كريستينا، أو قصة قوه ارادة الحياة لدى الانسان
قصه الفتاة اللبنانيه كريستينا امهز، قصة تحكي جانبا من قوه ارادة الحياة لدى الانسان فهذه الفتاه تكتب وترسم وتعبر عن نفسها برجلها بعد ان اصابها شلل دماغي منذ ولا دتها.
في قريه عين الريحانه القريبه من بيروت، تبدو كريستينا منهمكه في اغتراف العلم الى جانب عدد من زملائها ذوي الاحتياجات الخاصه.
ورغم ان الشلل الدماغي الذي اصابها منذ ان ابصرت النور قبل احد عشر عاما، حرمها نعمة النطق والمشي و حركة اليدين لكن ارادتها كانت اقوى فهي تعبر عن ذاتها باستخدام رجلها اليسرى.
وتصف سمر معلوف معلمة كريستينا "ما تقوم به هذه الفتاه بانه عمل جميل لا بل رائع فهي تقدر ان تكتب برجلها وتتواصل مع رفاقها ومعلماتها وتستطيع ان توصل افكارها عبر تحريك رجلها اليسرى وتركيب جمل مفيده عبر الصور التي توضع بتصرفها في مدرسه سيسوبيل وهي تعيش حياتها كانسانه لديها حقوق."
كريستينا ترد التحيه لضيوفها لكن ايضا عبر رجلها وكذلك فهي تعبر عن فرحتها بالرسوم ، وهي تبدو متفائله لانها تختار رسم الورود كما انها تحب من فصول السنه الربيع والطقس المشمس.
وتتوقف رانيا ملاح - معلمه كريستينا عند قدره المثابرة لدى كريستينا فتقول انه و"على الرغم من معاناتها من شلل دماغي منذ الولاده فأنها تواظب منذ ست سنوات على الحضور الى الصف لتطوير مهاراتها. وهناك تقييم لحالتها من كافه الاختصاصات وهى بحاجة الى العناية بشكل متواصل اثناء الصف و ضبط يديها لانها تتحركان بشكل لا ارادي."
وتحدد انيتا الحاج احدى معلمات كريستينا الشق الثاني من الاهتمام الذي تخضع له كريستينا " هو الشق التاهيلي الذي يستغرق وقتا طويلا اذ تخضع للمعالجه الانشغاليه ومعالجه النطق والمعالجه الفيزيائيه.
اما اصدقاء كريستينا في الصف فيحاول كثير منهم تناسي ما اصابه به الزمن ليرسم ضحكه اضافيه على وجه كريستينا.
فالطفلة منتوره المصابه بشلل جزئي تقول: "انا احب اللعب كثيرا مع كريستينا وخاصه لعبه البطاقات التي ننظمها على الارض ونبدا اللعب. وانا احبها كثيرا لكريستينا."
والمفارقه ان ارادة كريستينا على الحياة صارت عاملا ملهما لمعلماتها فغدت هذه الفتاه مصدر تفاؤل لغيرها فهذه سمر معلوف تقول: "لقد تعلمت من كريستينا انه ينبغي ان نكتشف دائما موهبة الانسان وان لا نكتفي بالظاهر ، فحتى لو لم يستطع الانسان النطق فبامكانه التعبير بطرق كثيرة ليس فقط بالكلمة بل بالعين والبسمة والرجل والوجه."
هذا الواقع دفع اصدقاء كريستينا الاكبر سنا الى اصدار كتاب اسموه "درب التحدي" وفيه خلاصه تجربتهم وتغلبهم على ما اصابهم به الدهر من اعاقه ولذا كتبوا فيه: "ان الذي لا يعرف الالم لا يعرف معنى الحياه ولقد علمتني الحياه ان الالم ليس الم الجسد وانما هو الم الفكر والروح."
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد