كيف نسوق مؤسسة الحبوب عالمياً
ثلاث قضايا هامة من الامور التي طرحت في اول اجتماع نوعي في المؤسسة العامة للحبوب والتي يمكن ان تؤسس لقاعدة جديدة من العمل في هذه المؤسسة
مع الاشارة قبل ذلك الى انه الاجتماع الاول الذي تعقده المؤسسة للمديرين المركزيين ومديري الفروع بالمحافظات في مقرها الرئيسي بالحسكة بعد مرور اكثر من خمس سنوات على انتقالها الى محافظة الحسكة.
القضية الاولى التي بدأ بها السيد سليمان الناصر المدير العام للمؤسسة هي الانطلاق بالعمل مع الجميع على مسافة واحدة وعلى قاعدة الثقة المطلقة حيث يثبت العكس فيما يتعلق بمستوى الاداء والكفاءة والنزاهة والحرص على تطوير عمل المؤسسة مشيرا في هذا السياق الى ضرورة ان يتحمل كل فرد في المؤسسة مسؤوليته لازالة الغبار الذي علق في وجه المؤسسة وتحسين صورتها لاسيما بعد اهتزاز وتشويه هذه الصورة في الموسم الذي مضى نتيجة ممارسات بعض المسيئين وخاصة تسويق كميات من التراب بدلا من القمح في بعض المراكز.
والقضية الثانية التي اعلنها المدير العام هي تشكيل لجان من المؤسسة اضافة الى بعثات تفتيشية تقوم حاليا بالتأكد من مخازين الحبوب في العراء بصورة خاصة للوصول الى الحقائق والوقائع الفعلية لمخزون المؤسسة تحسبا من وجود ما يشبه واقعة التراب قمحا في اماكن اخرى او وجود اخطاء في الحسابات المعتمدة لدى المؤسسة بالنسبة للمخزون ومواصفاته وكمياته.
اما القضية الثالثة فهي البدء ايضا بوضع التصورات والاسس والافكار الخاصة بتطوير آلية عمل المؤسسة ولاسيما ما يتعلق باساليب الشراء والتسويق والتخزين وصولا الى قاعدة متينة للانطلاق بالمؤسسة الى عمل نوعي ويجسد المهام الاستراتيجية التي تقوم بها لاسيما انها من المؤسسات العريقة التي تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني الامر الذي يتطلب الارتقاء بهذه المؤسسة لمواكبة التطور المتسارع في الاسواق العالمية من خلال تحسين المواصفات التصديرية للقمح وتطوير اساليب العمل والسعي مع الجهات المعنية الاخرى لطرح اصناف جديدة توفر انتاجية عالية في وحدة المساحة وتتمتع بمواصفات مطلوبة عالميا.
وفي التفاصيل ثمة اشارة واضحة في حديث مدير عام المؤسسة الى الاولوية الاولى في المرحلة القادمة من عمل المؤسسة وهي رسم ملامح جديدة لصورة هذه المؤسسة من خلال التغيير الذي يجب ان يلمسه كل مواطن او متابع لوقائع العمل وكلمة تغيير التي كررها المدير العام اكثر من مرة لا تعني بالضرورة تغيير الاشخاص فقط وان كان المطلوب وضعهم في المسار الصحيح لعمل المؤسسة وما تطمح اليه ولذلك تم الطلب من مديري الفروع بالمحافظات اعداد دراسة تقويمية عن آلية العمل وسبل التطوير وتشخيص نقاط الضعف وتقديم الافكار التي تسهم في هذا التطوير وكان من بين الاسئلة المطروحة كيف يمكن تجاوز اللغط الكبير الذي يثار حول المؤسسة في مواسم الحبوب وفي هذا السياق حدد المدير العام وسيلة العبور اللازمة لتجاوز ذلك بامرين اساسيين:
الاول: اسلوب آلية التسويق والتخزين .
والثاني: الاعتماد على عناصر خبيرة وحريصة ومخلصة. وفي المقابل العمل بالتوازي على تشجيع وتنشيط عمليات التصدير والتوسع في مشاريع الصوامع والصويمعات .
مشيرا الى ان كل ذلك يستند الى قاعدة ان المؤسسة للوطن وبالتالي يجب ان تظهر بالصورة اللائقة دائما. ويبدو ان ثمة اجراءات وخطوات عملية لتحقيق مثل هذه التصورات قد سبقت هذا الاجتماع النوعي ومنها ان مؤسسة الحبوب قررت ان تستورد اكياس الخيش بنفسها بدلا من قيام مؤسسة التجارة الخارجية بذلك سابقا وتبرير ذلك تكرار الملاحظات والشكاوى حول تأمين الاكياس بالوقت المناسب من جهة وحول مواصفاتها في بعض الاحيان من جهة اخرى وكذلك اعادة عقود الحمل والعتالة الى اتحاد العمال بدلا من القطاع الخاص والبدء بالتدقيق بنسبة النفقات والهدر في مخازين العراء التي طالما اعلن عنها بانها تصل الى 20% وثمة اشكالات حول مصداقية ودقة هذه النسبة.
واذا كانت هناك مشكلات مزمنة داخل المؤسسة يتم السعي الآن لمعالجتها الا ان مثل هذه الصعوبات التي تواجه العمل تبدو موجودة ايضا خارج دائرة عمل المؤسسة العامة للحبوب لكنها تعاني منها وتحد من تطوير آلية عملها ومن هذه المشكلات آلية العمل في الشركة العامة للصوامع وخاصة ما يتعلق بالغربلة فقد اثيرت هذه المسألة من قبل مديري الفروع بالمحافظات على هامش تقويم النشاط التصديري للقمح مع التأكيد على ان تجهيزات الغربلة لم تشهد اي تطوير منذ اكثر من عشرين عاما ولذلك هناك صعوبة في رفع الطاقة التصديرية التي لم تتجاوز بعد مليون طن مع الاشارة هنا الى انه يتوفر لدى مؤسسة الحبوب فائض تصديري يزيد عن 2,6 مليون طن بعد الاخذ بعين الاعتبار العقود المبرمة مع الجانب المصري والاردني والقطاع الخاص .
يونس خلف
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد