مشعل يعتبر أنابوليس تغطية لحرب وعباس ورايس متفائلان
اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مؤتمر أنابوليس للسلام لعبة أميركية قديمة تلهي بها المنطقة، لتكريس الانقسام الفلسطيني والعربي والتغطية على حرب مقبلة في المنطقة.
وقال خالد مشعل في محاضرة ألقاها في دمشق أمس إن الولايات المتحدة "تحضر للعدوان على إيران وقد تطال سوريا وغزة وحزب الله".
وحذر زعيم حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تقديم تنازلات خطيرة لإسرائيل خلال المؤتمر المتوقع انعقاده هذا الخريف.
وقال "لا أحد مفوض بتقديم أي تنازلات أو النزول عن الثوابت والموقف الوطني الفلسطيني المتفق عليه، في ظل الانقسام الفلسطيني وغياب الوفاق الوطني وغياب دور المؤسسات الشرعية الفلسطينية، لا أحد مفوض بإدارة مفاوضات من هذا النوع".
وأوضح مشعل أن حماس ليست ضد مساعي الحصول على الحقوق الفلسطينية لكنه اعتبر أن المؤتمر يهدف للضغط على الفلسطينيين من أجل التفريط في حقوقهم، ولتطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية.
كما حذر "الإخوة في رام الله" قائلا "لعبتكم خطرة. لا تغامروا بمستقبلكم السياسي واتعظوا بأبي عمار (ياسر عرفات) الذي انحاز إلى الضمير الوطني".
وبشأن المؤتمر الوطني الذي كان مقررا عقده في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في دمشق لمناهضة اجتماع أنابوليس، قال مشعل إن المؤتمر "سيعقد بالتزامن مع أنابوليس".
وجاءت تحذيرات مشعل في حين أعرب الرئيس عباس ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن تفاؤلهما بالتحضيرات لمؤتمر أنابوليس والتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش مطلع 2009.
وتحدث رئيس السلطة الفلسطينية عن إحراز تقدم في التحضير لمفاوضات الحل النهائي مع إسرائيل بعد مؤتمر أنابوليس، وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد لقائه كوندوليزا رايس في رام الله أمس قال محمود عباس إن "هناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام يجب اغتنامها".
ورحب عباس بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت باعتبار لقاء أنابوليس "فرصة حقيقية لتحقيق السلام" مؤكداً جدية السلطة الفلسطينية في اغتنام هذه الفرصة "للتوصل إلى هذا السلام التاريخي الذي يقود إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل".
ولكن الرئيس الفلسطيني استدرك بالقول إن المفاوضات الجارية "صعبة وستبقى كذلك حتى البدء في التطبيق".
من جانبها اعتبرت الوزيرة الأميركية أن مؤتمر أنابوليس يمكن أن يعطي دفعة "لإطلاق مفاوضات جادة ومستمرة تفضي إلى تأسيس دولتين تعيشان جنبا إلى جنب".
كما أكدت أن المؤتمر سيعقد قبل نهاية العام، معبرة عن الأمل في أن تحقق المفاوضات التي ستعقب المؤتمر أهدافَها قبل نهاية ولاية الرئيس بوش.
وكانت رايس التي تقوم بثامن جولة لها في المنطقة هذا العام قد التقت قبل عباس رئيس وفد المفاوضات أحمد قريع ورئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض، بعد أن التقت أمس عددا من المسؤولين الإسرائيليين في مقدمتهم رئيس الوزراء إيهود أولمرت.
وأبلغ أولمرت الوزيرة الأميركية رفضه الخوض في أي مفاوضات سياسية مع الجانب الفلسطيني بخصوص الدولة المستقلة قبل الحصول على ضمانات بشأن أمن إسرائيل، وهو الأمر الذي حال حتى الآن دون التوصل لصياغة أي بند في الوثيقة المشتركة.
وأوضحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بعد لقائها رايس موقف تل أبيب، معتبرة أن تنفيذ أي "تفاهمات مستقبلية مرتبط بالمراحل الواردة في خارطة الطريق التي تعلن أولوية أمن إسرائيل على تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة".
وحاولت رايس طمأنة حكومة تل أبيب بتأكيدها لأولمرت التزامها بأمن إسرائيل كما قالت إنها شعرت بارتياح لاستبعاد عباس إجراء محادثات مصالحة رسمية مع حماس إلا بعد تخليها عن غزة. وأضافت "أثق في أنه سيفي بتعهداته".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد