لجنة المبادرة العربية تحشد التأييد للخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة
قرر الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية في ختام اجتماعه بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة مساء أمس، مواصلة الاتصالات والمشاورات لحشد التأييد للمسعى الفلسطيني المزمع في الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطينية، في وقت اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لإيجاد حل للصراع مع الفلسطينيين، فيما هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمعارضة الخطوة الفلسطينية، وذهب الجمهوريون في الكونغرس إلى حد التلويح بقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين.
وقرر وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماع ترأسه رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مواصلة الاتصالات والمشاورات العربية مع مختلف دول العالم من خلال اللجنة المنبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية، التي تم تشكيلها في اجتماع سابق في الدوحة لحشد التأييد الدولي في الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس.
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في ختام الاجتماع، انه «تم بحث كل الأوضاع المتعلقة بالمطلب الذي تؤيده جميع الدول العربية بذهاب فلسطين إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة بالمنظمة»، مضيفاً ان «المشاورات والاتصالات ستستمر من أجل تحقيق الهدف».
وكان عباس التقى قبل الاجتماع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي حضرت قسما من الاجتماع لإبلاغ المشاركين فيه بموقف الاتحاد الأوروبي حيال الخطة الفلسطينية. وفي تعليقه على الموقف الأوروبي الذي نقلته آشتون والداعي إلى قيام دولة فلسطينية من خلال المفاوضات، قال العربي إن «الاتصالات مستمرة وان هناك تأييدا واسعا من مختلف دول العالم».
من جهته، قال عريقات إن «هناك قرارا اتخذ في الدوحة من قبل لجنة مبادرة السلام العربية في اجتماع سابق لها بالتأكيد على ضرورة مواصلة السعي للحصول على عضوية دولة فلسطين الكاملة على حدود الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، مشدداً على أن «ذهابنا إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين لا يتعارض تماما مع إقامة دولة فلسطينية من خلال المفاوضات، بل هو على العكس يكرس مبدأ الدولتين، كما يكرس القانون الدولي».
وأشار عريقات إلى ان «الاتصالات مستمرة مع الولايات المتحدة» لكنه شدد على أن «من يريد بالفعل تحقيق حل الدولتين لا يلوح بالفيتو».
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في القدس المحتلة أمس، إن المحادثات المباشرة هي مفتاح السلام مع الفلسطينيين.
ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله إن «السلام يمكن تحقيقه فقط من خلال مفاوضات مباشرة وليس من خلال خطوات أحادية» في إشارة إلى الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وأشار البيان إلى أن نتنياهو وفسترفيله «ناقشا التحديات المتوقعة في وقت لاحق هذا الشهر». ولم ينقل البيان أي تصريحات للوزير الألماني الذي دعا في بدء زيارته إلى «المفاوضات وليس المواجهة».
وفي واشنطن، حذر الرئيس الأميركي باراك اوباما من انه إذا سعى الفلسطينيون للحصول على اعتراف بدولتهم في مجلس الأمن الدولي، فإن الولايات المتحدة ستعارض هذا المقترح. وقال أوباما إنه «إذا وصل هذا إلى مجلس الأمن، فسنعارضه بكل قوة لأننا نعتقد تماما أنه ستكون له نتائج عكسية. لا نعتقد أن ذلك سيؤدي في الواقع إلى النتائج التي نرجوها، وهي حل الدولتين».
في هذا الوقت هدد نائب زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي اريك كانتور بأن المجلس قد يصوت على وقف المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للفلسطينيين إن هم حصلوا من الأمم المتحدة على اعتراف بدولتهم.
وقال كانتور خلال مؤتمر صحافي إن «موقف مجلس النواب هو اننا لا ندعم ولن ندعم، باي شكل من اشكال المساعدة، كيانا يضم حماس والسلطة الفلسطينية، او جهدا للحصول على اعلان احادي الجانب للدولة الفلسطينية في الامم المتحدة». واضاف ان النواب الاميركيين «يدعمون اولئك الذين هم في الشرق الاوسط يدعمون السلام»، لكن هؤلاء النواب يعارضون قيام دولة فلسطينية «من دون ضمانات حقيقية لامن اسرائيل».
ووجهت وزارة الخارجية الأميركية انتقادات مبطنة لروسيا لدعمها المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ردا على سؤال حول اعلان الدعم الروسي للمسعى الفلسطيني إنه «ما زال هناك متسع من الوقت حتى تقوم اللجنة الرباعية بدور ايجابي لاعادة (الاسرائيليين والفلسطينيين) الى طاولة المفاوضات، ويجدر بجميع اطراف اللجنة الرباعية الدفع في هذا الاتجاه في الوقت الحاضر».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد