قراصنـة يسـتولون على ربـع الإنتـاج النفـطي السـعودي
أقدم القراصنة الصوماليون، أمس، على تنفيذ واحدة من اجرأ واخطر عملياتهم المتواصلة منذ مطلع العام الحالي، عندما استولوا هذه المرّة في منطقة تبعد مئات الاميال عن سواحل الصومال على ناقلة نفط سعودية عملاقة تحمل ما يزيد على ربع الانتاج اليومي من النفط السعودي، في خطوة تتحدى جميع الجهود الدولية للحد من هذه الظاهرة التي ادت الى الاستيلاء على نحو ١٥٠ سفينة تجارية، افرج عن معظمها بعد دفع فدية، وتستخف بالدول الاوروبية التي قررت قبل أيام الشروع في خطة بحرية لمواجهة أعمال القرصنة في خليج عدن، وتحرج العديد من الدول التي لجأت الى تكثيف تواجد سفنها الحربية في هذه المنطقة.
وبعد ساعات فقط على إعلان البحرية الروسية تصديها لمحاولة خطف سفينة سعودية ليل أمس الأمس الأول، قال متحدث باسم البحرية الأميركية إنّ الناقلة »سيريوس ستار«، التي تملكها شركة »أرامكو« السعودية، تعرضت لهجوم على بعد اكثر من ٤٥٠ ميلا بحريا جنوبي شرقي مومباسا في كينيا، مضيفاً أنها أصبحت »تحت سيطرة القراصنة«.
وكانت الناقلة متجهة إلى الولايات المتحدة عبر رأس الرجاء الصالح على الحافة الجنوبية لقارة افريقيا بدلا من التوجه إلى قناة السويس. وفيما نقلت قناة »العربية« عن مسؤول سعودي قوله إنّ القراصنة افرجوا عن السفينة، سارعت البحرية الأميركية وشركة »ارامكو« إلى نفي هذه المعلومات، حيث أشارت متحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي في دبي إلى أنّ ناقلة النفط تتجه نحو ميناء ايل على الشاطئ الشمالي للصومال.
ويبلغ عدد أفراد طاقم السفينة ٢٥ شخصاً، وهم من كرواتيا وبريطانيا والفلبين وبولندا والسعودية، فيما تبلغ حمولتها حوالى مليوني برميل من النفط، أي ما يزيد على ربع إنتاج السعودية اليومي. وقالت وحدة الشحن في »أرامكو« إنّ ناقلة النفط كانت ممتلئة عن آخرها عندما خطفها القراصنة.
وترفع الناقلة العلم الليبيري وتمتلكها وتديرها شركة »فيلا انترناشونال«، وهي وحدة الشحن لشركة النفط السعودية العملاقة »ارامكو«، وقد دشنت في آذار الماضي.
وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي ناثان كريستينسين »هذا شيء لا سابق له. هذه أكبر سفينة شهدناها تتعرض للخطف. حجمها يعادل حجم ثلاث طائرات للركاب«.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم البحرية الروسية إيغور ديغالو أنّ سفينة حراسة روسية أحبطت هجوماً لقراصنة على سفينة سعودية في خليج عدن. وأوضح ديغالو أنّ سفينة الحراسة الروسية »نيوستراشيمي« كانت تقوم بحراسة ثلاث سفن شحن، عندما تلقت إشارة استغاثة من سفينة »رابح« السعودية التي كانت تبعد ٣٠ ميلاً، فأرسلت على الفور مروحية من طراز »كا-٢٧«، ثم أبحرت باتجاه السفينة السعودية التي اقترب منها عدد من الزوارق السريعة التي يستقلها قراصنة.
وهذه المرة الثانية التي تشتبك فيها سفينة تابعة للبحرية الروسية مع قراصنة في خليج عدن، بعد احباط هجوم مماثل على سفينة شحن دنماركية الأربعاء الماضي.
ومع شيوع نبأ اختطاف الناقلة، ارتفعت اسعار النفط الخام حوالى ٢ في المئة إلى ٥٨ دولاراً للبرميل، قبل أن تتراجع مجدداً لتسجل ٥٤,٩٥ دولاراً في بورصة نيويورك، وسط تعاملات متقلبة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد