في غواتيمالا الجيش يسرق الأطفال ويعرضهم للتبني في الخارج
خلص تقرير للحكومة في غواتيمالا أن الجيش سرق المئات من الأطفال وباعهم لأغراض التبني في عدد من الدول الأوروبية إبان الحرب الأهلية التي شهدتها الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى.
وقال كبير المحققين وواضع التقرير، ماركو توليو آلفاريز، إن العديد من الأطفال المختطفين انتهى بهم المطاف في الولايات المتحدة، والسويد، إيطاليا وفرنسا.
وكشف التقرير عن حالات لجأ فيها الجيش لقتل الآباء لوضع اليد على الأطفال وتسلميهم إلى أجهزة حكومية لعرضهم للتبني في الخارج.
وقال آلفاريز: "هذه انتهاكات على مستوى الدولة."
وبحسب لجنة التحقيق التي بدأت عملها في مايو/آيار 2008، بعد تكليفها من الرئيس آلفارو كولوم، بلغت "ذورة" عمليات اختطاف الأطفال وعرضهم للتبني خلال الفترة من 1997 وحتى 1989.
وأكد المحققون سرقة 333 طفلاً، لأسباب مالية أو سياسية، بعد التدقيق في 672 حادثة إبان تلك الفترة.
ووفق تقديرات حكومية، اختفى قرابة 45 ألف شخص، من بينهم نحو 5 آلاف طفل، أثناء الحرب الأهلية في غواتيمالا، ودامت 36 عاماً، من 1960 إلى 1996.
ولقي 200 ألف شخص مصرعهم أثناء النزاع الأهلي بين المتمردين اليساريين والحكومة ذات التوجهات اليمنية.
ويعد التبني أحد مصادر الدخل في غواتيمالا منذ عقود، وجعلت الحرب الأهلية من تلك الانتهاكات على يد القوات الحكومية أمراً يسيراً.
وتعد الولايات المتحدة أبرز وجهات التبني، حيث ينتهي المقام بطفل غواتيمالي واحد من بين مائة طفل هناك، وفق إحصائية القنصلية الأمريكية في غواتيمالا."
وتكلف عملية التبني 30 ألف دولار، في دول يقدر "البنك الدولي" أن نحو 75 في المائة من سكانها يعيشون تحت خط الفقر.
وتقف غواتيمالا في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث معاناة السكان من سوء التغذية المزمن، والأعلى بين نظيراتها من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي.
والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الغواتيمالي بلاده دولة بؤس قومية نظراً لافتقاد العديد من مواطنيه القوت أو الغذاء المناسب.
ورغم البؤس الذي تعاني منه دولته، يأمل آلفاريز الاستفادة من تقريره الذي صدر الخميس، وأضاف قائلاً: "علينا عاتق الكشف عن حقيقة ما حدث.. المجتمع الغواتيمالي عليه معرفة ذلك وعدم السماح بتكرار ذلك مجدداً."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد