مؤتمر عالمي لاستثمار مجدٍ في النساء
كل دقيقة تموت امرأة حامل أو أثناء الولادة، ومعظمهن في البلدان النامية. وكل جيل يفقد عشرة ملايين امرأة، من بين الأمهات والشقيقات والبنات والجدات والزوجات والصديقات والجارات.
و42 في المئة من حالات الحمل في العالم تعاني تعقيدات، وفي 8 في المئة منها تشكّل التعقيدات خطراً على الحياة. وهناك فارق كبير في معدل انقاذ حياة النساء بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وأيضاً بين الأغنياء والفقراء في تلك البلدان. ففي إيسلندا لم تسجّل أي حالة وفاة خلال الحمل أو الولادة، وفي السويد حالة وفاة من بين 29800 امرأة، وفي الولايات المتحدة واحدة من بين 2500. وفي الدول العربية، تحصل في الكويت وفاة واحدة خلال الحمل أو الولادة من بين 6 آلاف. وتتناقص هذه النسبة، تباعاً، في قطر (1 على 3400) والبحرين (1 على 1200) والسعودية (1 على 610)... وتتدنى من 1 على 65 في العراق، حتى 1 على 10 في الصومال. وتصل إلى أدنى مستوياتها (1 على 6) في أفغانستان وسيراليون. والإحصاءات وهذه جاءت وفقاً لتقديرات صدرت عن وكالات: صندوق الامم المتحدة للسكان «يو أن أف بي آي» و «يونيسيف»، و «صندوق الأطفال»، ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها.
ويأتي مؤتمر «النساء ينجبن» Women Deliver، الذي سيعقد في لندن، بين 18 و20 من الشهر المقبل، تحت شعار «الاستثمار في النساء مجدٍ»، في مناسبة مرور عشرين سنة على مبادرة «الأمومة الآمنة» العالمية (1987). وثمّة حقائق تثبتها الأبحاث التي نفّذت، منذ إطلاق هذه المبادرة. فقد بات العالم يعرف كيف ينقذ حياة معظم اللواتي يمتن بلا سبب. لكن صحة الأم والرضيع لا تزال تفتقر إلى العناية والتمويل. وعام 2000، أجمع قادة عالميون على تحسين صحتهما، وكان الهدف خفض الوفيات المتصلة بالولادة بنسبة 75 في المئة، بحلول 2015. ثم رُفعت توصيات، في 2006، بتحسين صحة الإنجاب. ويأتي مؤتمر «النساء ينجبن» في منتصف الطريق، وقد حدد العام 2007 عاماً لتطوير صحة النساء وحقوقهن، فسلامة الاقتصاد في سلامة النساء والأسر والمجتمعات. وبتحقيق أهداف المبادرة، تنجب النساء أطفالاً أصحاء، وتتكوّن أسر سليمة، ويتعزز التطوّر الاقتصادي، وترتفع معدلات القرائية (عكس الأمية) والتوظيف، وتعالج المشاكل القديمة في كل قطاع، برؤى جديدة.
وحتى يحين ذلك، يبلغ عدد النساء اللواتي يمتن أثناء الحمل والولادة نحو نصف مليون سنوياً، وعدد الوفيات بين الرضّع دون الشهر من عمرهم، نحو 4 ملايين سنوياً، لأسباب يمكن تفاديها. ولم تنخفض تلك الأعداد في شكل ملحوظ منذ 1993، بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية لوضع حلول ناجعة.
وعلى مدى أربعة أسابيع (حتى موعد افتتاح مؤتمر «النساء ينجبن»)، ينشر «ملحق أسرة» مواد وتقارير مــــيدانية وإحصاءات تتنـــاول أبرز المسببات التي تعوق التــــوصّل إلى أمومة آمنة، بتسليط الضوء على المشاكل الصحية والاجتماعية المختلفة التي تعانيها النساء والأمهات والأطفال، في بعض بلدان المنطقة، وذلك بالتعاون مع منظمة «يو أن أف بي آي».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد