كيري: الأزمة في سورية وصلت إلى مرحلة مفصلية ويجب التركيز على مسار الحل السياسي
اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الأزمة في سورية “وصلت إلى مرحلة مفصلية” داعيا إلى وضع صيغ تراعي كل الجوانب الإنسانية والعسكرية والسياسية.
وقال كيري في كلمة اليوم أمام مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن: “وصلنا إلى مرحلة مفصلية بين الحرب والسلم مع إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال أسبوع”.
ودعا كيري إلى التركيز على مسار الحل السياسي في سورية وتطبيق الاتفاق الذي توصلت إليه المجموعة الدولية لدعم سورية خلال اجتماعها في ميونيخ واستمرار الاتصالات من أجل هذا الهدف.
وأضاف كيري: “أريد أن أقول بوضوح أنه لا يمكن إيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار إذا لم نجلس ونضع صيغة تراعي كل الجوانب الإنسانية والعسكرية والسياسية وهذا ما نعمل عليه الآن”.
وردد كيري مزاعم إدارته ضد روسيا معتبرا أن “الأغلبية العظمى” من غاراتها الجوية تستهدف ما يطلق عليه عادة “مجموعات المعارضة” داعيا روسيا إلى ما سماه “تغيير الأهداف في سورية”.
يشار إلى أن القوات الجوية الروسية تشارك بطلب سوري في الحرب على الإرهاب عبر الغارات الجوية على مواقع الإرهابيين ومقارهم وهو ما ساهم في تقدم الجيش العربي السوري على الأرض وطرده للإرهابيين من مساحات واسعة.
وأثار هذا النجاح السوري الروسي غضب الولايات المتحدة والأنظمة التابعة لها في المنطقة ومن بينها السعودية وتركيا وهو ما دفعها إلى حد التهديد بالتدخل البري في سورية في حال تواصل الانهيار في صفوف الإرهابيين.
ودعا كيري الدول الغربية إلى إبقاء العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأزمة في أوكرانيا على خلفية عزم بعض الدول الاوروبية رفعها ومنها فرنسا.
وقال كيري: “إنني واثق من أن أوروبا والولايات المتحدة ستبقيان متحدتين لإبقاء العقوبات ولتقديم المساعدة الضرورية لأوكرانيا” مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تؤيد “بقوة” بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وزعم كيري أن القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي يتطلب وقتا طويلا لافتا إلى أن “التحالف الدولي” الذي تقوده بلاده شن أكثر من 10 آلاف غارة جوية ضده داعيا إلى تدمير موارد التنظيم الاقتصادية وتجفيف منابعه المالية.
يشار إلى أن تجارة النفط المسروق بين تنظيم “داعش” والنظام التركي والتي تؤمن مليارات الدولارات للطرفين استمرت طول فترة عمل تحالف واشنطن إلى أن دخلت القوات الجوية الروسية على خط محاربة الإرهاب حيث قامت باستهداف مسارب التهريب وصهاريج النقل ودمرتها بنسبة كبيرة وهو ما أزعج نظام أردوغان ودفعه إلى الاعتداء على طائرة روسية فوق سورية.
وفي ملف الهجرة أعلن كيري أن الولايات المتحدة ستساعد أوروبا في مواجهة أزمة الهجرة وقال: “إن الولايات المتحدة تدرك طبيعة هذا التهديد شبه الوجودي على الحياة السياسية والاجتماعية في أوروبا ولذلك ننظم وننفذ مهمة لحلف شمال الاطلسي لإغلاق طريق هجرة أساسي في بحر إيجه”. ودعا كيري للتوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة لوقف تدفق المهاجرين.
وتشهد أوروبا موجة نزوح بشري إليها عبر البحر المتوسط من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سببها الفوضى والفقر والإرهاب والأزمات في تلك الدول والتي ساهمت سياسات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تأجيجها من خلال دعمها للإرهاب بشكل مباشر والتغاضي على أنظمة داعمة للإرهاب مثل النظامين السعودي والتركي الذي يتاجر بمعاناة المهاجرين من أجل ابتزاز أوروبا.
وكالات
إضافة تعليق جديد