ما هي دلالات تصريحات جيمس بيكر حول أهمية دور سورية الإقليمي
الجمل: تحدث جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أمس الأحد قائلاً بضرورة أن تقوم الإدارة الأمريكية بالانخراط في إجراء حوار ومحادثات واسعة عريضة المستوى مع سوريا.
كذلك قال جيمس بيكر: إن الشرق الأوسط، أصبح أقل استقراراً خلال فترة إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، وأضاف قائلاً انه برغم ذلك، فمن الممكن القيام بتحسينات وتطويرات دراماتيكية، عن طريق فتح محادثات واسعة مع سورية.
أشار جيمس بيكر إلى أن ثمة خطوطاً عريضة لصفقة سلام بين إسرائيل وسوريا أصبحت واضحة، ومشجعة للطرفين من أجل الإمساك بالفرصة.
تقول صحيفة الانترناشيونال هيرالد تريبيون الأمريكية تعليقاً على حديث جيمس بيكر، بأن إسرائيل وسوريا تعتبران في حالة حرب من الناحية الرسمية، برغم عدم وجود الأعمال العدائية العلنية بينهما لفترة استمرت لعدة حقب:
- سوريا تطالب بإعادة الجولان التي احتلتها إسرائيل في عام 1967م.
- إسرائيل قامت بضم الجولان.
تقول إسرائيل حالياً بأنها لن تناقش أي معاهدة رسمية تتعلق بحدودها الشمالية مادامت دمشق تقوم بدعم حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، ويرى الأمريكيون والإسرائيليون بأن سوريا قادرة على جعل حماس تعترف بوجود إسرائيل، وفي هذا الصدد قال جيمس بيكر بأنه يعتقد بقدرة السوريين على القيام بذلك.
قال جيمس بيكر في حديثه (هل أشعر بالأسف من جراء عدم رويتي –لاتفاقية- أوسلو وهي ناضجة في سلام أكبر؟ بالطبع –أشعر بالأسف-). وأضاف قائلاً: (ما أحبطني وخيّب آمالي هو رؤية المستوى الحالي من عدم الاستقرار الذي وصل إليه الشرق الأوسط... وقد كان هناك أمل في مطلع التسعينيات –ولكن- الآن أصبح لدينا العديد من مصادر عدم الاستقرار التي تحتاج وتتطلب المواجهة).
ترتبط الولايات المتحدة بعلاقات ومصالح وثيقة مع دول الخليج العربي وبعض الدول العربية بسبب الصراع العربي- الإسرائيلي, وزادت حدة التوتر أكثر فأكثر بعد أحداث الحادي عشر من أيلول وغزو واحتلال العراق.
يشير بعض الخبراء إلى أن تصريحات جيمس بيكر تكتسب أهميتها بسبب عدة جوانب:
• أتت تصريحات جيمس بيكر متزامنة مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس الأحد التي قال فيها بأنه مستعد للتعامل بجدية مع خطة السعودية لعام 2000م، التي هدفت لتحقيق اتفاقية سلام عربية- إسرائيلية مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في عام 1967م..
• يوجد في الحزب الجمهوري الأمريكي جناحين رئيسيين هما: جناح المحافظين والذي يتزعمه بوش الأب وجيمس بيكر، والثاني جناح المحافظين الجدد الذي يتزعمه ديك تشيني وإليوت ابراهيم وغيرهم، ويؤيدهم الرئيس بوش الابن. وحالياً بسبب أخطاء جناح المحافظين الجدد أصبح وزن الجناح المحافظ أكبر.
• جاءت تصريحات جيمس بيكر، وايهود اولمرت بعد انعقاد مؤتمر 10 آذار في بغداد، والذي جمع الإدارة الأمريكية مع سوريا وإيران.. والذي اعتبره الكثير من المراقبين بمثابة نقطة بداية التراجع في التوجهات السياسية المتشددة التي ظلت الإدارة الأمريكية الحالية تنتهجها إزاء الشرق الأوسط.
• تزامنت تصريحات جيمس بيكر أيضاً مع موقف سوريا الإيجابي إزاء التوصل إلى الحقول التفاوضية التي تعيد السلام والاستقرار إلى العراق، والقائمة على انسحاب القوات الأمريكية وتسريع عقد مؤتمر للتواؤم والمصالحة بما يؤدي لإنهاء الصراع والنزاع العراقي الداخلي.
وعموماً نقول: إن على الإدارة الأمريكية أن تعجل بتغيير توجهاتها السياسية إزاء الشرق الأوسط، وذلك لأنه بعد مرور ما يقارب السبع سنوات، فقد تبين بوضوح أن الواقع الميداني في منطقة الشرق الأوسط قد ظل عصياً يرفض إعادة التشكيل وفقاً للمخططات والنماذج التي أعدتها مراكز دراسات جماعة المحافظين الجدد.. وحاولت إدارة الرئيس بوش تنفيذها على أرض الواقع بسبب انقيادها الأعمى لجماعات اللوبي الإسرائيلي، وعلى ما يبدو فقد آن الأوان للإدارة الأمريكية أن تترجل، وتعتمد سياسة خارجية واقعية تقوم على احترام الحقوق العادلة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد