مؤتمر عدم الانحياز: ماذا باستطاعة 118 دولة أن تفعل؟

14-09-2006

مؤتمر عدم الانحياز: ماذا باستطاعة 118 دولة أن تفعل؟

الرقم، يتكلّم، ويعبّر: 118 دولة تلتقي في قمة عدم الانحياز في هافانا، ومشروع بيان ختامي من 86 صفحة فولسكاب، وخطاب افتتاح، قد تقارب صفحاته، عدد صفحات الكتاب من الحجم الوسط، إذا ما سمحت الظروف الصحيّة للرئيس فيديل كاسترو، أن يكون النجم في جلسة الافتتاح؟!.
أبرز الغائبين، الرئيس السوري بشار الاسد، الذي أوفد وزير خارجيته وليد المعلم، ليكون ممثله في القمة. القرار كان قد اتخذه قبل الهجوم الذي استهدف السفارة الاميركية في دمشق!.
أبرز المشاركين الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، الذي سيحصد إعلانا خاصا يصدر عن القمة، ويؤكد على دعم حركة عدم الانحياز للبرنامج النووي الايراني، كما قد يلتقي بالرئيس كاسترو، لتمييز زيارته.
النجم الآخر سيكون الرئيس الفنزويللي هوغو شافيز، الذي يريد من الحركة ان تتبنى توصية ترشح بلاده كعضو دائم في مجلس الامن، نكاية بصديقه اللدود الرئيس جورج بوش. ويمنن شافيز نفسه في ان يتناول الغداء (كان مقررا الاربعاء)، مع صديقه كاسترو.
توجه الرئيس إميل لحود يوم أمس الى هافانا، وكان قد سبقه وزير الخارجية والمغتربين، فوزي صلوخ، على رأس وفد دبلوماسي. إنها قمة لبنان بإمتياز.
مجموعة الدول العربية (20 دولة) داخل الحركة، تضغط لصدور مقطع متشدد في البيان الختامي، يتضمن إدانة شديدة اللهجة، ضدّ إسرائيل لحربها على لبنان، وحملتها العسكرية على قطاع غزة؟! .
الوارد في مشروع النص المتداول، إدانة العدوان الاسرائيلي الغاصب على لبنان، لكن بعض الدول العربية، والاسلاميّة تضغط لحذف الاشارة الى جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان، وترتكبها بحق الفلسطينيين في قطاع غزّة، وتستدعي إحالتها الى القضاء ، لأن ملفاتها حول انتهاك حقوق الانسان، ضد شعوبها، حافلة، ومثقلة بالحقائق والاثباتات الدامغة؟!.
ولا يأتي النص على ذكر حزب الله بالاسم، لكنه يبدي ارتياح حركة عدم الانحياز، لانتشار القوات المسلحة اللبنانية، حنوب نهر الليطاني، بالتنسيق والتعاون مع القوات الدولية (اليونيفيل).
وتحتل عملية السلام في الشرق الاوسط، مرتبة متقدمة في البحث، وعلى قاعدة أنه عندما تصوت 118 دولة، من أصل 180 دولة من مجموع الجمعية العامة للامم المتحدة، على ضرورة إطلاق عملية السلام، من خلال مجلس الامن، فإن لهذا التوجه أهميته، ووقعه؟! .
ولا يغيب موضوع الارهاب عن المناقشات، ولا عن مسودة البيان الختامي، لكن من منطلق تمايز واضح عن المعايير والمصطلحات المستخدمة من الغرب الاميركي الاوروبي. هناك إصرار على إدانة الارهاب، يوازيه إصرار على حق المقاومة، والتمييز ما بينها، وبين الارهاب؟.
الموضوع الآخر، صاحب الوقع في مناقشات وفود عدم الانحياز في هافانا، يتناول تحديث مؤسسات الامم المتحدة، ومجلس الامن؟!. هناك صراع خفي، ومرير، بين من يكون العضو؟، ومن يمثل الحركة في هذا المجلس كعضو دائم العضوية؟!. وتبدو المسألة معقدة، وأبعد من إمكانات الحركة على التفاهم، لأن الدول الكبرى قد اخترقتها بتدخلاتها، وحساباتها، وتركتها في ضياع، وعجز عن إمكانية التفاهم ؟!.
مئة وثماني عشرة دولة، يمكن أن تقرر مصير، ومستقبل العالم، لو كان هناك انسجام بين أعضائها، ما بين القول، والفعل، وما بين التنظير والتنفيذ؟!.
أما مسودة البيان الختامي المكونة من 86 صفحة، فقد اختيرت خصيصا لكي تكون مجرد مجلّد، او كتاب، لكل دولة فيه فقرة، او صفحة من صفحاته، تعكس قضاياها، ومشاكلها، مطامحها، وتطلعاتها... إنها قمة دول عدم الانحياز، الذي شاءها الرئيس الكوبي المتوعك، أن تكون في ضيافته، لعله يتمكن من تجديد شبابها، وهو في خريف العمر؟!.

جورج علم

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...