قصف غزة وتهديد سوريا... هل يحاول نتنياهو إلهاء العالم عما يحدث داخل إسرائيل؟
في ظل ما تشهده إسرائيل من تظاهرات قوية تطالب بإقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومحاكمته على قضايا الفساد، شن الطيران الإسرائيلي غارات على أهداف تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة.
يقول الجيش الإسرائيلي إن الغارات تأتي على خلفية إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه إسرائيل، اعترضتها منظومة القبة الحديدية.
وقال مراقبون إن "الغارات الإسرائيلية الجديدة تأتي في إطار محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرف الأنظار عن التظاهرات المندلعة ضده، وكذلك عن قضايا الفساد المتهم فيها.
غارات جديدة
ذكر بيان للجيش الإسرائيلي أنه ردا على ذلك "أغارت طائرات ومروحيات حربية على عدد من الأهداف الإرهابية التابعة لمنظمة حماس في قطاع غزة"، مشيرا إلى استهداف "بنى تحتية تحت أرضية تابعة لحماس".
وقال متحدّث باسم مجلس بلدية شعار هانيغيف حيث دوّت صفارات الإنذار في بيان إن القذيفة الصاروخية لم تؤد إلى خسائر مادية أو بشرية.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي أحبط محاولة لتنفيذ عملية على الجبهة السورية، وأن إسرائيل ستضرب كل من يحاول الاعتداء عليها.
وأكد نتنياهو اليوم خلال جلسة للكنيست الإسرائيلي "لا نرتاح أمنيا ولو للحظة واحدة".وأردف رئيس الحكومة الإسرائيلي: "تحركنا أمس إزاء قطاع غزة حيث قامت جهات منشقة بإطلاق صاروخ على أراضينا، وسنضرب كل من يعتدي ومن يحاول أن يعتدي علينا، وهذا المبدأ لا يزال ساريا".
إلهاء متعمد
محمد حسن كنعان، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، والقيادي في القائمة المشتركة، قال إن "القصف الإسرائيلي الجديد لقطاع غزة يؤكد أن نتنياهو يريد إشعال المنطقة، من أجل منع وسائل الإعلام عن القضية الرئيسية والتي تتمثل في محاكمته بتهمة الفساد".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "نتيناهو يضرب في قطاع غزة، وعلى الحدود السورية، وكذلك على الحدود مع لبنان، من أجل إيهام العالم أن إسرائيل مهددة، وأنها تريد الدفاع عن نفسها، وهذا عكس الحقيقة".
وتابع: "إسرائيل هي من تهدد نفسها، ووجودها في المنطقة من خلال أعمالها الاستيطانية والتوسعية، والحروب التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني، وضد حزب الله، وسوريا".
وأكد أن "التظاهرات في إسرائيل قوية، وتقلق نتنياهو لذلك هو يضرب في قطاع غزة من أجل إبعاد وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية عما يجري ضده في الداخل الإسرائيلي".
أهداف إسرائيلية
مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، قال إن "الاحتلال يدعي إطلاق صاروخ تجاه فلسطين المحتلة، وأن القبة الحديدية اعترضته، ولذلك جاء القصف على غزة لبعض الأهداف منها أن القصف هو ردة فعل الاحتلال والثاني هو إرضاء للرأي العام الصهيوني والتأكيد على نظرية القصف سيقابله قصفًا".وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك": "ولكن الملاحظ أن القصف روتيني وبلا هدف، الاحتلال غير مستعد لفتح جبهة مع المقاومة يعلم متى تبدأ ولا يعلم متى تنتهي".
وتابع: "إضافة إلى أن الجبهة الداخلية للاحتلال غير جاهزة، وكذلك الوضع السياسي الداخلي غير مستقر، وفي نفس الوقت المقاومة تدرك هدف الاحتلال ولم ترد وأرادت من ذلك تفويت الفرصة على الاحتلال".
رسالة تصعيد
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن إسرائيل تستهدف تصدير أزماتها إلى غزة عبر التصعيد العسكري، وذلك بعد شن غارات جوية على القطاع.
واعتبر الناطق باسم حماس فوزي برهوم، في بيان صحفي، أن "قصف واستهداف الاحتلال الإسرائيلي لمواقع المقاومة في غزة رسالة تصعيد وعدوان، تهدف إلى تصدير أزماته الداخلية على أهلنا في القطاع".
وقال برهوم إن الغارات على غزة ترمي إلى "حرف الأنظار عما يجري في داخل إسرائيل من تطورات وأوضاع سياسية متفاقمة".
وأضاف أن "المقاومة الباسلة، التي تعي جيدا طبيعة ما يخطط ويفكر به الاحتلال وآليات التعامل معه، لن تسمح له بأن تكون غزة مسرحا لتصدير هذه الأزمات".ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق القذيفة الصاروخية.
ويشهد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس تراجعا كبيرا في حدة التوتر مع إسرائيل منذ عدة أشهر.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، 12 شخصا خلال أعمال الشغب في احتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس مطالبين باستقالته.
إضافة تعليق جديد