مؤتمر أردني مناهض لمنتدى المستقبل
انقسم المجتمع المدني الأردني حول كيفية تعاطيه مع منتدى المستقبل الذي عقد في الاردن والذي ترعاه الدول الصناعية الثماني بمشاركة عدد من وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية والأوروبية. وعقد ممثلو بعض منظمات المجتمع المدني مؤتمرين، الأول موازن والثاني مناهض.
والمنتدى الأكبر والأكثر تمثيلا، كان الثاني الذي عقد تحت عنوان المستقبل كما نراه: حتى لا نبقى أسرى الهيمنة والاملاءات الخارجية، إذ شارك في أعمال الملتقى الذي انعقد يومي الخميس والجمعة الماضيين، حوالى 70 منظمة مدنية من مختلف الدول العربية اضافة الى فرنسا والنروج واليونان وتركيا والسويد.
وشارك بشكل رئيسي في التحضير للملتقى المناهض النقابات المهنية الحرة الأردنية واللجنة التنسيقية العليا لأحزاب المعارضة الأردنية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان واتحاد المرأة الأردنية والجمعية الأردنية لحقوق الإنسان والعربية لحماية الطبيعة.
وفيما افتخر المنتدى المناهض باتكاله على التمويل الذاتي والجهات المشاركة لتغطية نفقاته، وجعل من موضوع التمويل الاجنبي أحد محاوره الرئيسية، اعتبر ان المنتدى الآخر الموازي لا يمثل المجتمع المدني الأردني، وانه ممول من قبل السفارتين الاميركية والبريطانية.
وناقش المشاركون في الملتقى (في ظل غياب عنصر الشباب) على مدى يومين، خمسة محاور تناولت الهيمنة الرأسمالية وانتهاك سيادة الدول والمقاومة في مواجهة الاحتلال والإصلاح السياسي والحريات العامة اضافة الى قضايا التنمية والبيئة والمرأة والشباب.
وكان لافتا في افتتاح أعمال المنتدى مشاركة ما وصف بالضيف الرئيسي للمنتدى، ممثل الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري، الذي نقل تطورات الوضع في العراق.
وأكد المتحدثون في الملتقى على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال ومناهضة الحروب ورفض الاعتراف بشرعية الاحتلال الاميركي للعراق وما ينتج عنه من عملية سياسية تجري في ظل الاحتلال إضافة الى حق الشعوب في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة واستقلال وسيادة.
وأكد المشاركون أيضا رفض سياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها الدول الكبرى وحمايتها للأنظمة العنصرية والديكتاتورية، مشيرين الى ان الديموقراطية والإصلاح يجب ان ينبعا من داخل المجتمعات وفقا لوتيرة تطورها الثقافي والاجتماعي والسياسي وبإرادتها الحرة.
وحظي موضوع رفض التمويل الأجنبي بحيز واسع من المداخلات التي اتسمت بالكثير من الحدة.
ورغم تشديد المنظمين وغالبية المتحدثين في الملتقى على أنهم جزء لا يتجزأ من التيار العالمي المناهض للهيمنة والذي يناضل من اجل عالم لا مكان فيه للمستغلين وتجار الحروب والسلاح ودعاة العنصرية والكراهية وصدام الحضارات والأديان والثقافات، الا ان الخطاب السياسي الذي سيطر على مجمل أعمال الملتقى لم يخرج عن مسلمات الخطاب التقليدي القومي والإسلامي، الذي لم يؤسس بعد لخطاب عالمي، يقوم على قيم عالمية فعلا، ويواكب كل المستجدات العالمية، ويتجاوز المقولات والحدود القومية القديمة.
حبيب معلوف
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد