مجلس النواب اللبناني يرجئ انتخاب رئيس للبنان إلى الأربعاء

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم إرجاء جلسة انتخاب رئيس للبنان إلى يوم الأربعاء المقبل بسبب عدم تمكن أي من المرشحين من الحصول على غالبية الثلثين المطلوبة في الدورة الأولى من عملية الاقتراع.

وأكد بري بعد فرز الأصوات أن النصاب لانتخاب الرئيس هو دائما 86 نائبا.

وكان بري افتتح في وقت سابق جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس للبنان بحضور 124 نائبا وتغيب اربعة نواب عن الجلسة.

وبعد فرز الأصوات حصل المرشح سمير جعجع وهو رئيس حزب القوات اللبنانية على 48 صوتا والمرشح هنري حلو وهو عضو كتلة اللقاء الديمقراطي التي تمثل الحزب التقدمي الاشتراكي على 16 صوتا فيما حصل أمين الجميل الرئيس الأسبق على صوت واحد وكان بين اوراق التصويت 59 بيضاء وملغية حمل بعض منها أسماء الشهداء الذين قتلهم جعجع منهم السياسي اللبناني داني شمعون ونجله طارق ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رشيد كرامي والطفلة جيهان طوني فرنجية.

وقال عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب اللبناني آلان عون في كلمة أمام المجلس إن "التكتل سيصوت بورقة بيضاء والعماد ميشال عون مطروح كمرشح توافقي فقط ولسنا مهتمين بمبارزة انتخابية" معتبرا أن "الورقة البيضاء لا تمنع أحدا أن يصبح رئيسا إذا كان يملك 86 صوتا وخيار الإنتخاب هو حر".

وأضاف عون إن سبب عدم التصويت للعماد عون اليوم هو لأن العماد طرح نفسه كمرشح وفاق وليس كمرشح منافسة انتخابية غير مجدية وإذا تكون هذا الوفاق سيكون رئيسا للجمهورية وفي حال عدم تكون الوفاق فهو ليس بحاجة أن يمر بمرحلة الترشيح.

وحول ترشح النائب حلو قال عون "كل كتلة حرة بقراراتها" مضيفا إن "كل القوى السياسية ستقيم ما جرى اليوم وسنرى بعدها إذا كانت ستتحرك المواقف أو ستبقى جامدة".

وأضاف عون "لم يخذلنا تيار المستقبل وكان من المتوقع أن يصوت لمرشح 14 آذار أي جعجع كما أعلن عن ذلك في وقت سابق" موضحا أن "بعد جلسة اليوم على كل فريق أن يعيد تقييم ما حصل فهل تملك 14 آذار العدد الكافي لإنتخاب رئيس أو ستعيد النظر وتذهب بإستراتيجية مختلفة في الدورات التالية".

يشار إلى أن ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان تنتهي في 25 أيار المقبل.

في غضون ذلك رأى رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي أن وقائع جلسة مجلس النواب اليوم لانتخاب رئيس جديد للبنان لها دلالات ابلغ وأهم من مسألة الانتخاب وأن المجلس "أعاد النظر بالعفو المشؤوم عن سمير جعجع المجرم المدان والمحكوم من أعلى هيئة قضائية في لبنان".

وقال كرامي في بيان نشر اليوم "لعل الصوت الأقوى أتى من طرابلس التي رفضت الاملاءات لتتصالح مع وجدانها حين رفض نوابها أن يسجلوا على انفسهم وعلى من يمثلون عارا ما بعده عار في التصويت لصالح قاتل رشيد كرامي الباقي في ذاكرة هذه المدينة الطيبة عنوانا للعزة والكرامة والاخلاق والوطنية".

وأكد كرامي في بيانه أن أهالي طرابلس "حولوا اليوم الأسود إلى يوم أبيض عندما قالوا للقاصي والداني إن طرابلس لن تكون مطية للمجرمين والقتلة لكي يكفروا عن ذنوبهم وجرائمهم في حق الوطن والانسان".

وحيا كرامي في ختام بيانه نواب الأمة الذين "أفشلوا المهزلة سواء عبر الأوراق البيضاء أو الاوراق التي حملت أسماء الشهداء معتبرا أن الورقة التي حملت اسم رشيد كرامي كانت انتصارا على 48 ورقة حملت اسم قاتله".

يشار إلى أن سبعة أصوات وضعت في الصندوق الانتخابي في مجلس النواب اللبناني بأسماء شهداء قتلهم سمير جعجع في الحرب الاهلية التي شهدها لبنان في الثمانينات من بينهم الرئيس الأسبق رشيد كرامي.

وكانت ساحة رياض الصلح وسط بيروت شهدت اعتصاما امام مقر مجلس النواب اللبنانى اثناء اجتماعه لانتخاب رئيس للجمهورية احتجاجا على ترشح جعجع لرئاسة الجمهورية ورفع المعتصمون لافتات تندد بترشح جعجع وتعدد الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين وتدعو النواب إلى عدم انتخابه.

وكالات