ماذا يجري في شرق دمشق؟
تتغير ملامح خارطة السيطرة على محور شرق دمشق، بعد انسحاب فصائل إرهابية من مواقعها في حي القابون، عزل الجيش السوري حي القابون عن حي جوبر خلال الأسبوع الماضي.
أما على الضفة الأخرى، فقد نجح الجيش السوري بنسبة كبيرة بقطع اليد الأخرى لحي القابون من ناحية برزة، بعد تمركز الآليات الثقيلة اليوم في شارع الحافظ الفاصل بشكل رئيسي بين بساتين برزة، وبين حي تشرين، خاصرة حي القابون.
حي القابون، بات مخنوقا من جانبين، الأمر الذي يدفع مقاتليه إما للاستسلام (مستبعد)، أو الانسحاب نحو الغوطة (أيضا مستبعد حاليا)، أو قصف العاصمة بعشرات قذائف الهاون (يجري حاليا)، أو فتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط (حصل، متوقع الحصول)، أو استمرار القتال (يجري الآن).
يبدو أن حي برزة يميل للمهادنة، رغم المناوشات التي لا تذكر في محور البساتين، التي لا تشارك فيها كل فصائل حي برزة، والجدير ذكره، أن فصائل "حر" برزة لم تشارك خلال الهجوم الشرس الذي شنته فصائل القاعدة على محور كراجات العباسيين في الـ 19 من آذار.
واقع الميدان يقول: إن الجيش سيواصل عمليته في حي القابون (تحليل وليس معلومة)، حيث بات مسيطر على أجزاء لا بأس بها، وسيكمل العملية فيما إذا لم يختل التوازن على محاور الشرق.
يستغل الجيش السوري الخلاف بين جيش الإسلام (السعودية) مع فيلق الرحمن (قطر)، لذلك معظم العمليات الأخيرة تجري في مناطق ذراع قطر العسكرية، وخفف من عملياته على محاور ذراع السعودية (تاركا مجالا لمزيد من أوراق التفاوض في أستانا وغيرها).
لا خطر حالي من هجوم كبير، إنما متوقع حصول ثغرة، والجيش متأهب، وكان الحديث عن محاولة هجوم على ضاحية الأسد، أو هجوم على محور عين ترما.
يتوقع تصعيد في قذائف الهاون، وقد يفاجئنا الأصدقاء بطلب هدنة جديدة!
*حي القابون: حي دمشقي، على الخاصرة الشرقية، يصل العاصمة بالريف، على شرقه حي جوبر وعلى شماله حي برزة وعلى غربه كراجات العباسيين، ينقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم تجري فيه عمليات عسكرية عنيفة، وقسم مهادن، وقسم يسيطر عليه الجيش السوري.
الأهمية الاستراتيجية، يطل على كلية الشرطة، ويحمي ظهر حي برزة، وله يد في عمق شرق دمشق من خلال إشرافه على منطقة الكراجات.
يغلب على فصائله التشدد، ويقاتل فيه حاليا فيلق الرحمن وجبهة النصرة بشكل رئيسي.
يقطن فيه سابقا حوالي 25 ألف مدني، وحاليا فيه حوالي ثلاثة آلاف مقاتل مع ذويهم، ويصله إمداد دوري من المقاتلين والذخيرة من بطن الغوطة الشرقية، والسيطرة عليه يقلل كثيرا من فعالية حي جوبر بالنسبة لفصائل المعارضة.
مراسلو شام ف م
إضافة تعليق جديد