07-01-2018
قيادة ميليشيا "الجيش الحر" تقدم نفسها ناطقا رسميا باسم واشنطن
على وقع مجريات الميدان في إدلب وعلى حين كان بعض ميليشيات وقادة المعارضة يطالبون بانتشار قوات من الجيش التركي، على الجبهات المشتركة مع الجيش العربي السوري الذي واصل تقدمه على حساب انهيار الميليشيات المتواجدة في المنطقة، وفيما كانت موسكو تسرع اتصالاتها تمهيدا لإطلاق مسار «سوتشي»، لم تنتظر واشنطن طويلا لتخريب المعطيات الحاصلة واستدعت أدواتها للبحث في صيغ جديدة للتعامل مع ما يجري، حيث تناقلت وسائل الإعلام المحسوبة على المعارضة أخباراً لافتة حول اجتماع دُعي إليه عدد من مسؤولي الفصائل المسلحة في العاصمة الأميركية واشنطن.
وبينما لم يصدر أي تصريح رسمي أميركي بشأن هذا الاجتماع حتى اللحظة، قال رئيس المكتب السياسي في «لواء المعتصم»، وهو أحد فصائل «درع الفرات» المحسوبة على تركيا والذي يتركز نشاطه في ريف حلب الشمالي، مصطفى سيجري، الذي ورد اسمه كأحد المدعوين إلى الاجتماع، إن الزيارة «تأتي بهدف إنهاء التواجد الإيراني وتعزيز التعاون بين الجيش الحر وأميركا في الحرب على الإرهاب بمختلف أشكاله وأسمائه»، كما أشار إلى أن الوفد «يضم بعض قادة الجيش الحر»، رافضاً الكشف عن تفاصيل إضافية لحين انتهاء الزيارة. وكانت الولايات المتحدة أعلنت، في 22 تموز 2017، إنهاء برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية المعني بتسليح فصائل المعارضة السورية، والذي أطلقته الوكالة في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما. وعقب إعلان إيقاف الدعم برر رئيس الولايات المتحدة
وبحسب مواقع معارضة فقد بدأت الزيارة قبل أيام بحضور قياديين في «الجيش الحر»، على أن تنتهي بعد أيام قليلة، دون تحديد وقت من قبل رئيس المكتب السياسي للفصيل.
وفي دلالة بالغة لما تخطط له واشنطن، كشف سيجري أنه «سيكون هناك تغيرات مهمة»، قائلاً: «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الغطرسة الروسية والإرهاب الإيراني الذي يتعرض له شعبنا»، إلى جانب «إفشال مؤتمر الخيانة في سوتشي»، بحسب تعبيره.
ملف «قسد» على ما يبدو كان أيضاً على طاولة البحث، حيث ألمح سيجري في معرض رده على أحد الموالين لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، إلى أن زيارة واشنطن ستكون «سبب إنهاء سيطرة ميليشياتكم الإرهابية على مناطقنا»، في إشارة إلى «قوات سورية الديمقراطية».
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» بررت وقف تمويل فصائل المعارضة، نقلا عن مسؤولين أميركيين، بأن وقف البرنامج يشير إلى رغبة ترامب في إيجاد وسائل للتعاون مع روسيا، «التي ترى في البرنامج خطورة على مصالحها»، إلا أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون كان قد تحدث منذ أيام عن عراقيل خطيرة أمام مسعى تحسين العلاقات مع روسيا. وأوضح تيلرسون في حديث لقناة «سي إن إن»، «سبق أن قلت أنا وقال الرئيس (دونالد ترامب) بكل وضوح، أنه يجب أن تكون بين بلدينا علاقات مثمرة، لكن اليوم الوضع في هذا المجال متوتر جداً لأسباب أظن أن الشعب الأميركي يفهمها»، كاشفا في الوقت ذاته بأن الاتصالات المكثفة مستمرة بين موسكو وواشنطن، مضيفاً إنه ونظيره الروسي سيرغي لافروف يتبادلان «مواقف قاسية» من القضايا قيد البحث، مع ذلك، أكد على أهمية الإبقاء على الصراحة والانفتاح فيما يخص المسائل التي «نريد تحسين علاقاتنا بشأنها».
وكانت موسكو رفضت مرارا المزاعم بتدخلها الأميركية، وهي تلقي باللوم في تدهور العلاقات الروسية الأميركية على واشنطن، متهمة إياها بضرب القانون الدولي عرض الحائط، وزعزعة الاستقرار في مناطق مختلفة من العالم.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد