مباحثات سورية روسية اقتصادية في دمشق تحضيراً لاجتماع حكومتي البلدين في سوتشي الأسبوع المقبل
في وقت تشهد فيه سورية الفصل الأخير من العدوان الذي يشن عليها وتتجه بخطى ثابتة نحو إعادة الإعمار، جرت في دمشق أمس مباحثات سورية روسية ركزت على واقع مجمل القطاعات في البلاد وسبل الاستثمار والشراكة ومشاركة روسيا في إعادة الإعمار.
تأتي المباحثات السورية الروسية في إطار التحضير التمهيدي للاجتماع بين حكومتي البلدين في مدينة سوتشي الروسية ما بين التاسع والعاشر من الشهر الجاري، والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والصناعية والتجارية وقطاعات النفط والطاقة والنقل وبخصوص المشاركة بإعادة الإعمار في سورية.
ويضم الوفد الحكومي الروسي ممثلي عدد من كبرى الشركات الروسية برئاسة نائب وزير الطاقة في روسيا الاتحادية كيريل مولودتسوف.
وبحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين مع الوفد سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين سورية وروسيا في المجالات كلها بما فيها في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري وتناول اللقاء مساهمة روسيا في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ أكثر من ست سنوات إضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة السورية الروسية خلال الأيام المقبلة في روسيا الاتحادية.
وأعرب المعلم عن تقدير سورية الكبير للدور الذي تقوم به روسيا في مساعدة سورية في مواجهة العدوان الإرهابي الذي تتعرض له، مؤكداً أن سورية مستمرة في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه وهي تشهد حالياً الفصل الأخير من هذا العدوان وتتجه بخطى ثابتة نحو إعادة إعمار ما دمره الإرهابيون بمساعدة حلفائها وأصدقائها وذلك بفضل انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه.
بدوره أوضح مولودتسوف، أن زيارة الوفد إلى سورية تهدف إلى إجراء مباحثات متكاملة وبناءة مع الحكومة السورية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين سورية وروسيا وتعزيز مقومات صمود سورية في مواجهة الإرهاب، مؤكداً أن روسيا قيادة وحكومة وشعبا ستواصل تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لسورية الصديقة وتساهم في إعادة إعمارها من أجل عودة الاستقرار والسلام إليها.
وفي السياق، بحث وزير الموارد المائية نبيل الحسن مع الوفد آفاق التعاون وتطوير العلاقات المشتركة بين البلدين في مجال القطاع المائي، حيث قدم الحسن عرضاً حول عمل الوزارة والتخريب الممنهج الذي تعرضت له المصادر والمنشآت المائية جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية.
ولفت إلى ضرورة توسيع مجالات التعاون بين البلدين وإمكانية الاستفادة من الخبرات الروسية فيما يتعلق بتقييم وإعادة تأهيل سدود الفرات والبعث وتشرين إضافة إلى تأهيل المأخذ المائي الرئيسي في محطة الخفسة بمحافظة حلب.
وأشار الحسن إلى أن الوزارة تسعى لإنجاز مشاريع مهمة خلال المرحلة القادمة كمحطتي تصفية للمياه في محافظتي اللاذقية وحماة، مبيناً أن محطة 16 تشرين باللاذقية ستساهم بتغذية المدينة وبعض القرى في المحافظة التي تعاني من عوز في مياه الشرب إضافة إلى محطة تصفية حماة التي ستؤمن المياه لمحافظتي حماة وحمص وعدد من القرى المجاورة.
من جانبه، لفت مولودتسوف إلى استعداد الجانب الروسي لإجراء دراسات وتقييم للأحواض المائية الجوفية على أن تكون الخطوة الأولى في هذا الإطار تشكيل فريق عمل فني لتحديد الأولويات ووضع برنامج شامل، مشيراً إلى أن المشاريع المطروحة من الوزارة قيد الدراسة حالياً وسيتم اتخاذ القرارات المناسبة حيالها خلال اجتماع اللجنة المشتركة السورية الروسية.
كما بحث وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي مع الوفد آفاق التعاون لإعادة تأهيل المنظومة الكهربائية ولاسيما محطات التوليد وإنشاء مشاريع مستقبلية مهمة في مرحلة إعادة الإعمار. واستعرض خربوطلي الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وطرح خربوطلي على الجانب الروسي عدداً من المشاريع المهمة التي تسهم في دعم واستقرار المنظومة الكهربائية في سورية منها توسيع استطاعة محطة تشرين التي تغذي المنطقة الجنوبية بنحو 600 ميغا واط جديدة تضف إلى 1100 ميغا واط الحالية، وتطوير وتكبير استطاعة محطة محردة التي تغذي المناطق الوسطى والشمالية والساحلية، إضافة إلى إعادة تأهيل وصيانة وتشغيل 3 مجموعات في محطة توليد حلب الحرارية الثانية والثالثة والرابعة واستطاعة كل مجموعة منها 200 ميغا واط. وأشار إلى أن سورية بحاجة في المرحلة القادمة إلى 2300 ميغا واط بقيمة مليار و800 مليون يورو.
من جانبه، بين مولودتسوف أن الجانب الروسي يتابع بشكل جيد الوضع في سورية وتم خلال اللقاء بحث إمكانية إعادة تأهيل محطة الكهرباء في حلب، لافتا إلى أن روسيا مستعدة لتمويل هذه المشاريع وإعداد الدراسات والمخططات اللازمة للانطلاق بالعمل وتركيب المعدات وتدريب الكوادر الفنية.
وأوضح أن لدى الجانب الروسي عروضاً لتوسيع محطتي تشرين ومحردة، كما أن هناك عرضاً لخمسة مشاريع لمحطة الدارة المركبة في المنطقة الشرقية إضافة إلى طرح ابتكار بالنسبة لمشاريع الكهرباء في حال شح المياه من خلال إنشاء مشاريع ذات دارة جافة، لافتاً إلى أن كل العمليات التكنولوجية داخل المحطات ستكون من إنتاج روسي.
كما بحث وزير النقل علي حمود مع الوفد سبل الاستثمار والشراكة في مجالات النقل الجوي والبحري والسككي والطرقي وتطوير أفق العلاقات السورية الروسية التي تتنامى يوماً بعد يوم بفضل التعاون وتوحيد الرؤى بين قيادتي البلدين.
وعرض حمود رؤية مستقبلية لأهم الخطوات التي تطمح الوزارة في إنجازها ومنها المطار الجديد في دمشق ومرفأ بحري جديد بديلاً من الحالي أو دراسة توسيع وتطوير المرفأ الحالي في محافظة اللاذقية وإنشاء مدينة صناعية بحرية في «عرب الملك» والاستثمار في السكك الحديدية وتنفيذ خطوط جديدة وإعادة تأهيل خط طرطوس حمص منجم الفوسفات ومنها إلى التنف والحدود العراقية والربط مع المرافئ السورية وربط مدينة دمشق مع المطار مروراً بمدينة المعارض وتوريد قاطرات ومراكز صيانة السكك والقطارات والطرق الدولية عبر ربط الساحل مع الغاب ومع اتستراد طرطوس اللاذقية وإنشاء طريق شمال جنوب بطول ٣٤٢ كم وطريق شرق غرب بطول ٣٥١ كم وغيرها من المشاريع النوعية الكبرى التي تضعها الوزارة في خطتها القادمة.
بدوره أوضح مولودتسوف أن قدوم الوفد إلى سورية جاء في إطار التحضير التمهيدي لاجتماع بين حكومتي البلدين والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والصناعية والتجارية وقطاعات النفط والطاقة والنقل وبخصوص المشاركة بإعادة الإعمار في سورية، لافتاً إلى أن الوفد يملك أجندة ضخمة من الرؤى التطويرية والعمل في سورية ومشاركة أبرز الشركات الإنمائية والاستثمارية الروسية.
وأشار نائب وزير النقل الروسي فيكتور أوليرسكي إلى الاستعداد الكبير لفتح استثمارات عديدة مؤكداً الأهمية الكبيرة لموقع سورية الجغرافي والعزم على تطوير البنية الإنشائية والمشاركة في الاستثمار والعمل في قطاعات النقل.
المصدر: سانا - الوطن
إضافة تعليق جديد