مستجدات الغارة الإسرائيلية وأزمة الصواريخ السورية
الجمل: التكهنات حول ما يمكن أن يحدث في المنطقة خلال الفترة القادمة، ضمن مثلث سورية، إيران، إسرائيل، ماتزال أكثر تعقيداً وتشفياً، وفي هذا الصدد نشر موقع إم.إس.إن.بي.سي الالكتروني تحليلاً من إعداد دان إيفرون، ومارك هوسينبال، وقد حمل التحليل عنوان (الغارة الإسرائيلية على سورية: فاتحة لأزمة الصواريخ؟).
وإضافة إلى تحليل دان ايفرون ومارك هوسينبال، فقد برز تحليلان آخران، أحدهما حمل عنوان (فرص الحرب مع سورية ماتزال عالية) وهو من إعداد ياكوف كاتز، ونشرته صحيفة اورشليم بوست الإسرائيلية، والآخر حمل عنوان (إلى الحدود الدولية، وليس أبعد من ذلك) وهو من إعداد الكسندر ياكوبسون، ونشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أيضاً:
• أولاً: تحليل دان ايفرون
يربط دان ايفرون الموضوع بإيران، ويطرح بعض الأسئلة: هل قام مسؤولو المخابرات الإسرائيلية بتضخيم الموضوع عندما قالوا بأن إيران سوف تمتلك التكنولوجيا المؤدية إلى صناعة الأسلحة النووية خلال العام القادم؟ وهل سوف تقوم إسرائيل بشن هجوم منفرد على إيران في حالة عدم قيام واشنطن بذلك؟ أم أنها سوف تعمل من أجل دفع أمريكا إلى القيام بالعمل العسكري؟ ويقول دان ايفرون بأ، ثمة استنتاج يتمثل في أنه: برغم قيام الولايات المتحدة في الوقت الحالي بالتشديد على استخدام العقوبات والوسائل الدبلوماسية كوسائل رئيسية من أجل إرغام إيران على إيقاف عملية تخصيب اليورانيوم، فإن الهجوم الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية من الممكن أن ينهي كل تلك الوسائل، ويدفع واشنطن إلى دائرة الحرب.
ويضيف التحليل بأنه حتى إذا تركت الولايات المتحدة إسرائيل تذهب وحدها في الهجوم على إيران، فإن أمريكا سوف تتحمل المسؤولية واللائمة على ذلك، وبالتالي فإن الانتقام والقصاص سوف يكون من نصيب مصالحها.
ثم ينتقل التحليل إلى سؤال آخر مفاده: كيف ستستطيع إسرائيل منع إيران من الحصول على القنبلة النووية؟
ويضيف التحليل قائلاً بأن هذا السؤال وبالذات في هذه الأيام يكتسب أهمية قصوى، وذلك لأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قد قامت بتنفيذ (غارة جوية في العمق السوري) ثم بعد ذلك قامت إسرائيل بمحاولة فرض حاجز الصمت على العملية. وفي الأسبوع الماضي، تحدث بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة الإسرائيلية، قافزاً عبر حائط الصمت المفروض، وقائلاًَ بأن إسرائيل قامت في الحقيقة بمهاجمة أهداف في الأراضي السورية، وبرغم ذلك، فإن ضابط الموساد السابق عوزي اراد كبير مستشاري نتنياهو، تحدث لمجلة نيوزويك الأمريكية قائلاً: أنا لا أعرف ما الذي حدث، وعندما يتضح الأمر علناً فإن ذلك سوف يذهل ويصدم كل شخص).
وبعد تحليل مطول، يخلص دان ايفرون، ومارك هوسينبال إلى أن إسرائيل يمكن أن تبني حساباتها الخاصة على قيام طهران بالانتقام من أمريكا في حالة حدوث الضربة الإسرائيلية ضد طهران، وبالتالي فإن أمريكا سوف تجد نفسها متورطة في الحرب مع إيران. ويرى الكاتبان بأنه على أمريكا في هذا الوقت أن تحاول تجنب حدوث هذه النتيجة، وذلك عن طريق قيام واشنطن أولاَ وقبل كل شيء بمنع إسرائيل من القيام بأي هجوم.
• ثانياً: تحليل ياكوف كاتس
يقول التحليل بأنه إذا استمر الجيش الإسرائيلي في حالة التأهب والاستعداد القصوى على طول الحدود الشمالية التي بدأها يوم الأحد، فإن فرص اندلاع الحرب سوف تكون كبيرة.
ويشير التحليل إلى أن حديث الجنرال الإسرائيلي اليسار شاكيدي، الذي قال فيه بأن إسرائيل تواجه حالياً موقفاً معقداً، وأن القوات الجوية الإسرائيلية مستعدة لكل التطورات والاحتمالات.
وبرغم عدم توصل التحليل إلى نتيجة محددة فقد تركز الاتجاه العالم لبقية التحليل على فكرة أن الاستعدادات العسكرية وحالة التأهب والحذر القصوى التي يعيشها الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة، هي وحدها التي قد تقود إلى اندلاع الحرب والقتال في المنطقة.
كذلك أشار التحليل إلى بعض المقاطع التي وردت في حديث وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراكن والتي قال فيها بأن الروح المعنوية لإسرائيل يجب أن تكون في حالة استعداد وجاهزية في كل لحظة كأنما هناك حرباً قادمة...).
وأشار التحليل أيضاً إلى مقطع من حديث الجنرال اليسار شاكيدي الذي قال فيه: (...القوات الجوية الإسرائيلية لها قابلية القيام بكافة أنواع الصراعات، والتي بعضها مع البلدان المجاورة التي لنا حدود معها، وبعضها سوف يكون بعيداً عن حدودنا...) والإشارة التي يمكن نقلها عن حديث الجنرال اليسار شاكيدي واضحة، فدول الجوار في هذه الحالة هي سورية ولبنان، والدولة البعيدة عن إسرائيل هي إيران.
• ثالثاً: تحليل اليكسندر ياكوبسون
يقول اليكسندر ياكوبسون ضمن ما يقول: برغم عزلة سورية، فإن مطالبة سورية بسيادتها على مرتفعات الجولان، هي مطالبة تجد التأييد الدولي، وهذا التأييد الدولي ليس تحيزاً لأحد الأطراف، وإنما بسبب نظرة المجتمع الدولي التي ترى بضرورة استقرار الحدود الدولية كوسيلة لتحقيق الاستقرار العالمي.
ويضيف اليكسندر ياكوبسون قائلاً بأن النتيجة من طرف تتمثل في أن إسرائيل ليست مجبرة حالياً على مغادرة الجولان، ولكن من الناحية الأخرى فإنه لا توجد أي فرصة أمام إسرائيل لتوقيع معاهدة سلام مع سورية تتضمن قيام إسرائيل بضم أي جزء من الجولان إلى أراضيها.
وبالتالي -كما يرى اليكسندر ياكوبسون- فإن إسرائيل سوف لن تخسر شيئاً إذا أعلنت أنها مستعدة لإبقاء السيادة السورية على الجولان عندما يتحقق السلام.
ويرى اليكسندر ياكوبسون بأن الذين يعتقدون بأنه سوف لن يكون هناك سلام مع سورية عليهم أن لا يتخوفوا من إعلان من هذا النوع، أما أولئك الذين يقولون بأنه عاجلاً أم آجلاً فإن البلدان سوف يصلان إلى اتفاق سلام، عليهم أن يفهموا ويعرفوا بأنه ضمن هذا الاتفاق، سوف يترتب على إسرائيل مغادرة مرتفعات الجولان.
وعموماً، سوف يستمر سيل التحليلات الهادفة إلى التعرف على الملامح الأساسية لشكل السيناريو القادم في الصراع العربي- الإسرائيلي والذي على ما يبدو سوف تضم دائرته القادمة المزيد من الأطراف الجديدة. وبكلمات أخرى سوف تتسع دائرة هذا النطاق بحيث تشمل دولة غير عربية، وأيضاً قوى فصائلية وميليشيات مسلحة ناشطة داخل وخارج المنطقة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد