فيديو كليب لبناني في البرلمان المصري
من جديد عاد الحديث عن المطربات اللبنانيات هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا ومي حريري وغيرهن ممن أثرن الجدل بأغنياتهن المصورة ليفرض نفسه داخل أروقة البرلمان المصري، وذلك بعدما تقدم عضو الكتلة البرلمانية لنواب «الإخوان المسلمين» محسن راضي، بسؤال لوزيري الإعلام أنس الفقي والثقافة فاروق حسني، حول السماح لهؤلاء المطربات بدخول مصر من أجل نشر أعمال «غير لائقة»، على حد وصفه. وأردف قائلاً: «إن هذا يأتي في الوقت الذي رفضت فيه السلطات الكويتية السماح لعدد من المطربات العربيات بالغناء في الكويت خلال أيام عيد الفطر الماضي، بسبب ملابسهن التي تتنافى والزي الإسلامي»، سائلاً: «هل نحن أقل التزاماً من شعب الكويـــت بالإسلام والدين والخلق؟». وطالـب الوزراء المعنيين بسرعة اتخاذ قرار بمنع المطربات المذكورات من العمل في القاهرة أو الظهور في برامج التلفزيون.
ويأتي سؤال النائب مترافقاً مع سعي فنادق في القاهرة الكبرى ومتعهدي حفلات لإحضار هؤلاء المطربات لإحياء حفلات ليلة رأس السنة. والى جانب سعي جامعات خاصة كالألمانية والأميركية الى التعاقد مع نانسي عجرم لإحياء حفلات ترفيهية لطلابها، ويرى النائب في ذلك «خطراً على أبنائنا الذين قد تخدعهم شهرة هؤلاء المطربات ويتخذن منهن مثالاً أعلى ويقلدهن في ملابسهن وتصرفاتهن». وأظهرت استطلاعات رأي ان كثيراً من الفتيات في المرحلة العمرية من 15 الى 25 سنة يرين في مطربات الفيديو كليب نموذجاً، خصوصاً في تتبع أحدث صرخات الموضة من ملابس وإكسسوارات، وهو ما دفع بكثير من التربويين الى التحذير من خطورة ذلك.
سؤال نائب الاخوان المسلمين يعتبر حلقة في مسلسل سعي الاخوان الى فرض وصايتهم على ساحة الغناء في مصر، ومنع مطربات لبنان من إحياء الحفلات والظهور على شاشة التلفزيون المصري، فقد سبق الكلام على المطربات اللبنانيات في أثناء مناقشة النواب قانون تنمية الموارد قبل أن يصدر البرلمان التعديلات الجديدة على القانون التي خفضت بموجبها الرسوم على الحفلات والأفراح التي يقيمها السياح العرب والأجانب والمصريون في مصر الى 10 في المئة بدلاً من 40 في المئة، كبادرة لجذب السياح.
والطريف ان نواباً هاجموا تلك التعديلات بشدة وأعلنوا رفضهم خفض الرسوم لأنها، بحسب زعمهم، ستزيد الإقبال على حفلات تلك المطربات «اللاتي يظهرن على شاشات الفضائيات بملابس تكشف أكثر مما تغطي، وهو ما يستفز الشباب، ويثير غرائزهم وشهواتهم»، إلا أن اعتراضاتهم باءت بالفشل.
وتشهد مضبطة مجلس الشعب لنانسي عجرم بالتفرد لكونها جاءت في طليعة المطربات التي تعرضن لهجوم نواب البرلمان في بداية تعرف الجمهور المصري عليها عقب ظهور أغنيتها الشهيرة «أخاصمك آه» حيث تعرضت لهجوم شديد من نواب الإخوان المسلمين، ومطالبتهم وزير الإعلام المصري باتخاذ قرار بمنع اذاعة أغنيات نانسي و «من على شاكلتها» من «مطربات الابتذال والعري» في التلفزيون المصري «حفاظاً على قيم المجتمع وتجنيب الشباب مخاطر الافتتان بها».
لكن الجماهيرية التي حققتها نانسي وتسابق القنوات الفضائية على بث أغنياتها جعل القرار من دون فائدة، لا سيما أن كثيراً من الشبان المصريين انصرفوا عن متابعة التلفزيون المصري الى قنوات «الدش».
محمد الشرقاوي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد