كتائب القسام تهاجم جنوداً إسرائيليين وتتمسك بالمقاومة المسلحة
قال الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) انه نفذ يوم الاثنين أول هجوم على اسرائيل منذ الهدنة الهشة التي تم التوصل اليها في قطاع غزة في نوفمبر تشرين الثاني وذلك باطلاق النار على عامل مرافق بالقرب من الحدود وقذيفتي مورتر على جنود.
ووصف مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اطلاق النار بأنه هجوم "ارهابي" وقال انه يظهر أن حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة التي تهيمن عليها حماس تتقاعس عن تلبية المطالب الغربية بوقف العنف والاعتراف باسرائيل.
ويأمل الفلسطينيون أن توقف حكومة الوحدة التي تولت السلطة يوم السبت والمشكلة من وزراء من حركة حماس الاسلامية وحركة فتح العلمانية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس ومستقلين القتال بين الحركتين وأن تخفف من حظر اقتصادي خانق تسبب في زيادة الفقر.
وخفت حدة المقاطعة الدبلوماسية للحكومة الفلسطينية التي تتولى السلطة منذ عام عندما التقى نائب وزير الخارجية النرويجي يوم الاثنين برئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية وهو من قادة حماس في غزة وبعد أن اتصل به وزير الخارجية الايطالي تعبيرا عن التأييد.
وقالت الولايات المتحدة ان الحظر الدولي على تقديم المساعدات سيظل مفروضا على الحكومة الفلسطينية الجديدة لكن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي قال انه يأمل أن تلبي الحكومة في نهاية المطاف الشروط التي حددتها القوى الدولية لرفع الحظر.
وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزراء أوروبيين اخرين "نتوقع الى حد كبير من هذه الحكومة ... أن تتبنى مواقف الرباعي قدر المستطاع وأن تستكملها في النهاية وسنقوم بتطبيع كامل للعلاقات."
وأضاف أنه في انتظار تحرك من جانب الحكومة الجديدة. وقال "ما يفعلونه أهم كثيرا مما يقولونه في هذه المرحلة."ولاتزال العقوبات الاقتصادية المشددة سارية تقودها الولايات المتحدة واسرائيل ومازال التوتر شديدا خاصة في قطاع غزة.
وفي أول خلاف علني مع حركة فتح منذ تشكيل حكومة تقاسم السلطة اتهمت حماس الرئيس محمود عباس بأنه خالف القانون بتعيين محمد دحلان أحد خصوم الحركة القدامي مستشارا للامن القومي بدون استشارتها.
واتهم مارك ريجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية النرويج "باضفاء شرعية والاعتراف بمتطرف لم يرجع عن الخطأ". وكانت اسرائيل قد هددت بمقاطعة أي دبلوماسيين يلتقون بأعضاء في الحكومة التي تقودها حماس لكن لم يتضح ما اذا كانت الدولة اليهودية ستتخذ هذه الخطوة حاليا.
وقالت كتائب القسام الجناح المسلح لحماس ان الهجوم الذي اصيب فيه العامل الاسرائيلي بجروح خطيرة بالقرب من معبر المنطار التجاري واطلاق قذائف المورتر جاءا ردا على العمليات العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة التي لا تشملها الهدنة المستمرة منذ اربعة أشهر.ولم يسفر هجوم المورتر عن اصابة أي جندي بجروح.
وقالت كتائب القسام ان الهجمات على اسرائيل ستستمر ولكنها لم تعلن رغم ذلك رسميا انهاء الهدنة. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان حركته "لم ولن توقف" المقاومة.
وكان هذا هو اول هجوم يشنه الجناح المسلح لحماس منذ هدنة نوفمبر تشرين الثاني التي كان قد وافق عليها. ولم تشارك جماعات اخرى مثل الجهاد الاسلامي في الهدنة وواصلت اطلاق الصواريخ بدائية الصنع على اسرائيل من غزة.
ووقع انفجار يوم الاثنين في منزل عضو بحركة الجهاد الاسلامي بالقرب من مدينة غزة مما أدى الى مقتله واصابة تسعة اشخاص على الاقل.ولم يتضح على الفور سبب الانفجار.
وتعتقد اسرائيل ان حماس تنتهز فرصة توقف القتال لبناء قواتها وادخال ترسانة من الصواريخ التي يمكن ان تصل الى عمق الاراضي الاسرائيلية.
وتعهد اولمرت بمقاطعة كل أعضاء الحكومة الفلسطينية الجديدة بمن فيهم الوزراء الذين لا ينتمون الى حماس قائلا ان برنامجها لا يلبي المطالب الدولية بالاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة.
وقال ديفيد بيكر المسؤول في مكتب اولمرت "هذا بالتحديد هو نوع الارهاب الذي ترفض الحكومة الفلسطينية باصرار ادانته وبالتالي فانها ترفض شرطا اساسيا حدده لها المجتمع الدولي."وقالت الولايات المتحدة انها ستقاطع الحكومة الفلسطينية الجديدة لكنها لم تستبعد اجراء محادثات غير رسمية مع وزراء من خارج حماس.
وتقول حكومة الوحدة انها "ستحترم" اتفاقات السلام المؤقتة السابقة مع اسرائيل. ولا يتضمن برنامجها اعترافا باسرائيل ويؤكد ان المقاومة "بكافة أشكالها" حق مشروع للفلسطينيين.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد