كوشنير يتحدث بلهجة جديدة عن نتنياهو بعد زيارة إسرائيل

تغير لافت في لهجة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في طريق عودته من إسرائيل، فقبل زيارته بأيام تحدث عن «خلاف سياسي حقيقي» مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول الاستيطان بشكل خاص، وانتقد تراجع معسكر السلام في إسرائيل. لكنه الآن، بعد عودته من إسرائيل، يعرب عن «تفاؤله» ببوادر سيتخذها نتنياهو وينوه بتأييد أغلبية الإسرائيليين لضرورة قيام دولة فلسطينية. وزير الخارجية الفرنسية كان أرجأ زيارته إلى إسرائيل الشهر الماضي بسبب منعه من زيارة قطاع غزة لكنه زار إسرائيل مجدداً، دون غزة، واستقبلته حكومة نتنياهو بالإعلان عن بناء 900 وحدة سكنية جديدة في جيلو، جنوب القدس.
إلا أن كوشنير المعارض للاستيطان رأى أن الإعلان عن بناء مستوطنات جديدة في القدس «صدر عن بلدية جيلو ولم يصدر عن رئيس الوزراء نتنياهو»، مستدركاً بأن هذا «ليس عذراً» وأن فرنسا «تدين كل أشكال الاستيطان».
وأضاف في حديث لصحيفة «ليبراسيون» بأنه جاء إلى إسرائيل «متشائماً» وخرج من محادثاته مع القادة الإسرائيليين «متفائلاً». وذكر بأن موعده مع نتنياهو يدفعه للاعتقاد بأن «شيئاً ما سيتم في الأيام والأسابيع المقبلة»، وأنه من المقرر القيام بـ«بادرة».
وأعلن رئيس الدبلوماسية الفرنسية أنه لا يعرف «ما البادرة التي يود أن يتخذها نتنياهو ولا متى سيتخذها»، مشيراً إلى أن رئيس حكومة إسرائيل «لم يكن، قبل انتخابه، يقبل فكرة قيام دولة فلسطينية لكنه الآن يقبلها»، في إشارة على ما يبدو إلى خطاب جامعة بار ايلان الشهير الذي تحدث فيه نتنياهو عن دولة منزوعة السلاح مقابل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية. وفي الحديث نفسه أشاد كوشنير باستطلاعات رأي في إسرائيل «توضح أن 70 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون ضرورة قيام دولة فلسطينية وأن 57 بالمئة منهم يؤيدون تقاسم القدس»، علما أنه قبل زيارته بأيام انتقد تراجع القوى المؤيدة للسلام في إسرائيل!
ورغم هذا التفاؤل لم يعلن كوشنير ولا المتحدث باسمه عن أي «نتيجة ملموسة» لزيارته التي بدأت بلقاء محمود عباس في الأردن بهدف إقناعه بعدم الاستقالة، وفي رده على سؤال عن «النتائج الملموسة» لزيارة كوشنير اعتبر المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو أن هدف مهمة كوشنير تمثل بـ«إقناع الطرفين بأنه لا بديل من السلام، وحملهم على التفكير بأنه لا يوجد حل آخر (...) وإيصال رسالة للطرفين تقول إنه يجب القيام بكل ما يمكن من أجل إطلاق دينامية تقرب فيما بينهم وتجعلهم يتجهون في الاتجاه نفسه»، وكرر المتحدث «مواقف عامة»، دون تحديد نتائج ملموسة لمحادثات وزيره في الأردن وإسرائيل.
ومازالت التحركات الفرنسية على خط العملية السلمية مستمرة، وكلمة السر في باريس، الآن هي «التكتم». والرد الذي يسوِّقه المسؤولون الفرنسيون لكل منتقدي غياب النتائج «الظاهرة على الأقل»، هو أن باريس ترفض الاستسلام، ولعب دور «المتفرج»، وأنه رغم صعوبة الوضع وتضاؤل فرص النجاح فهي تفضل الاستمرار بمساعيها والمخاطرة من أجل السلام.

وسيم الأحمر

المصدر: الوطن السورية