مسح 56 موقعاً أثرياً في الجولان

23-04-2007

مسح 56 موقعاً أثرياً في الجولان

بدأت أعمال المسح الأثري في محافظة القنيطرة منذ القرن التاسع عشر من قبل هواة أجانب ومن أهمهم العالم الألماني «شوماخر» الذي قام بمسح كثير من المواقع والمباني الأثرية في الجولان.

وظهرت نتيجة لأعماله مواقع مصنفة من مختلف العصور التاريخية القديمة والتي يمكن أن تشكل مع حضارة الشرق القديم في سورية أنموذجاً حضارياً متكافئاً ومتوازناً مع حضارات العصور القديمة والممالك القديمة، وتعد امتداداً حضارياً مع الفترة الهلنستية والكلاسيكية الرومانية والبيزنطية والعهود العربية الإسلامية. ‏

السيد عبد الله مرعي رئيس دائرة الآثار بالقنيطرة أشار إلى وجود أكثر من 210 مواقع أثرية في الجولان وهي موزعة حسب العصور التاريخية ويقع أغلبها ـ في الوقت الحالي ـ تحت الأسر الصهيوني الذي سرق الكثير منها ونقله إلى فلسطين والباقي لا يزال هيكلاً أثرياً يصعب نقله أو حفظه في متاحف العدو كالحصون والقلاع وغيرها.. ‏

وأضاف المرعي: بعد تأسيس دائرة آثار القنيطرة قامت البعثة الوطنية بأعمال المسح الأثري بالمحافظة ونتج عن ذلك عدة مواقع أثرية منها ما هو أبنية معابد رومانية قديمة، المعبد الروماني أو ما يسمى دار القوصرة ـ القصر الصيفي ودار القوصرة أو ما يسمى بالقصر الشتوي إضافة إلى المدافن الأثرية في جباتا الخشب وطريق طرنجة وأوفانيا وخربة أبي زيد وخربة الدير وخربة سحيتا وخربة بئر الصربوخ. ‏

كما استكمل العمل في الموسم الثاني بأعمال المسح الأثري من بلدة خان أرنبة شمالاً حتى منطقة سويسة جنوباً بحيث شملت القطاع الأوسط من المحافظة ونتج عن أعمال المسح خلال عام 2006م /56/ موقعاً أثرياً مصنفة حسب العصور والعهود القديمة حتى الإسلامية المتأخرة. 
 وبين رئيس دائرة الآثار أن من بين هذه المواقع الأثرية ما هو مبان كما في خان أرنبة وخان سويسة وخان القنيطرة والدور الأثرية في خربة كودنة والكنيسة البيزنطية وكنيسة بريقة الأثرية، ومنها ما هو تلال أثرية كما في تل محيرس الأثري وتل كوم الباشا وتل عين الباشا وتل نبع الصخر الأثري ويصنفون إلى العصور البرونز القديم والوسيط، منها ما هو روماني وبيزنطي كما في معظم الخرب الأثرية كما في خربة رويحينة وخربة الصمدانية الشرقية وخربة جاسم ورسم النور في كودنة وجنة عبد، ومنها ما هو مدافن أثرية كما في تل كروم مسحرة وتل كروم جبا وخان أرنبة وطرنجة ونبع الصخر وأم باطنة وممتنة. ‏

وقال المرعي: إن البعثة العاملة لدى دائرة آثار القنيطرة تستكمل أعمال المسح الأثري للموسم الثالث خلال خطة عام 2007م للقطاع الجنوبي من أرض المحافظة بحيث تمكنت فرق التنقيب من اكتشاف مدفن أثري مهم في بلدة خان أرنبة يعود للعصر الروماني تقدر مساحته بـ5ھ5 مكون من 24 قبراً صندوقياً وعلى طبقتين، الجانب الأيسر عشرة قبور صندوقية وعشرة أخرى على الجانب الأيمن ومن الجهة الأمامية أربعة قبور صندوقية. ‏

ومن أشهر المواقع الأثرية في الجولان المحتل أضاف المرعي: مدينة بانياس التي عرفت في العهدين اليوناني والروماني وقد شيد الملك «هيرودس» الكبير أثناء فترة حكمه لمنطقة فلسطين وجنوب سورية أمام المغارة معبداً لتمجيد الإمبراطور «أغسطس قيصر» حاكم روما ويعتقد أن «هيرودوس فيليب الابن» أكمل بناء بانياس واستمرت بالتطور في العهود اللاحقة، ومن المواقع الهامة الكرسي، وهي قرية في طبرية يقال أن المسيح عليه السلام جلس فيها على موضع يشبه الكرسي وجميع الحواريين وأنفذهم منها إلى النواحي. ‏

الياقوصة: ويطلق عليها سابقاً الواقوصة وفيها كانت الواقعة المشهورة في معركة اليرموك وفيها آثار كثيرة، وكذلك فيق وعرفت قديماً باسم افيق وتشرف على بحيرة طبرية وإلى الغرب منها تقع قلعة الحصن على شاطئ بحيرة طبرية الشرقي. ‏

لقد ترك التاريخ العريق للجولان بصماته على كل شبر فيه، فكان متحفاً للعصور التاريخية التي تعاقبت عليه فلا يكاد يخلو موضع فيه من أثر تاريخي شاهد.. وأسوق هنا طائفة من المواقع في الجولان... وجميعها تتحدث عن حضارة وامتداد عروبة هذه الأرض التي لا يمكن لممارسات الاحتلال وأساليب زيفه أن تطمسها.. ‏

علي الأعور

‏ المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...