كيف يفكر أولمرت حين يتحدث عن العراق

11-12-2006

كيف يفكر أولمرت حين يتحدث عن العراق

الجمل:  تزايدت الانتقادات في الصحافة الإسرائيلية، لدور إسرائيل في دفع إدارة الرئيس الأمريكي بوش في حرب العراق، وفي هذا الخصوص نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تحليلين، على الصفحة الخاصة بموقع روزنر:
* كيف يفكر أولمرت عندما يتحدث حول العراق
وهو عنوان التحليل النقدي الذي نشرته الصحيفة بتاريخ 14 تشرين الثاني 2006م، والذي بدأ الكاتب فيه باقتباس فقرة من حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت للرئيس الأمريكي جورج بمش، خلال اللقاء الذي جمع بينهما في البيت الأبيض بعد انتخابات الكونغرس الأخيرة:
قال أولمرت للرئيس بوش:
(نحن في الشرق الأوسط ظللنا نتتبع السياسة الأمريكية في العراق منذ فترة طويلة، ونحن متأثرون بانطباع وتشجيع قوى متزايد من جراء الاستقرار الذي جلبته للشرق الأوسط العملية العظيمة التي قامت بها أمريكا في العراق. ونحن نصلي ونأمل أن هذه السياسة سوف تنجح بالكامل بحيث يستمر ويتواصل هذه الاستقرار الذي تم خلقه لكل البلدان المعتدلة في الشرق الأوسط).
يقول المحلل، متسائلاً بغضب، أي جحيم يفكر فيه –أولمرت؟ ثم بعد ذلك يستعرض محللاً النقاط الأساسية التي تضمنتها الفقرة المقتبسة من حديث أولمرت:
• الاستقرار: وعن هذه النقطة يتساءل الكاتب: هل يعتقد أولمرت حقيقة في الوقت الحالي، بوجود استقرار أكبر في المنطقة؟! ويعقب الكاتب قائلاً: إنه لا يوجد سبيل آخر لوصف ذلك، وأشار إلى أن أفضل تفسير يقدم الإجابة الشافية لهذا التساؤل، قدمه أولمرت نفسه، عندما سأله البعض عن الكيفية التي جلبت بها السياسة الأمريكية الاستقرار، فأجاب قائلاً: انه (يعتقد ذلك)..
• الواقع:
يقول الكاتب بأن حرب العراق لا تمثل أي نجاح للإدارة الأمريكية، والدليل على ذلك أن الناخبين الأمريكيين قد أدركوا فشل الإدارة الأمريكية، ومن ثم قاموا بمعاقبة الحزب الجمهوري بأن أرسلوه بعد الانتخابات إلى مقاعد الأقلية المعارضة، بدلاً عن مقاعد الأغلبية المسيطرة، وأسقطوا في الانتخابات معظم الجمهوريين الذين ظلوا يطالبون بالإبقاء على الوضع الحالي في العراق..
ويتساءل الكاتب حول ما الذي يريده أولمرت بطرح هذا الحديث الذي تعارضه أغلبية الرأي العام الأمريكي، ويضيف سؤالاً ساخراً يقول: هل حقيقة يريد أولمرت بحديثه هذا خلق معارضة واسعة لإسرائيل في أوساط الرأي العام الأمريكي!!..
كذلك يشير الكاتب إلى انتقاد آخر لأولمرت كتبه الوف بين، قال فيه: إن أولمرت بحديثه هذا يكون في نظر الرأي العام الأمريكي قد انحاز إلى جانب موقف جورج بوش، إضافة إلى أن أولمرت بهذا الحديث يكون قد وضع نفسه أيضاً في موقف معارض ومناوئ للديمقراطيين الذين أصبحوا يسيطرون على الكونغرس الجديد بسبب موقفهم المعارض لسياسة إدارة بوش في العراق.
• الرأي العام: وفي هذه النقطة يسخر الكاتب من الرأي العام الإسرائيلي، والأمريكية اللذان قاما بقراءة حديث أولمرت لبوش، ومرّا عليه مرور الكرام، دون التبرم من العبارة الفظيعة التي وردت فيه.
• السياسة: وحول هذه النقطة يقول الكاتب بأنه قد حاول جاهداً تشخيصها، وبرغم عدم قدرته على التوصل إلى الإجابات الكافية، فقد استطاع –على الأقل- التوصل إلى العناصر النظرية الآتية باعتبارها تمثل مكونات موقف أولمرت:
- إن حديث أولمرت يمثل مكافأة لجورج بوش، بسبب قيامه بإيواء واحتضان ورعاية أولمرت. ويرى الكاتب أن هذا التفسير تكتنفه الكثير من الشكوك، وذلك لأنه لماذا يرغب ويستحسن الرئيس بوش مثل هذا الحديث من أولمرت، في الوقت الذي يعمل فيه بوش من أجل تغيير إستراتيجيته في العراق؟
- إن أولمرت لا يرغب في أن تغادر الولايات المتحدة العراق، ومن ثم يحاول حث الرئيس بوش على ذلك. ويقول الكاتب: إن هذا التفسير يمكن أن يكون محتملاً، ولكن هل كانت الطريقة التي قام بها أولمرت تمثل الأسلوب الصحيح للقيام بذلك؟.. ويرى الكاتب عدم رصانة ولباقة أولمرت.. لأنه كان بمقدوره أن يطرح هذا الحديث في اللقاءات المغلقة التي جمعته مع الرئيس بوش وأعضاء الكونغرس بدلاً من الخوض في هذا الامر علناً.
- إن أولمرت يعتقد حقيقة أن وجود الولايات المتحدة في العراق يهدف إلى تحقيق الأفضل، ويرى الكاتب أن هذا الافتراض سوف يكون كارثياً على أولمرت لأنه لا يملك شيئاً يقوله نم أجل التدليل على ذلك، سوى أكاذيب جورج بوش التي جعلته يواجه عقاب الناخبين الأمريكيين.
- لقد جاء أولمرت خالي اليدين للبيت الأبيض وهو مدرك بأن عليه مجاملة الرئيس بوش ومنحه شيئاً. ويعلّق الكاتب على هذا الافتراض ساخراً، بأن هناك الكثير من التحف والإيقونات اليهودية القديمة، وواحدة منها كانت تكفي خاصة وأن هناك الكثير من مخزونات هذه التحف والأيقونات موجود في إسرائيل.
• الديمقراطيين: يقول الكاتب في هذه النقطة: إن بعض السياسيين الديمقراطيين الذين استطاع الاتصال بهم، كانوا أكثر كياسة ولباقة في تفادي عملية انتقاد أولمرت بسبب حديثه وعباراته، ويقول الكاتب: إن هؤلاء السياسيين لم يكونوا سعداء مطلقاً بهذا الحديث، وذلك على النحو الذي قد يجعل من (الملف الإسرائيلي) موضوعاً لجلسات استجواب الكونغرس الشفاهية والسماعية. في الفترة القادمة.
• الواقعيين: ويشير الكاتب إلى الدراسة التي قدمها البروفسوران والت ومارشايمر بجامعة هارفارد حول اللوبي الإسرائيلي، والتي بحسب رأي الكاتب قدمت الدليل الكافي الذي يؤكد أن إسرائيل هل التي قامت بدفع أمريكا إلى محرقة الحرب العراقية، ومن ثم يرى الكاتب أن ما قاله أولمرت لبوش، هو من قبيل الشعور بالذنب، خاصة وأنه يعرف تماماً بأنه قد لعب دوراً رئيسياً في توريط الرئيس بوش في الأزمة العراقية الراهنة.
* المصالح الإسرائيلية في العراق:
وهو عنوان التحلي النقدي الثاني الذي نشرته صحيفة هاآرتس بتاريخ يوم 8 كانون الأول 2006م، وفي بداية التحليل يستعرض الكاتب المفارقة  وفق الآتي:
من ناحية، تؤدي عملية التخلي عن العراق إلى إرسال الرسالة الخاطئة وسوف تترك المنطقة في حالة الخراب والدمار.. ومن الناحية الأخرى، سوف يؤدي الصراع إلى إضعاف أمريكا، وضعف أمريكا لا يمكن أن يكون شيئاً جيداً بالنسبة لإسرائيل.
يقول الكاتب بأن العامل الإسرائيلي لعب دوراً كبيراً لقناعة الإسرائيليين الكبيرة بأن وجود أمريكا في العراق سوف يخدم ويدعم المصالح الإسرائيلية في المنطقة، وحالياً هناك استطلاع يدور محوره حول سؤال: من كانت له اليد العليا في الحرب ضد العراق.. إدارة بوش أم إسرائيل؟. وأكدت النتيجة أن عدداً كبيراً من الذين تم استطلاع رأيهم قد أجاب بأن اليد العليا كانت لإسرائيل.. كذلك السؤال نفسه طرح لاستفتاء حول التوجهات الأمريكية إزاء إيران، وكانت الإجابة أن اليد العليا لإسرائيل، وليست لأمريكا.
وفي بقية التحليل يقول الكاتب: إن ما طرحته دراسة اللوبي الإسرائيلي التي أعدها والت ومارشايمر، سوف يصبح حقيقة مؤكدة أمام الرأي العام الأمريكي، وسوف يقع عقاب الرأي العام الأمريكي على الحزب الجمهوري الأمريكي، الذي يؤيد 70% من أعضائه التوجهات الإسرائيلية تأييد العميان.. ويضيف الكاتب: إن هذا العقاب لن يتوقف عند حدود الجمهوريين، بل ربما تطال عصاه مستقبلاً رأس إسرائيل.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...