كتاب توثيق عن هجرة السوريين إلى جزر الأنتيل
صدر مؤخراً للمؤلف المغترب الياس يعقوب كتاب باللغة الفرنسية حمل عنوان «الرحيل الكبير» يتحدث فيه بإسهاب عن هجرة السوريين واللبنانيين منذ القدم وحتى الآن إلى جزر بحر الأنتيل فهو كتبابٌ شامل وجامع لاخبار الجالية السورية اللبنانية لم يسبقه أحد في هذا المجال.
يقوم المغترب يعقوب أبن بلدة الحصن التي تعد البلدة الاولى في سورية بعدد المغتربين والذي يعود اغترابه عن الوطن الى العام 1977م، الكتاب قسم الى جزأين.
1- دراسة تاريخ الهجرة السورية اللبنانية في القديم وفي هذا الجزء استعرض هجرة الفينيقيين القدما، ماقبل الميلاد والاماكن التي وصلوا اليها. وهو يدرس هذه الحضارة التي شعت بنورها على المحيط الاطلسي وجزر الهند.
وقد قدمت لمحة سريعة جداً والكلام مازال لمؤلف الكتاب، عن الحضارة السورية اللبنانية القديمة مترجمة الى اللغة الفرنسية لتكون بمتناول ابناء الجالية المولودين في ديار المهجر وفي متناول الفرنسي الاجنبي الذي يتمنى ان يعرف شيئاً عن تاريخنا القديم.
أما في الجزء الثاني من الكتاب فيتحدث المغترب عن تاريخ الهجرة السورية اللبنانية في العصر الحديث وهو يبدأ مع أول سوري لبناني وصل الى جهات باناما وهييتي وفنزويلا.
ثم يستعرض بشكل مقتضب الظروف الاجتماعية التي دفعتهم الى الاغتراب ويحدد بشكل تقريبي الزمن الذي رحل فيه اول سوري الى جزيرة كوادلوب والمارتين والكويان أي مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
الحياة الاجتماعية للمغتربين السوريين
كما خصص المؤلف المغترب يعقوب فصلاً كاملاً من الكتاب للحياة الاجتماعية للجالية السورية واللبنانية في بحر الانتيل فهو يدرس الحياة الاجتماعية ومدى التفاعل القائم بين حضارتين متمايزتين: حضارة جزر الانتيل والحضارة العربية.
المغترب الياس يعقوب اقام عدة دورات تعليمية في السنوات السابقة لتعليم ابناء الجالية العربية في كوادلوب اللغة العربية وكان الاقبال كبيراً في بداية افتتاح الدورة التعليمية.
كما خصص المؤلف المغترب جزءاً من كتابه «الرحيل الكبير» لدراسة الحياة الاقتصادية للجالية العربية ففي القطاع التجاري الذي يتفوق فيه السوريون واللبنانيون تم استعراض التفاعل القائم بين الحضارتين ومدى التأثير القائم ومساعدة أهل البلاد والاخذ بأيديهم وفي زمن النهضة فقد ساهم السوريون واللبنانيون في بناء مجتمع متكامل اقتصادياً.
الحياة السياسية للمغتربين السوريين واللبنانيين
يقول المؤلف في الجزء المخصص للحياة السياسية للمغتربين العرب وخاصة السوريين واللبنانيين: كما اشتغل السوري أو اللبناني بالسياسة في بلاد المهجر ومع ذلك هناك رجال أقوياء وصلوا الى مراتب عالية في شؤون الدولة وذكر أسماءهم بشكل مفصل.
كما افرد المؤلف جزءاً مهماً من الكتاب للحياة الاجتماعية وحياة العائلات ومناطق اقامتهم وقال: هناك الصيادلة والمحامون ورجال الاعمال، هناك طبقة ذكية في المجتمع يشتغلون ليل نهار دون ملل في المشافي.
وقد أحصى المؤلف عدد الاطباء مع ذكر اسمائهم والذين يعملون في المجتمع وبخصوص حياة العائلات السورية المهاجرة قدم المؤلف المغترب اكبر عمل أدبي وهو تعداد افراد الجالية المقيمين وذكر بالتحديد اسماء افراد العلائلات فالكتاب بلاشك شجرة العائلة السورية اللبنانية المهاجرة وهو انجاز عظيم على المستوى الاجتماعي.
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد