مجموعة اليورو توافق على تمديد برنامج إنقاذ اليونان
أعلنت مجموعة اليورو، في بيان مشترك اليوم الجمعة، إن المقرضين الدوليين أمهلوا اليونان حتى نهاية يوم الاثنين المقبل، لعرض قائمة لإجراءات الإصلاح التي تعتزم أثينا تنفيذها، وحددوا موعداً نهائياً هو نهاية نيسان لاتفاق المقرضين على قائمة نهائية.
وقال البيان الذي أكد التوصل لاتفاق على تمديد برنامج الانقاذ المالي لليونان أربعة أشهر "ستقدم السلطات اليونانية قائمة أولية لإجراءات الإصلاح على أساس الترتيب الحالي في موعد أقصاه نهاية يوم الاثنين الموافق 23 شباط".
وأضاف البيان قوله "ستقدم المؤسسات رأيا أولياً فيما إذا كان هذا شاملاً بدرجة كافية لاعتباره منطلقاً سليماً لاختتام ناجح لهذه المراجعة. وسيجري مزيد من التحديد لهذه القائمة ثم الاتفاق عليها مع المؤسسات بنهاية نيسان."
وأورد البيان الختامي للمجموعة أنه "على أساس الطلب" اليوناني و"التزامات السلطات اليونانية ورأي المؤسسات" المانحة لآثينا، والاتفاق الذي تم التوصل اليه اليوم الجمعة، بين الدول الاعضاء في منطقة اليورو، "سنبدأ الاجراءات بهدف التوصل إلى قرار نهائي حول تمديد" خطة التمويل الحالية "لفترة تصل الى أربعة اشهر".
ومن جهته، قال رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو جيرون ديسلبلوم، وزير مالية هولندا، إنهم وافقوا، اليوم الجمعة، على تمديد برنامج الإنقاذ المالي لليونان أربعة أشهر بعد أن تعهدت اليونان ألا تلغي أي إصلاحات قد يكون لها أثر سلبي على إيرادات الميزانية وبالوفاء بكل ديونها. وقال إن الأموال المقدمة من المجموعة لإعادة رسملة المصارف اليونانية وتحوزها اليونان ستبقى متاحة لذلك الغرض وحده، ولكن سيشرف عليها الآن صندوق منطقة اليورو للإنقاذ المالي ولن يتم الصرف منها إلا بطلب من البنك المركزي الأوروبي.
واضاف ديسلبلوم إن السبب لاسترجاع هذه الأموال هو التأكد من أن هذه الأموال ستبقى مخصصة فحسب لإعادة رسملة المصارف اليونانية إذا اقتضت الضرورة وليس لتمويل احتياجات الحكومة اليونانية.
ويحوز صندوق الاستقرار المالي اليوناني حالياَ سندات صندوق الإنقاذ المالي لمنطقة اليورو والمخصصة لإعادة رسملة المصارف اليونانية والتي تبلغ قيمتها نحو 11 مليار يورو.
وكان مصدر حكومي يوناني أشار الى أن "رئيس الوزراء (اليوناني الكسيس تسيبراس) أبلغ رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان اليونان ستطلب (عقد) قمة للاتحاد الاوروبي بشكل عاجل الأحد اذا لم تسفر محادثات مجموعة اليورو عن نتائج ايجابية".
وبعد فشل جولتي محادثات سابقتين، اجتمعت اليونان ومنطقة اليورو بقيادة ألمانيا، اليوم الجمعة، لمباحثات جديدة سعياً لانتزاع تسوية حول تمديد تمويل اليونان، تجنب أوروبا الدخول في أزمة لا تعرف نتائجها، في وقت حذرت واشنطن من عودة عدم الاستقرار، في حال فشل المحادثات، إلى القارة بأكملها.
واليونان عازمة على طي صفحة التقشف، فيما كانت ألمانيا تتمسك بخطها المتشدد بزعامة وزير ماليتها المحافظ فولفغانغ شويبله، مطالبة أثينا بمواصلة تصحيح ماليتها العامة وإصلاحاتها البنيوية التي طلبت منها، لقاء خطتي دعم بقيمة 240 مليار يورو، وتؤيدها بذلك فنلندا ودول البلطيق شمالاً، واسبانيا والبرتغال وسلوفاكيا جنوباً.
وشددت وزيرة المالية البرتغالية ماريا لويس البوكيركي، اليوم، خلال تصريحات للصحافة الألمانية، على أن هناك "إطار، وهو "البرنامج الحالي الذي يترتب تمديده"، مؤكدة أن شركاء أثينا "غير مستعدين للبحث في شروط أخرى"، فيما رأى رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، متحدثاً لصحيفة "فايننشال تايمز" أنه سيكون "من المستحيل" عليه أن "يشرح للمواطنين (في بلاده) انه ينبغي منح أموال لدفع رواتب اليونانيين ومعاشاتهم التقاعدية".
لكن مصدراً أوروبياً أوضح أمس أن ألمانيا هي التي "تعرقل"، مضيفاً أن "هناك مشكلة شخصية حقيقية" بين شويبله ونظيره اليوناني يانيس فاروفاكيس.
وكانت أثينا خطت أمس خطوة كبيرة نحو تسوية، إذ طلبت "تمديد" اتفاق المساعدة المالية الذي كانت منطقة اليورو تطالبها بالموافقة عليه قبل نهاية الأسبوع الحالي.
وفي رسالة وجهتها إلى رئيس مجموعة الـ"يورو"، يروين ديسلبلوم، أعربت الحكومة اليونانية أيضاً عن استعدادها للقبول بـ"إشراف" الجهات الدائنة (الاتحاد الأوروبي والمصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي)، متعهدة بالامتناع عن "أي عمل أحادي يقوض الأهداف المالية والنهوض الاقتصادي والاستقرار المالي"، لكنها طالبت في المقابل بـ"مرونة" تسمح بالعودة عن تدابير التقشف الأكثر تشدداً، عملاً بالوعود التي أطلقها تسيبراس خلال حملته الانتخابية.
ولكن ما إن تلقت وزارة المالية الألمانية طلب التمديد حتى رفضته لاعتباره لا يتضمن "حلا جوهرياً"، لكن وزير الاقتصاد ونائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، زيغمار غابريال، عاد لاحقاً وتحدث عن "قاعدة للتفاوض".
وفي محاولة أخيرة لإقناع برلين، أجرى رئيس الوزراء اليوناني، مساء أمس، محادثات مع ميركل، كما اتصل بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بحسب ما أفاد مصدر حكومي يوناني.
وكالات
إضافة تعليق جديد