، وقال إنه سعيد ببناء 891 وحدة سكنية في «عاصمتنا الأبدية القدس، التي علينا أن نبني فيها ونقوّيها قدر الإمكان».
في المقابل، انتقدت جمعية «عير عاميم» المعنية بأوضاع سكان القدس وحقوق الإنسان، أداء نتنياهو وحكومته، حول الموافقة على البناء، مشيرة إلى أن هذه الموافقة «مثال آخر على لعبة القط والفأر»، بين الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة، حول الاستيطان في شرقي القدس. ووفق الجمعية، فإن الموافقة على المخطط الجديد «تعمق الأزمة التي وصلت اليها إسرائيل في ظل غياب المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، ما ينهي إمكانات التوصل إلى تسوية بين الجانبين».
تجدر الإشارة إلى أن مستوطنة «غيلو»، المقامة على أراض فلسطينية جنوب القدس المحتلة، هي واحدة من خمس مستوطنات بنيت في المكان كي تفصل القدس ومحيطها عن الضفة المحتلة، وتحديدا فصل مدينة بيت لحم وبلدة بيت جالا، عن المدينة المقدسة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد