لماذا تتحدث الأمم المتحدة عن «مجاعة» في الصومال؟
كان الإعلان الخطير متوقعاً منذ ايام... الأربعاء 20 تموز، تعلن الأمم المتحدة ان منطقتي جنوب باكول وشابيل السفلى، اللتين ضربهما الجفاف الحاد في جنوب الصومال، في حالة مجاعة رسمية. «اذا لم نتحرك الآن، فستمتد المجاعة إلى المناطق الثماني في جنوب الصومال خلال الشهرين المقبلين بسبب المحاصيل الزراعية السيئة والأمراض المعدية»... يدرك منسق الشؤون الإنسانية للامم المتحدة في الصومال مارك بوودن خطورة ما يحصل في البلد الإفريقي حيث بلغ معدل الوفيات 7.4 اشخاص يوميا من اصل 10 آلاف بسبب سوء التغذية!
منذ أسابيع، أطلقت منظمات المجتمع المدني والامم المتحدة العنان لصفارات الإنذار محذرة من «الازمة الانسانية الخطيرة» في القرن الافريقي الذي يعاني من الجفاف. اما مصطلح «المجاعة» فاستخدم رسميا امس الاول، في مؤشر على فداحة الوضع الانساني. فعلام يرتكز تصنيف حالة المجاعة في بلد ما؟ واي نتائج تترتب على ذلك؟
ـ ما الذي تعنيه المجاعة بالضبط؟
يعني مصطلح «المجاعة» بحسب الامم المتحدة، «ازمة غذائية قصوى يموت جراءها الأطفال كما البالغون، من الجوع». فعليا، نتحدث عن «مجاعة» عندما يتراوح معدّل سوء التغذية بين 20 و 40 في المئة عند الكبار والصغار وعندما يتخطى معدل الوفيات الاثنين يوميا من أصل 10 آلاف شخص. ان المقياس الأساسي للجوع المزمن في العالم هو «التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي» (آي بي سي). هذا النظام يصنف الوضع في بلد أو منطقة ما في العالم تبعا لمستويات خمسة هي: الأمن الغذائي، انعدام الأمن الغذائي، أزمة الغذاء، حالة الطوارئ الإنسانية، وأخيرا المجاعة أو الكارثة الإنسانية.
ـ أي مستوى ينطبق على كل من الصومال وكينيا وأثيوبيا؟
في الصومال، يتفق معظم المحللين على أن المستوى الخامس هو السائد، خصوصا أن الصراعات وحالة الجفاف أدت الى أسوأ مجاعة في المنطقة. وتقول المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليزابيث بايرز «لقد حذرنا المجتمع الدولي منذ عام، وها هي السنة الثانية لحالة الجفاف تمضي... سيكون علينا انتظار موسم الأمطار المقبل في العام 2012 لتبدأ الامور بالتحسن»... لا يبدو الوضع في شمال كينيا اقل خطورة، لكن المحللة في منظمة «اوكسفام» في نيروبي كاميلا نوكس بيبلز رأت ان «نسبة سوء التغذية لا تتعدى حتى الان 15 في المئة... اذ يمكن اعتبار كينيا على المستوى الرابع من التدهور الغذائي». اما في اثيوبيا، فيبدو تحديد الوضع مسألة صعبة، خصوصا أن التدهور الغذائي لم يتبلور بشكل واضح، وربما هو في مراحله التمهيدية.
ـ من أنشأ هذا النظام؟
في العام 2005، وإبان المجاعة التي ضربت الصومال، وضعت منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة (الفاو) معايير تحديد «التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي». واليوم هو الأداة المستخدمة من قبل العديد من الوكالات لتقييم المجاعة في أنحاء كثيرة من العالم.
ـ ما هي المعايير التي يقوم عليها التصنيف؟
يتأثر «التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي» بعدد كبير من المؤشرات، مثل سوء التغذية والحصول على المياه، فضلا عن معايير اقتصادية اخرى. وتقول بيبلز «نولي اهتماما خاصا لعدد السعرات الحرارية. فحالة سوء التغذية تتحدد عندما يكون العدد ادنى من 2100 سعرة حرارية للشخص الواحد في اليوم الواحد... ويجب الاّ يُأخذ الغذاء المتاح في البلد فقط بعين الاعتبار، بل اذا ما كان بمقدور السكان تأمينه».
ـ من يقرر إعلان التصنيف؟
تقول بيبلز إن الحكومة المعنية هي التي تملك كلمة الفصل. ولكن في الحالة الصومالية، تتولى الامم المتحدة الاعلان عن التصنيف، خصوصا أن «الحكومة ضعيفة جدا ولا تملك النبرة السياسية الكافية والمطلوبة للفت نظر المجتمع الدولي، تمهيدا لاستقطاب المساعدات والهبات الدولية، واستنفار المنظمات المعنية كالفاو التي تعقد اجتماعها الاستثنائي في 25 من الشهر الحالي في روما».
المصدر: السفير نقلاً عن «لوموند»
إضافة تعليق جديد