مسلّحو سوريا: هل يتغير الدعم الأميركي؟
بات مسلحو فصائل «المعارضة» السورية أمام معضلة تلوح في الأفق، وتتمثل بوقف تلقيهم الدعم الذي كانت تقدمه لهم الولايات المتحدة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب التي أكد فيها نيته وقف إشكال ذلك الدعم في حال وصوله إلى البيت الأبيض.
في هذا الوقت، كانت روسيا والولايات المتحدة تتفقان من جديد على تمديد مشاورات خبرائهما الرامية لإيجاد تسوية سلمية للوضع المتأزم في حلب.
صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت، أمس، تباين آراء المسلحين من السياسة التي سينتهجها ترامب اتجاه سوريا، خاصة لجهة ما إذا كان سينفذ ما تعهد به خلال حملته الانتخابية من وقف دعم بلاده للمسلحين، بل حتى إمكانية تقديم الدعم لموسكو ودمشق في الحرب ضد تنظيم «داعش».
ونقلت الصحيفة عن مسلحين قولهم إن سياسة ترامب إيقاف المساعدات «لن تحدث الكثير من الفرق عملياً بل إنها ستخرج الموقف الأميركي إلى العلن بدلاً من الاختباء وراء الإدانات للرئيس السوري بشار الأسد»، فيما رأى آخرون فيها خطوة إيجابية لكونها «ستدفع بحلفاء واشنطن مثل السعودية وتركيا إلى تحدي الأوامر الأميركية بعدم تسليح مقاتلي المعارضة بأسلحة متطورة».
وقال عضو أحد المجالس المحلية في حلب هشام سكيف: «على الأقل بوسعنا اليوم التخلص من عبء ما يسمى الصديق المؤذي»، في إشارة إلى الولايات المتحدة، مضيفاً «نحن نعلم اليوم أنهم لا يقدمون لنا الدعم، بينما في السابق، نظرنا إليهم على أنهم أصدقاء، فيما كانوا ينفذون أجندة أعمال خصومنا».
في المقابل، رأى قادة آخرون للمسلحين وخبراء في شؤون الشرق الأوسط وواشنطن أنه لا يزال من المبكر تحديد سياسة ترامب في التعامل مع الحرب في سوريا من خلال بعض التصريحات المتشابكة.
وقال المتحدث السياسي باسم «جماعة نور الدين الزنكي» بسام حاج مصطفى: «لا نعتبر أن تصريحاته (ترامب) تمثل الموقف الجديد للإدارة الأميركية»، لافتاً إلى أن تلك التصريحات تظهر «عنصرية (في الموقف) ونحن لا نأخذها على محمل الجدّ وهي ستُمحى لاحقاً».
ونقلت الصحيفة عن المسؤول السابق في إدارة أوباما، الذي كان من أشد المدافعين عن التدخل العسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد، قوله: «من المبكر التنبؤ بسياسة ترامب في سوريا خصوصاً أن لديه الكثير ليعرفه عن الصراع».
وأوضح أن تصريحات ترامب بشأن سوريا جاءت لخدمة حملته الانتخابية، حيث شدد على التهديدات التي يمثلها «داعش»، كما لعب على وتر الخوف من المسلمين في أوساط قاعدته الشعبية.
إلى ذلك، اتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري، أمس، على تمديد مشاورات الخبراء للبحث عن تسوية سلمية للوضع المتأزم في حلب.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن لافروف أكد خلال اتصال هاتفي مع كيري «أن الجماعات المسلحة وما يسمى بالمجلس المحلي في شرق المدينة (حلب) يرفضون التعاون لتسوية الوضع»، مؤكداً أن القوات الجوية الروسية والسورية لم تنفذ على مدى الأسابيع الأربعة الماضية أي طلعات فوق تلك المنطقة.
وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو بحثت مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في طهران الأزمة السورية ومحاربة «داعش».
من جهة ثانية، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قوله، إن الرئيس فلاديمير بوتين قد يبحث مع نظيره الأميركي باراك أوباما التطورات في سوريا أثناء لقائهما على هامش قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي» (ابك) في بيرو الأسبوع المقبل، مكرراً أن بوتين ليست لديه خطة حالياً للقاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب شخصياً.
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلة من طراز «ميغ 29 كوبر» تحطمت في البحر المتوسط بعد إقلاعها من حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف»، جراء خلل فني.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد