قمة روما تبحث اليوم أزمة ارتفاع أسعار الغذاء
بدأت في روما اليوم قمة دعت إليها المنظمة العالمية للأغذية والزراعة (فاو) بهدف معالجة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء التي أرجع خبراء أسبابها أساسا إلى زيادة الطلب على الوقود الحيوي.
ويشارك في هذه القمة أربعة وأربعون من زعماء العالم لمناقشة هذه الأزمة التي تهدد بدفع مئات الملايين من سكان العالم إلى الفقر المدقع والموت جوعا.
وألقى خبراء اللوم جزئيا على استخدام أغذية كالذرة وزيت النخيل والسكر لإنتاج الوقود الحيوي في ارتفاع أسعار السلع الغذائية الذي يدفع الملايين من الناس للجوع وسيكون قضية أساسية في قمة روما.
ويقول منتقدو استخدام الوقود الحيوي إن الدول المنتجة له تحول المكونات الغذائية المهمة من أفواه البشر إلى خزانات الوقود وتتنافس على الأراضي التي يتعين استغلالها لتوفير الغذاء.
وكان المقرر السابق للغذاء في الأمم المتحدة جين زيغلر وصف إنتاجه في العام الماضي بأنه "جريمة بحق الإنسانية".
وتنتهج الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي سياسات تروج لاستخدام الوقود الحيوي بدائل لتقليل الاعتماد على النفط. وتعد البرازيل -التي يحضر رئيسها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا القمة مدافعا عنه- من أبرز الدول المنتجة لهذا النوع من الوقود.
وأفرد تقرير نشرته الفاو أمس العديد من المخاطر الاجتماعية والبيئية لاستخدام الوقود الحيوي، عير أنه أوضح في ذات الوقت أنه ليس السبب الرئيسي في أزمة الغذاء لكن يضاف إليه ضعف الإنتاج وضآلة المخزون وزيادة الطلب على الغذاء والأعلاف في آسيا.
وذكرت أرقام وكالة الطاقة الدولية أن ما يقدر بـ1% من الأراضي المزروعة في العالم تستغل في إنتاج وقود حيوي، وأن الرقم سيصل لما يترواح بين 2.5 و3.8% بحلول 2030 مدفوعا بالحوافز التي ستقدم للتشجيع على زراعة المحاصيل المنتجة لهذا الوقود.
وفي القمة التي تستمر ثلاثة أيام، سيكشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيلقي كلمة في افتتاح القمة -التي يحضرها ممثلو 193 بلدا عضوا في المنظمة الأممية- "خطة عمل" لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وصرح بان في روما مقر الفاو الاثنين بأن "السلطات تخلت عن اتخاذ قرارات هامة وقللت من أهمية الاستثمار في القطاع الزراعي ونحن اليوم ندفع ثمن هذا التقصير". وحذرت الفاو من أن أسعار الغذاء ستبقى مرتفعة جدا في العقد المقبل.
من جهتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيقترح إنشاء "مجموعة دولية بشأن الأمن الغذائي" تضم خصوصا المؤسسات المختصة (وكالات الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمصارف الإقليمية ومنظمة التجارة العالمية).
في السياق، انتقدت سكرتيرة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان رحمة ياد منذ أيام طريقة إدارة الفاو، معتبرة أنها وبرنامج الغذاء العالمي "توظفان عددا كبيرا من الناس وتنفقان ميزانية كبيرة لتشغيلهما وهذا يعني ميزانية أقل للاستثمار".وكان الرئيس السنغالي عبد الله واد دعا من ناحيته مطلع مايو/ أيار الماضي إلى إلغاء منظمة الفاو التي رأى أن وجودها "تبذير للأموال"، معتبرا أن الأزمة الغذائية العالمية الحالية تشكل "فشلا كبيرا لها".
وقال واد "على الرغم من كل مؤهلات مديرها العام نشكك في مؤسسة الفاو.. الوضع الحالي هو فشلها الرئيسي". وأشار إلى أن "هذه المؤسسة التي تقوم وكالات أخرى بعمل مماثل لمهامها وأكثر فاعلية تبذر أموالا تنفق على تشغيلها لعمليات فاعليتها ضئيلة جدا على الأرض".
يذكر أن إجراءات أمنية مشددة فرضت حول القمة، بينما قررت منظمات وأحزاب اليسار الإيطالي التظاهر اليوم ضد حضور الرئيسين الزيمبابويي روبرت موغاني والإيراني محمود أحمدي نجاد القمة.
وكانت عقدت قمة عالمية أولى للتغذية في 1996 في روما تلتها قمة ثانية في 2002 بهدف تأكيد الأسرة الدولية التزامها بخفض معدل الفقر في العالم إلى النصف بحلول العام 2015.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد