ما الذي يجري على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية
الجمل: برغم حالة الهدوء السائدة على طول خط الحدود اللبنانية – الإسرائيلية فقد بدأت تظهر بعض المؤشرات التي تفيد لجهة انخراط تل أبيب في عملية نفسية جديدة ضد اللبنانيين.
* ماذا تقول المعلومات؟
تواتر ظهور التقارير الإسرائيلية التي تحاول التأكيد على وجود المزيد من المهددات والمخاطر المتزايدة من الاتجاه الإسرائيلي الاستراتيجي الشمالي وتحديداً من جنوب لبنان ويمكن الإشارة إلى أبرز هذه المعطيات التي أوردتها الاتهامات الإسرائيلية ضد اللبنانيين على النحو الآتي:
• اتهام قوات اليونيفيل بعد تحمل المسؤولية والتراخي في التعامل مع اللبنانيين الذين قاموا باختراق الحدود الإسرائيلية.
• اتهام قوات اليونيفيل بمساعدة اللبنانيين الذين عبروا الحدود الإسرائيلية في منطقة جبل دوف وقاموا برفع الأعلام اللبنانية.
• اتهام قوات اليونيفيل بالتواطؤ لجهة عدم تضمين الانتهاكات التي تحدث ضمن تقاريرها إلى مجلس الأمن.
• اتهام قوات اليونيفيل بالتراخي وعدم التحرك للقضاء على مخابئ أسلحة حزب الله بدليل أن قوات اليونيفيل كانت تمتلك معلومات مؤكدة عن وجود أحد المخابئ ولكنها لم تتحرك إلا بعد حدوث الانفجار في هذا المخبأ.
• اتهام تنظيم القاعدة بالسعي لتنفيذ بعض العمليات العسكرية ضد قوات اليونيفيل وقوات الجيش اللبناني.
• اتهام الجيش اللبناني بحشد قواته في المناطق المتاخمة للحدود الإسرائيلية ليس من أجل حفظ الاستقرار وإنما استعداداً للمواجهة مع النيران الإسرائيلية.
إن قيام الصحافة والإعلام الإسرائيلي بالتسويق المكثف لهذه الوقائع وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة هذه الوقائع هو أمر يشير في حد ذاته إلى وجود عملية نفسية إسرائيلية وما هو لافت للنظر في هذه العملية أنها تستهدف قوات اليونيفيل بما يفتح الباب واسعاً أمام التكهنات القائلة أن احتمالات أن تطرح إسرائيل بعض المطالب الجديدة إزاء دور ومهام وحجم اليونيفيل وما شابه ذلك.
* ماذا قال تسريب المصادر العسكرية الإسرائيلية؟
أعد الصحفي الإسرائيلي الوثيق الصلة بالمصادر العسكرية والمخابراتية الإسرائيلية عاموس هاريل تقريراً أشار فيه نقلاً عن مصدر عسكري – إسرائيلي لم يذكر اسمه بأن على اللبنانيين أن يدركوا ويفهموا جيداً أنه إذا اندلعت المواجهة مجدداً بين حزب الله والقوات الإسرائيلية فإن الخراب والدمار الذي سيلحق باللبنانيين سيكون خراباً ودماراً بأضعاف ما لحق بهم في صيف العام 2006 الماضي. وأضاف المصدر قائلاً:
• إن أنشطة حزب الله أصبحت تهدد سكان الجنوب.
• إن قوات اليونيفيل أصبحت عاجزة عن تنفيذ القرار 1701.
وإضافة لذلك وعلى أساس الاعتبارات المتعلقة بتوازنات القوى وتوازنات المصالح التي باتت حالياً تحكم خارطة التحالفات السياسية الإسرائيلية يمكن الإشارة إلى النقاط الآتية:
• يعتقد بنيامين نتينياهو أن كسب إسرائيل لأي مواجهة قادمة مع حزب الله هو كسب سيترتب عليه تعزيز شعبية الليكود داخل إسرائيل وفي الوقت نفسه سيضعف وزن حزب كاديما الذي ما زال الإسرائيليون ينظرون إليه باعتباره المسؤول عن هزيمة 2006.
• يعتقد الجنرال إيهود باراك وزير الدفاع أنه طالما أن توليه المنصب قد جاء نتيجة إقصاء وزير الدفاع السابق عاميير بيريتس بسبب هزيمة 2006 فإنه لا سبيل أمام باراك سوى العمل على استعادة قوة الردع الإسرائيلية بشن عملية عسكرية ناجحة ضد حزب الله.
هذان الاعتقادان ظلا يسيطران بقوة على إدراك نتينياهو وباراك وكذلك فقد تحدث العديد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين في منتديات معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي عن مدى ضرورة وأهمية شن عملية عسكرية إسرائيلية ناجحة ضد حزب الله ليس لجهة استعادة قوة الردع الإسرائيلي وحسب وإنما كذلك لردع إيران وحلفائها في المنطقة.
التطورات الجارية داخل المسرح السياسي اللبناني برغم انشغالها بجدول الأعمال السياسي الداخلي التنظيمي الخاص بالحكومة اللبنانية فإن العديد من الاحتقانات السياسية ما زالت كامنة في المسرح اللبناني ولن يحتاج إخراج هذه الاحتقانات إلى السطح سوى بعض التصريحات التي يمكن أن يطلقها بعض الساسة اللبنانيين ضد حزب الله وبعدها يمكن تنتقل ذرائع ومبررات العمل العسكري إلى الملعب الإسرائيلي!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد