لا اتفاق أمريكياً روسياً حول سورية
ليس هناك من اتفاق روسي أمريكي حول سورية، وكل ما يمكن استنتاجه من المعلومات عن اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري أواخر الشهر الماضي هو تفاهم على أنَّ طول الأزمة يضر بالجميع، وأن موسكو وواشنطن لن تدخلا في مواجهة عسكرية مباشرة حول سورية مع تمسك كل طرف بمواقفه. هذا ما حصلنا عليه من تسريبات عن لقاء برلين بين كيري ولافروف، وما تفيد به المعلومات التي تنقلها وفود دبلوماسية غربية وعربية تزور موسكو.
في عدم الاتفاق الروسي الأمريكي تشكل سورية محوراً كبيراً بين الدولتين، ولكنها ليست المحور الوحيد، وهي ركن أساس من كباش يمتد من دمشق، مرورا بالدرع الصاروخي، وصولا الى النووي الإيراني، وانتهاء بطريق الغاز التي سوف تجعل سعر الغاز الروسي يفقد الكثير من أهميته وسعره، وهذا ما أشار اليه لافروف في جلسة من جلساته مع مراجعَ دبلوماسية عربية عندما قال: ان الغاز الروسي سوف يفقد 30 بالمائة من قيمته في حال نجح الغرب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سورية.
في لقائهما الذي جرى في السادس والعشرين من الشهر الماضي في برلين والذي خُصص معظمه للحديث عن سورية، أبدى لافروف انزعاجه من عملية التسليح المتسارعة التي يقوم بها حلفاء واشنطن العرب والأوروبيين لمسلحي المعارضة السورية.
فأجاب كيري: على روسيا المساعدة في إيجاد الحل عبر الضغط على الأسد كي يرحل.
لافروف قال: نحن لن نضغط على الأسد للرحيل، وإذا ضغطنا عليه سوف يرفض، وسوف نفقد من نفوذنا لديه، اذهبوا انتم واقنعوه بالرحيل اذا استطعتم، نحن لن نفعل ذلك .
فرد كيري: نحن واياكم متفقون على الأساس الذي ينبع من اتفاق جنيف، لكننا نختلف في الأمور الصغيرة.
بعض المراجع المقربة من الائتلاف الوطني السوري تنقل عن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف ان لافروف قال له: سوف نرسل خمسمائة طائرة للمشاركة بالقتال في حال شعرنا بخطر داهم على دمشق.
وفود سورية معارضة ودبلوماسية عربية وغربية تزور موسكو تنقل عن لافروف قوله ان لا اتفاقا استراتيجيا امريكيا روسيا حول سورية، وروسيا لن توقف تقديم السلاح الى الجيش السوري طالما استمرت الدول الغربية بتقديم السلاح للمعارضة، ومما قاله الوزير الروسيا ان موسكو ليست وحدها هناك ايران التي لها موقفها .
ويُنقل عن وزير الخارجية الروسي أيضا قوله ان القيادة السورية غير واثقة من الأخضر الإبراهيمي، واعدا بإقناعها بمعاودة التواصل معه، لأن دوره سوف يكون مكوكيا بين السلطة والمعارضة في حال وصل الجميع الى قناعة بضرورة التفاوض، غير أنه أشار الى صعوبة هذا الأمر حاليا بسبب عدم اتفاق المعارضة السورية، وعدم رغبة الدول الداعمة لها بفتح باب للمفاوضات.
في نفس السياق يتدفق الآلاف من المقاتلين الذين تدربوا في الأردن في معسكرات أمريكية الى سورية للمشاركة في معارك شرق درعا التي يخططون من خلالها لفتح طريق مستقيم نحو دمشق عبر الطريق القديم الذي يصل درعا بالسيدة زينب في ضواحي العاصمة السورية. وكان موقع المنار أول من تحدث عن معسكرات التدريب الأمريكية في الأردن في موقف الجمعة بتاريخ (11 كانون ثاني/يناير الماضي) قبل أن تؤكد الخبر بعض الصحف الغربية منذ ثلاثة أسابيع، وفي هذا الصدد قالت مصادر مقربة من المسلحين شرق مدينة درعا على الحدود مع الأردن ان آلاف المقاتلين يدعمهم ألف مسلح من جبهة النصرة دخلوا من الأردن خلال الأيام الماضية يهاجمون مقر قيادة اللواء 38 قرب قرية الطيبة شرق مدينة درعا، وهو لواء دفاع جوي.
وتشير المصادر الى ان الهدف من هذا الهجوم هو السيطرة على قيادة اللواء، ومن ثم التوجه نحو العاصمة عبر الطريق القديم وفق خطة فرنسية أمريكية وضُعت في هذا الصدد. وتقضي الخطة ايضا بفتح جبهة شرق درعا باتجاه العاصمة من جهة الجنوب، وفك الحصار عن حمص في الوسط، ما يفتح الطريق نحو دمشق، ويضع العاصمة السورية بين فكي كماشة خصوصا أن الداعمين للمعارضة أصبح لديهم القناعة بعدم إمكانية فتح الطريق نحو حمص انطلاقا من حلب، بسبب صمود وادي الضيف في ريف حماه، واستعادة الجيش السورية المبادرة في الجنوب الشرقي لمدينة حلب، وتمكنه من فك الحصار عن معامل الدفاع ومطار حلب العسكري ومطارها المدني. وتقول المصادر ان خطة الهجوم على المطارات في سورية وضعتها فرنسا منذ أكثر من عام، وقدمت ملفاً كاملاً شمل كل المطارات في الجمهورية العربية السورية، في وقت بلغ عدد مسلحي جبهة النصرة في سورية (100) ألف مسلح. وتؤسس الجبهة فرعا لها في لبنان بلغ عديده لحد الان 15 الف مسلحا يتوزعون على مختلف الأراضي اللبنانية بحسب المصادر نفسها.
نضال حمادة
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد