محادثات طهران ـ واشنطن مستمرة في بغداد
عقدت أمس في بغداد الجولة الثالثة من المباحثات بين خبراء أمنيين أميركيين وإيرانيين، وذلك بعد جهود بذلها مسؤولون عراقيون لجمع الطرفين على مائدة الحوار، لتنفيذ ما اتفق عليه خلال اجتماع يوليو/تموز في الاجتماع الذي حضره رئيس الوزراء المالكي وسفيرا واشنطن وطهران في بغداد وتم على أثره تشكيل لجان أمنية.
وبحث هذا الاجتماع كما قال المدير في وزارة الخارجية العراقية عبدالله خوشناو للجزيرة نت "في تفاصيل الاتهامات التي تبادلها الطرفان في الاجتماع الماضي" كما تم في اجتماع اليوم توسيع نطاق مسؤولية اللجان إلى الاهتمامات السياسية والمهام الرئيسية التي شكلت لها وهي "متابعة الجوانب الأمنية التي يثار حولها الخلاف الشديد بين الطرفين".
ويرى خوشناو أن هذا الاجتماع سيكون مقدمة لأن يمضي الجانبان الإيراني والأميركي "قدماً في بحث نقاط أعمق من نقاط الخلافات بينهما"، دون أن يتطرق إلى طبيعة الجوانب السياسية التي تم بحثها.
كما كشف خوشناو أن الرئيس العراقي جلال الطالباني كان في استقبال الوفد الإيراني وبحث معه بحضور مسؤولين عراقيين النقاط "التي يجد العراق أنها ضرورية لسلامة أمنه وشعبه والتي تدخل في جدول المباحثات"، وترأس الوفد الإيراني السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي بينما ترأس نظيره الأميركي رايان كروكر وفد بلاده.
وكان مصدر في وزارة الخارجية العراقية رفض الكشف عن هويته وجه نقدا شديدا للوفد الإيراني، وقال في تصريح للصحفيين إن الوفد "وصل إلى بغداد دون علم وزارة الخارجية وإن إجراءات الوصول تمت بالتفاهم والتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي فقط ".
ويعتقد محمود عثمان العضو في البرلمان عن التحالف الكردستاني -الذي يضم الحزبين الرئيسيين في العراق الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارازاني، والاتحاد الوطني برئاسة رئيس الجمهورية جلال الطالباني- يعتقد إن " الاجتماع الجديد حول العراق يسجل لصالح إيران التي انتزعت اعترافا مهما من واشنطن بأنها مؤثر فعال في المنطقة دون أن نلمس ثمرة من ثمار هذا الحوار".
وسبق لعثمان أن انتقد حضور رئيس الوزراء المالكي للاجتماع السابق بين الطرفين في بغداد في الرابع والعشرين من يوليو/تموز الماضي مشيرا في تصريح للتلفزيون العراقي الحكومي وقتذاك " إن حضور وزير الخارجية هوشيار زيباري اجتماعا على مستوى السفراء يفي بالغرض وإنه من المستغرب أن يكون حجم الحضور العراقي أكثر من المطلوب ".
وكان أول اجتماع بين الجانبين الإيراني والأميركي عقد في مايو/أيار الماضي للبحث في الاتهامات المتبادلة بين الطرفين حيث تتهم أميركا إيران بأنها تزود جيش المهدي بالتسليح والتدريب لشن الهجمات في بغداد، بينما ترى إيران أن مشاكل العراق الأمنية سببها الاحتلال الأميركي.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد