لماذا سحبت الدراما السورية البساط عربيا؟

03-09-2008

لماذا سحبت الدراما السورية البساط عربيا؟

توقع عاملون في الدراما السورية أن تحقق في الموسم الرمضاني الحالي نجاحا جديدا استمرارا للمواسم السابقة، في حين انتقد آخرون تكريس الأعمال العرض في شهر واحد في وقت تكاد تخلو باقي أشهر العام من أي عمل مهم.
وقال مدير الإنتاج في التلفزيون السوري عدنان ياسين إن العام الحالي سيشهد ألقا أكبر لتلك الأعمال، مشيرا إلى عروض حصرية لعدد منها على بعض الفضائيات وفي مقدمها "باب الحارة" في جزئه الثالث.
 وأشار ياسين إلى أن الدراما طورت نفسها كما تجنبت شركات الإنتاج أخطاء التأخير التي حصلت العام الماضي مما سبب أزمة في تسويقها.

وعانت الأعمال السورية العام الماضي من مشكلة تسويقية جراء تأخر إنجاز عدد كبير منها وعدم وجود نشاط تسويق جدي لها.
 وتدخلت الحكومة عبر التلفزيون الرسمي الذي اشترى جميع الأعمال التي وصل عددها إلى نحو 45 عملا.

ورأى الممثل أيمن رضا أن موقع الدراما السورية الأول دون مبالغة، وأضاف أن هناك تنوعا كبيرا في الموضوعات المطروحة وعمقا مشهودا في المعالجة وتناول القضايا، موضحا أن الدراما السورية تمتلك قدرة كبيرة على التكيف وإمكانية التطور أكثر من الواقع الحالي.

ويرفض رضا وجود أزمة تسويق تعاني منها الأعمال المحلية، موضحا أن نوعية تلك المسلسلات تجذب المحطات إليها وتجعلها حاضرة بارزة على شاشاتها. 
 وتابع رضا حديثه قائلا إنه بالفعل كانت هناك أزمات نصوص ومخرجين لكن تم تجاوزها في السنوات الماضية.
 ودعا رضا إلى تركيز أكبر على قضايا الشباب باعتبارهم الجزء الأكبر من المجتمع العربي، منتقدا التركيز على التاريخ والبيئة الشامية والبدوية بهذا الحجم.

ويضع الفنانون والكتاب جملة أسباب أدت إلى تقدم الأعمال السورية، ففيما يرى عدنان ياسين وجود شركات الإنتاج ودعم الدولة بعد الإدراك بأن هذه الدراما تحمل قيمة فكرية واقتصادية، يوضح الفنان المخضرم عمر حجو أن بذور النجاح قديمة وتعود لأكثر من ثلاثة عقود.
 وأضاف حجو أن الدراما لم تكن وليدة السنوات الماضية بل تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي.
 وأوضح أن الدولة وضعت أسسا عبر دعمها المسرح والتمثيل التلفزيوني وكانت تعرض تلك الأعمال على التلفزيون المحلي وبالأبيض والأسود لكنها كانت متابعة على نطاق واسع في سوريا. 
 ورأى حجو أن انتشار الفضائيات خدم الدراما السورية التي انتزعت موقعا متقدما عربيا.

بدوره أكد المخرج طلال محمود أن عوامل الإنتاج الرفيع باتت متوفرة في سوريا. وبرر للجزيرة نت أسباب قدوم المنتجين إلى سوريا بما يتوافر فيها من نصوص وممثلين ومخرجين وكوادر فنية مؤهلة وخبيرة.
 ولفت إلى ما للجانب الاقتصادي من عوامل جذب فقال إنه يمكن إنجاز عمل ضخم بالمقياس الإنتاجي بنحو 30 مليون ليرة أو ما يعادل 600 ألف دولار فيما يتطلب العمل ذاته أضعاف هذا المبلغ في دول عريقة دراميا.
وينتقد الدراميون "ابتلاء" الدراما السورية بتموضع العرض في شهر رمضان الكريم لأسباب إنتاجية ربحية فقط.
 ورأى رضا أن هناك أعمالا مهمة تستحق العرض طوال العام وليس في رمضان فقط. 
 وتابع أن عدد الأعمال السورية للموسم الحالي يتجاوز 50 عملا وهناك نحو 20 عملا خليجيا وأعمال كثيرة من مصر والأردن، وتساءل كيف سيشاهد الجمهور تلك المسلسلات؟
 وأضاف أن شهور العام الأخرى تشهد خلوا كبيرا من الدراما، واعتبر أن ذلك السبب مكن المسلسلات التركية المدبلجة من أن تأخذ هذا الحيز من الاهتمام.
 بدوره رأى المخرج طلال محمود أن هذا التركيز على رمضان يحرم أعمال مهمة من المتابعة، وقال إن المشاهد يتابع عملا أو اثنين ويستمر معهما في حال جذبه في الحلقات الأولى وهذا فيه ظلم للمشاهد نفسه ولأعمال أخرى لا تقل في مستواها الفكري والفني.

محمد الخضر

المصدر: الجزيرة نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...