مجزرة السوق اليمني: 150 ضحية بغارة سعودية
كان الوضع على الشريط الحدودي هادئاً نسبيّاً، من الجهتين اليمنيّة والسعوديّة، حتّى أنَّ المملكة جدّدت، يوم أمس، التأكيد على استمرار الهدنة على الحدود، إلى أن قرّرت مقاتلاتها ارتكاب مجزرة في محافظة حجّة، راح ضحيّتها أكثر من 100 قتيل.
ونتيجة للقاءاتٍ جرت بين وفدٍ من حركة «أنصار الله» والسعوديّين في منطقة حدوديّة، أعلن الجانبان عن تهدئة حدوديّة تشمل إلى جانب المحافطات السعوديّة الجنوبيّة جيزان ونجران وعسير، كل المناطق اليمنيّة التي تقع خارج نطاق الاشتباكات العسكريّة، ومحافظة حجة واحدة منها. إلَّا أنَّ «التحالف» لم يكترث لاعتبارات كتلك، إذ قصفت طائراته سوقاً شعبياً في مديريّة مستبأ في حجة، متسببةً بمجزرة قُتل فيها 107 أشخاص، وأصيب أكثر من 50.
«التحالف» كان استبق التطورات الأخيرة، بمجزرة ارتكبها أواخر الشهر الماضي، عندما استهدف «سوق خلقة» في بلدة نقيل بن غيلان في مديريّة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، موقعاً عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
ونقلت وكالة الأنباء الرسميّة عن مصدر قوله، إنَّ عدد «الشهداء ما زال مرشحاً للارتفاع نظراً لوجود العشرات من الجرحى حالاتهم حرجة»، مشيراً إلى أنَّ مستشفى «مستبأ وعبس يواجهان الكثير من الضغوط نتيجة لندرة المستلزمات والأدوية الطبيّة».
وناشد المصدر وزارة الصحة العامة، الإسراع في تقديم المزيد من المستلزمات الطبية العاجلة لإنقاذ أرواح الجرحى.
و «سوق الخميس» في مستبأ، مكتظ بالمواطنين، كونه سوقاً شعبيًّا يقصده معظم مواطني المديريّات الحدوديّة لشراء حاجياتهم من المواد الغذائيّة.
أحد سكان المنطقة ويدعى خالد مسعد، قال إنَّ «الحادثة تمّت فور ازدحام السوق بالمواطنين، الذين هرعوا إثر الغارة الأولى لموقع الحادثة لإنقاذ الناجين، لتفاجئهم غارتان ثانيتان، ما زاد من عدد الضحايا».
ودان المجلس السياسي في حركة «أنصار الله» المجزرة المروعة التي ارتكبها «طيران العدوان السعودي - الأميركي ظهر (أمس) في سوق الخميس المركزي في مديرية مستبأ»، مؤكداً أنَّ «تحالف العدوان بارتكابه لهذه المجزرة يثبت أنّه لا يحترم العهود والمواثيق، خاصّة وأنّها تأتي في ظل الجهود المبذولة التي يفترض أن تفضي إلى وقف العدوان وليس استمراره وبوحشية أكبر». واعتبر أنَّ «التمادي في ارتكاب هذه الجرائم لا يساعد في التوصل إلى أيّ حلول، بقدر ما سيؤدّي إلى استمرار الحرب وتعقيد الوضع وتأزيمه».
وكان حساب قناة «العربية الحدث» على موقع «تويتر»، نقل عن المتحدث باسم «التحالف»، أحمد عسيري، قوله إنَّ توقف القتال على الحدود بين البلدين مستمرّ، وكذلك العمل على إزالة الألغام الأرضيّة.
وتأتي المجزرة بعد يوم واحد من موافقة الحكومة الألمانيّة على عدّة صفقات سلاح مع دول في المنطقة، من بينها تسليم 23 مروحيّة عسكريّة من طراز «إيرباص» للسعوديّة، برغم مطالبة البرلمان الأوروبي، الشهر الماضي، بفرض حظر تسليح على المملكة التي تقتل المدنيّين في اليمن.
وكالات
إضافة تعليق جديد