ليفني وموسم تجنيد المعتدلين العرب
الجمل: تتحرك هذه الأيام وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفي بهمة ونشاط بين بعض العواصم العربية، والجديد في هذه التحركات أنها لم تتضمن بشكل مباشرعمان والقاهرة اللتان أصبحتا واقعتان تماما في شباك مصيدة المشروع الإسرائيلي وإنما امتدت هذه التحركات على النحو الذي يمكن القول معه أن إسرائيل تواصل رمي شباكها في المياه العربية بحثا عن المزيد من (صيد) الزعماء العرب... والذي بكل أسف أصبح صيدا سهلا في هذه الأيام.
• تحركات تسيبي ليفني: النطاق والأبعاد
التقت تسيبي ليفني بصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وذلك خلال فترة تواجده بنيويورك ووصفت صحيفة ايديعوت احرونوت الإسرائيلية اللقاء بأنه كان لقاء مفاجئاً.
اللقاء تم على هامش اجتماع قمة الأمم المتحدة الذي انعقد في نيويورك وتقول المعلومات الإسرائيلية بأن صاحب السمو هو الذي قام بدعوة تسيبي ليفي والوفد الإسرائيلي لعقد اجتماع غير مجدول خارج مباني الأمم المتحدة.
وتقول المعلومات الإسرائيلية التي أوردتها صحيفة ايديعوت احرونوت نقلا عن المسؤولين الإسرائيليين بأن اللقاء كان (إيجابيا للغاية) وبأن الوزيرة الإسرائيلية تسيبي ليفي قد ناقشت مع صاحب السمو أهمية البلدان الإسلامية (المعتدلة) مثل قطر، دعم وتأييد الفلسطينيين ودفعهم باتجاه المزيد من التقدم في العملية الدبلوماسية.
اللقاء الثاني الذي أجرته الوزيرة الإسرائيلية تسيبي ليفي كان مع نظيرها وزير الخارجية التونسي حيث تحادثا حول عملية السلام واستنادا إلى ما أوردته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية نقلا عن مصادرها في نيويورك فإن تسيبي ليفي قد التقت بوزير الخارجية التونسي عبد الوهيب عبد الله بمباني الأمم المتحدة في نيويورك وتقول معلومات صحيفة هاآرتس بأن هذا هو أول اجتماع بين المسؤولين الإسرائيليين والتونسيين منذ قيام وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم بزيارة تونس قبل ثلاثة سنوات.
الاجتماع تم عقده هذه المرة بناء على دعوة الوزيرة الإسرائيلية ليفي وبرغم عدم وجود علاقات دبلوماسية حالياً بين تونس وإسرائيل فقد ناقش الاجتماع موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين.
وفي الاجتماع شددت ليفني على أهمية الدول العربية المعتدلة في تقديم الدعم من أجل عملية السلام والمشاركة في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
اللقاء الثالث للوزير الإسرائيلية تم الإعداد والترتيب له ليكون مع وزير الخارجية المغربي محمر بن عيسى.
اللقاء الرابع كان بين الوزير الإسرائيلية ووزير الخارجية الموريتاني.
اللقاء الخامس كان بين الوزيرة الإسرائيلية ووزير الخارجية العماني سعيد بادر برغم قيام عمان بقطع الروابط مع إسرائيل عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.
هذا وتقول المعلومات بأن لقاء الوزيرة الإسرائيلية مع الوزير العماني سعيد بادر قد تطرق إلى إعادة التعاون بين إسرائيل وسلطنة عمان في مشروع تحلية وتنقية المياه الذي تم البدء في تنفيذه بالسلطنة ودخلت إسرائيل شريكاً في إنشاءه بدءا من الفترة التي أعقبت مباشرة مؤتمر مدريد في عام 1991 الذي ترتبت عليه عملية أوسلو.. وتقول معلومات صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن هذا المشروع العماني قد قبلت فيه بعض الدول العربية العمل والتعاون جنبا إلى جنب مع إسرائيل ومن هذه الدول: عُمان، المغرب، الكويت، الجزائر، السعودية الأمر الذي يعكس أن هذه الدول كانت في حالة تعاون مع الإسرائيليين منذ 16 عاماً!!.
- ماذا وراء تحركات الدبلوماسية الإسرائيلية؟
الإسرائيليون كعادتهم يحفظون أسرارهم وأسرار حلفاءهم جيدا... ولكن (سيؤون) للغاية في حفظ أسرار وماء وجه حلفاءهم وأصدقاءهم العرب.
وبكلمات أخرى، ففي نفس تقرير صحيفة ايديعوت احرونوت الإسرائيلية عن تحركات تسيبي ليفي واجتماعها مع أمير قطر ورد تذييل إضافي حمل عنوان (تجنيد الأصوات المعتدلة) أشارت فيه الصحيفة إلى الآتي:
في الفترة المؤدية إلى مؤتمر سلام الشرق الأوسط الذي ترعاه وتستضيفه الولايات المتحدة والمقرر انعقاده في تشرين ثاني فقد قامت إسرائيل بجهود واسعة في المجال الدبلوماسي مع البلدان العربية المعتدلة الخليجية وتحاول كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ممارسة النفوذ والتأثير والسيطرة على البلدان العربية المعتدلة لكي تقوم علنا بتأييد الاتفاق الفلسطيني- الإسرائيلي وأن تدعم السلطة الفلسطينية (المعتدلة) التي يترأسها محمود عباس والحكومة الفلسطينية (المعتدلة) التي يترأسها سلام فياض بدلا عن حماس وذلك في كل ما يتعلق بالمفاوضات الدبلوماسية.
وتقول صحيفة ايديعوت احرونوت بأن إسرائيل قد وجدت وتلقت في الجمعية العامة للأمم المتحدة المعاملة المتعاطفة والدافئة الحرارة من بلدان الخليج وأشارت الصحيفة أيضا بأن سمو الأمير القطري قد التقى في الفترة الماضية مع شيمون بيريز الذي يم يكن حينها قد تولى منصب الرئاسة الإسرائيلية والآن كما تقول ايديعوت احرونوت فإن شيمون بيريز قد قدم فكرة مشروعات التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط إضافة إلى خطته الهادفة إلى إنشاء (ممر سلام اقتصادي) يمتد من ميناء ايلات الإسرائيلي والعقبة الأردني وحتى نهر اليرموك وذلك لخدمة الأردن وإسرائيل وإسرائيل والفلسطينيين وأشارت الصحيفة الإسرائيلية أيضا بأنه خلال اجتماع بيريز- أمير قطر الذي تم سابقا أعلن سمو الأمير القطري عن رغبته في إقامة علاقات علنية مع إسرائيل ودعوة الدبلوماسية الإسرائيلية لزيارة قطر في المستقبل.
• الأهداف الإسرائيلية غير المعلنة التي أصبحت شبه معلنة:
بعد أن قامت الصحف الإسرائيلية بالتكتم على توجهات حليفتها إدارة بوش حول مؤتمر السلام الدولي من جهة، ومن الجهة الأخرى قامت بـ(كشف) اتصالاتها مع المعتدلين العرب، يمكن القول بأن أهداف مؤتمر السلام الدولي قد انتقلت من (مربع) عدم العلنية إلى (مربع) شبه العلنية والذي على ما يبدو بات معلناً، وبكلمات أخرى تريد إسرائيل وأمريكا من الدول العربية المعتدلة القيام بدعم كل ما ورد في حوار شيمون بيريز مع خبير اللوبي الإسرائيلي ديفيد ماكو فيسكي الذي نشره معهد واشنطن في الفترة الماضية والذي تعلق بأهداف وتوجهات إسرائيل إزاء مبادرة السلام العربية والعلاقات الإسرائيلية العربية والذي أورد فيه شيمون بيريز الشروط الإسرائيلية الآتية:
• عدم التطرق للملف الفلسطيني وأن يكتفي العرب بترك الموضوع ليكون حصرا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي يتزعمها محمود عباس.
• عدم التطرق لموضوع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
• عدم التطرق لموضوع قيام إسرائيل بإعلان حدودها السياسية.
• عدم التطرق لموضوع الجولان باعتباره شأنا يخص إسرائيل وسورية.
• وفقط أن يقوم العرب بالتفاوض مع إسرائيل حول الآتي:
- التعاون الاقتصادي.
- محاربة الإرهاب.
وبكلمات أخرى أن يعمل العرب من أجل تنفيذ استراتيجية إسرائيل الجديدة التي تهدف إلى التخلي عن استراتيجية الأرض مقابل السلام، واستبدالها باستراتيجية السلام مقابل السلام، وذلك بما معناه أن يعطي العرب لإسرائيل السلام وفق شروطها، وبعد أن تقتنع إسرائيل بذلك تقوم بالنظر من أمر ما يمكن أن تمنحه وتجود به عليهم!!!.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد