مصادر إعلامية روسية تتحدث عن اتجاه موسكو إلى تعزيز الأجواء السورية
رجحت صحيفة روسية أن تنشر روسيا منظومات مضادة للصورايخ المجنحة وتعزز منظومتها للدفاع الجوي «إس 400» التي نصبتها في قاعدة حميميم الجوية، وذلك في معرض الرد على خطط أنقرة نصب درع صاروخية جديدة في جنوبي تركيا، محذرةً من أن تقوم تركيا بدفع طائراتها لانتهاك الأجواء السورية تحت مظلة الدرع الجديدة، أو التغطية على استهداف المواقع السورية بصواريخ مجنحة.
ونصبت موسكو منظمة «إس 400» رداً على إسقاط مقاتلتين تركيتين للقاذفة الروسية «سو 24» في أقصى شمال محافظة اللاذقية.
وتعتزم أنقرة نصب تلك الصورايخ من أجل «تعزيز قدراتها الدفاعية في جنوب البلاد، والحماية من مسلحي تنظيم داعش على الحدود التركية السورية. ويشمل ذلك نشر منظومات أميركية دفاع جوي من طراز «باتريوت» أرسلها حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى صواريخ من منظومة «هاريمس» الأميركية ذات المديات المنخفضة. وتساءلت صحيفة «أرغومينتي أي فاكتي» الروسية عن مغزى ودوافع هذه الخطوة.
ونقلت الصحيفة عن المستشار السياسي أناتولي فاسيرمان، قوله: «على الرغم من أن الإرهابيين يقاتلون شكلياً الولايات المتحدة وشركاءها في الشرق الأوسط وفي مقدمتهم السعودية، (إلا) أنهم عملياً مرتبطون بهما». ولم يستبعد أن «تقوم الرياض، بل واشنطن بتزويدهم (الإرهابيين) بأي سلاح، بما في ذلك الصواريخ البالستية، إذا ما تبين أن هدفهما الأساس معرض للخطر»، مشيراً إلى أن هذا الهدف هو «إطاحة أحد الأنظمة العربية الوطنية، والمجيء بعملائهما، الذين لا يعملون لمصلحة شعبهم، بل لمصلحة من جاء بهم». وبيّن أن المسلحين يستطيعون «في أي وقت القول إنهم عثروا على هذه الصواريخ في مستودع في العراق بقي من أيام (الزعيم الراحل) صدام حسين، وكان مخفياً بصورة جيدة». وأشارت «أرغومينتي أي فاكتي» إلى أن مواقع منظومة الدرع الصاروخية التي تنوي أنقرة نشرها، سيكون هدفها واحداً من اثنين: الأول، استخدام صواريخ هذه المنظومة لضرب صواريخ الدفاع الجوي السورية. وهذا يعني ضمان حماية الطائرات التركية أو حتى الأميركية التي تنتهك الأجواء السورية. والثاني، وهو أن قواعد إطلاق الصواريخ المضادة للصواريخ هذه تصلح لإطلاق أنواع أخرى من الصواريخ، من بينها صواريخ «توماهوك» المجنحة، التي تطلق من قواعد مماثلة على السفن.
واستطردت مبينةً أن «منظومة الدرع الصاروخية المنشورة يمكن في أي لحظة تحويلها إلى منظومة لإطلاق صواريخ هجومية.. وبالطبع، فإن تمييز نوع الصواريخ المنصوبة في هذه القواعد غير ممكن إلا بعد إصابتها الهدف». بناء على ذلك، حذرت من احتمال أن «يكون نصب منظومة الدرع الصاروخية على الحدود السورية تغطية لنشر صواريخ يمكن لتركيا استخدامها لضرب سورية»، وأضافت: «في جميع الأحوال سوف تستخدم هذه الصواريخ للعدوان على سورية».
ولفتت «أرغومينتي أي فاكتي» إلى أن المستفيد من كل ذلك هو تركيا؛ «لأن أنقرة تتعاون بصورة طبيعية مع الولايات المتحدة، وتَستخدم في سورية كل شيء باستثناء ما يتعارض مع مصلحة (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان، وهو بعث الإمبراطورية العثمانية وترؤسها، أو على الأقل إنشاء بنى في الشرق الأوسط تلعب تركيا فيها دوراً رئيساً».
وتساءلت الصحيفة الروسية عن رد سورية على الخطوة التركية، ونبهت إلى صعوبة أن ترد دمشق «لأنها لا تملك الموارد التقنية اللازمة لذلك»، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن «روسيا تستطيع الرد بتعزيز منظومات الدفاع الجوي الصاروخية «إس 400»، وكذلك منظومات أخرى مضادة للصواريخ المجنحة»، ولفتت إلى أن ذلك «سيحصل إذا ما حاولت تركيا حماية طائراتها بالصواريخ المضادة للصواريخ، أو حاولت إطلاق صواريخ مجنحة».
روسيا اليوم
إضافة تعليق جديد