مشروبات الطاقة خدعة
غالبية الشباب اليوم هجرت العصائر الطبيعية لمصلحة مشروبات الطاقة التي باتت تنافس جدياً المشروبات المألوفة.
المولعون بمشروبات الطاقة يعتقدون أنها تمدهم بالطاقة التي تمكنهم من التغلب على التعب الجسدي والعقلي الناتج من الأنشطة الرياضية والذهنية، والبعض يظن أن هذه المشروبات تقوي العضلات وتهب الجسم نشاطاً لا نظير له، والطلاب يقبلون عليها بكثرة أيام الدرس والامتحانات للسهر الطويل والتغلب على النعاس.أكثر من هذا وذاك هناك وسائل دعائية تربط بطريقة مخادعة بين مشروبات الطاقة والقدرة الجنسية. هنا بعض الحقائق التي يجهلها الناس حول هذه المشروبات:
1- إنها مشروبات تتألف من خلطة تتضمن تراكيز عالية من مادة النيكوتين المنبهة تعادل ضعفي إلى ثلاثة أضعاف تلك الموجودة في عبوات الكولا العادية، وكما هو معروف فإن هذه المادة منبهة للجهاز العصبي والدوراني، من هنا فإن تناول كميات كبيرة منها يزيد من ضربات القلب، ويرفع أرقام ضغط الدم، ويعطل منظومة الإحساس بالتعب والإرهاق الطبيعي الأمر الذي يحمّل الجملة العصبية عبئاً لا قدرة لها على تحمله ما قد يؤدي إلى الانهيار وربما إلى الإغماء المفاجئ.
2- تحتوي مشروبات الطاقة على خلاصات كيماوية تعطي نوعاً من النشوة والسعادة الوهمية، لذا فإن التوقف عنها قد يسبب زوبعة من العوارض المزعجة المتمثلة في الإرهاق والضعف والفتور والوهن والصداع وتدهور الحالة النفسية، وعند بعض الأشخاص قد تسبب القلق والأرق والحموضة في المعدة.
3- في مشروبات الطاقة كمية كبيرة من فيتامينات المجموعة ب تبلغ ضعفي الحاجة اليومية للجسم، وهناك شكوك بأن ضخ الجسم بأرقام فائضة من هذه الفيتامينات يمكن أن يترك آثاراً سلبية على المدى الطويل، فتناول كمية كبيرة من تلك الفيتامينات يمكن أن يسبب التنميل والوخز في القدمين واليدين وتسارعاً في دقات القلب.
4- تسبب مشروبات الطاقة السمنة لأنها تحتوي على كمية كبيرة من السكر السريع الامتصاص والاحتراق.
5- تحتوي على ملونات ومنكهات وإضافات صناعية قد تترك مضاعفات خطيرة على الصحة.
6- تزيد من إدرار البول بشدة، وهذا ما يجعل الجسم يفقد كميات كبيرة من السوائل وبالتالي إلى الإصابة بالجفاف.
في المختصر، إن مشروبات الطاقة ليست صحية كما يدعي صانعوها، بل هي مشروبات اصطناعية تحدث اضطرابات تطاول التفاعلات الفيزيولوجية الداخلية فينتج منها خلل في وظائف الأعضاء، فلماذا هذا اللهاث المستميت وراءها مع أن الطبيعية تحفل ببدائل في متناول الجميع، وهي صحية ومضمونة النتائج وليست لها مضاعفات جانبية.
د. أنور نعمة
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد